المنشورات

كأنّك من جمال بني أقيش … يقعقع خلف رجليه بشنّ

البيت من قصيدة للنابغة الذيباني. من قصيدة يلوم فيها عيينة بن حصن الفزاري لأنه أراد أن يعين بني عبس في قصة، مع أنه كان محالفا لبني ذبيان وبني أسد وهم الطرف الثاني في الموضوع. وبنو أقيش: حيّ من عكل، وجمالهم ضعاف تنفر من كل شيء تراه. ويقعقع: مبني للمجهول، والقعقعة: تحريك الشيء اليابس الصلب.
والشّن:
بالفتح: القربة البالية، وتقعقعها: يكون بوضع الحصا فيها وتحريكها فيسمع منها صوت، وهذا مما يزيد الإبل نفورا، ومنه المثل: «فلان لا يقعقع له بالشنّان» جمع شنّ. يضرب لمن لا يهتز به من حوادث الدهر. ولا يروعه ما لا حقيقة له، وقال الحجاج على منبر الكوفة «إني والله يا أهل العراق ما يقعقع لي بالشنّان».
والبيت شاهد على أن حذف الموصوف هنا بدون أن يكون بعضا من مجرور بمن أو «في» لضرورة الشعر. والتقدير: كأنك جمل من جمال بني أقيش. وهذا مثل لقيام.
الظرف مقام الموصوف. وقال بعضهم: إن هذا البيت شاهد على أن الموصوف بالجملة أو الظرف إذا كان بعضا من مجرور بمن أو «في» يجوز حذفه كثيرا وليس ضرورة شعرية.
وبيانه أنّ الموصوف يقدر هنا قبل «يقعقع» والجملة صفة له، أي: كأنك جمل يقعقع،
وهو بعض من المجرور بمن، ويكون قوله من جمال بني أقيش حالا من ضمير «يقعقع» الراجع إلى جمل المحذوف. وعلى المذهب الأول (من جمال) خبر كأن، [سيبويه ج 1/ 375، وشرح المفصل ج 1/ 61، ج 3/ 59، والأشموني ج 3/ 71، والخزانة ج 5/ 67].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید