المنشورات
حتى يكون عزيزا من نفوسهم … أو أن يبين جميعا وهو مختار
البيت ليزيد بن حمار السكوني، من قطعة قالها يوم ذي قار، وقبل البيت:
إني حمدت بني شيبان إذ خمدت … نيران قومي وفيهم شبت النّار
ومن تكرّمهم في المحل أنهم … لا يعرف الجار فيهم أنه الجار
حتى يكون ...
وقوله: حتى يكون عزيزا، أي: ما دام مقيما فيهم، كأنه واحد منهم، أو أن يبين جميعا. أي: يفارق مجتمعة أسبابه وهو مختار، أي: لا يخرج كرها. ونصب جميعا، على الحال: أي: يبين بجميع أسبابه، ويجوز أن يكون حالا من الذين يفارقهم، يعني أن يفارقهم وهم مجتمعون لتوديعه، ويجوز أن يكون قوله: حتى يكون عزيزا معناه أنهم يعاملونه بهذه المعاملة إلى أن يكون عزيزا فيما بينهم، أو يختار مفارقتهم. والمعنى:
ذلك له فيهم ما اعتزّ بجوارهم، أو مال إلى فراقهم. ويجوز أن يكون «من نفوسهم» في موضع الحال، وعزيزا: خبر كان، وإن جعلت عزيزا حالا و «من نفوسهم» خبرا جاز، والمعنى حتى يكون كأنه من أصلهم، كما قال تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ [التوبة: 128]، أي: من جنسكم وبطانتكم، وقال ابن جني في إعراب الحماسة يجوز كون «أن» في البيت زائدة، قال ابن هشام: لأن النصب هنا يكون بالعطف لا بأن. [شرح أبيات المغني ج 8/ 99]، والمغني الشاهد رقم 1171.
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
27 أغسطس 2023
تعليقات (0)