المنشورات
إمّا ترينا حفاة لا نعال لنا … إنّا كذلك ما نحفى وننتعل
قاله الأعشى ميمون، من معلقته ودّع هريرة، وقبله:
قالت هريرة لما جئت زائرها … ويلي عليك وويلي منك يا رجل
والبيت الثاني: أخنث بيت قالته العرب وزائرها: حال من التاء. وإنما قالت له كذا؛ لسوء حاله. وقولها: ويلي عليك، أي: لفقرك. وقولها: وويلي منك، أي: لعدم استفادتي منك شيئا. ثم أخذ في تبيين سبب سوء حاله بأنه أفنى ماله في لذاته، فأجابها بقوله: إمّا ترينا حفاة ... الخ، فيكون بتقدير القول، أي: فقلت لها.
والشاهد: أنّ «ما» زيدت في موضعين من البيت: الأول: في «إمّا»، أصله: «إن ما»، والثاني: «ما» في: «ما نحفى»، ويروى: «إنا كذلك قد نحفى»، فتكون زائدة في موضع واحد، وقوله: إمّا: اللام الموطئة مقدرة قبل «إن» وجملة «إنا كذلك»: جواب القسم المقدر، وهو دليل جواب الشرط. والذي دلنا على أن هذه الجملة جواب القسم عدم اقترانها ب «الفاء»؛ لتكون جوابا للشرط، وقيل: «إنّا كذلك»، جواب الشرط، وحذفت «الفاء». وجملة «لا يغال لنا»: صفة «حفاة»، والمعنى: إن ترينا نستغني مرة ونفتقر أخرى، فكذلك سبيلنا. [شرح أبيات المغني/ 5/ 282].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
31 أغسطس 2023
تعليقات (0)