المنشورات
من قلّت مبالاتُه بمن اغتابه
قيل لحكيم: فلان يشتمك بالغيب، فقال: لو ضَرَبني بالسِّياطِ في الغيب لم أبالِ به.
وقال شاعر قديم وأنشد هذا الشعر لسيِّدنا رسول الله العلاءُ بن الحضرميّ:
حيِّ ذوي الأضْغانِ تَسْبِ قلوبَهم ... تَحِيَّتك القُرْبى فقَدْ تُرْقَعُ النَّعَلْ
وإنْ دَحسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تكرُّماً ... وإنْ خَنَسوا عنكَ الحَديثَ فلا تَسَلْ
فإنَّ الذي يُؤذيكَ منه سماعُه ... وإنَّ الذي قالوا وراَءك لم يُقَلْ
دحسَ بين القومِ: أفسدَ بينهم، وخَنسوا: أخْفَوا، يريد: إنْ فعلوا الشرَّ من حيث لا تعلمه وقد تقدّمت هذه الأبيات
وقال المتوكل الخليفة العباسي لأبي العيناء: ما بقي أحدٌ إلا اغتابك! فقال:
إذا رَضِيَتْ عنّي كِرامُ عَشيرَتي ... فلا زالَ غَضْباناً عليّ لِئامُها
وقيل لرجل: فلانٌ يغتابك: فقال: دَعْني يَستَرْفعْني اللهُ بذلك، فمن أكثرتِ الناسُ فيه الوقيعةَ رفعَه اللهُ، وإنَّ بني أميّة مازالوا يشتُمون عليَّ بن أبي طالب ستينَ سنةً فلم يزدْه اللهُ إلا رِفْعةً. وقيل لآخر ذلك فقال:
ولَمْ يَمْحُ مِنْ نورِ النَّبيِّ أبو جَهْلِ
وقيل لآخر مثله فقال: لا ضَيرَ، إنّه أراد أن يمتحن ودّي. . .
مصادر و المراجع :
١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع
المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر
عدد الأجزاء: 2
20 نوفمبر 2024
تعليقات (0)