المنشورات
ولو أنّ حيّا فائت الموت فاته … أخو الحرب فوق القارح العدوان
البيت للشاعر صخر بن عمرو السلمي. والقارح: الفرس الذي عمره خمس سنين.
والعدوان: بفتحات. شديد العدو. وأخو الحرب: ملازمها.
والشاهد فيه وقوع خبر أنّ بعد «لو» اسما، وهو قوله «فائت الموت» وموقع هذا الشاهد في قصة «لو» فهي تختص بمباشرة «أنّ» نحو «وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا» [البقرة: 103] واختلفوا في موقع المصدر من أنّ وما دخلت عليه. فقال قوم: مبتدأ ولا يحتاج إلى خبر. وقيل: الخبر محذوف. فقيل يقدّر مقدما أي: لو ثابت كذا وقال آخرون: يقدّر مؤخرا. وقال قوم: إنّ المصدر، (فاعل) لفعل مقدر تقديره «ثبت» ومن ثمّ قال قوم:
يجب أن يكون خبر «أنّ» فعلا ليكون عوضا عن المحذوف، فردّ بقوله تعالى وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ
[لقمان: 27] فردّ من قال بضرورة أن يكون الخبر فعلا، بأنّ ذلك يكون في الخبر المشتق لا الجامد فردّ ابن مالك قول هؤلاء بأنه قد جاء اسما مشتقا، ومنه البيت. وعدّ صاحب المغني أن من الخبر المشتق قوله تعالى يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ. [الأحزاب: 20]
قال أبو أحمد: إن مثل هذه المناظرة ممتعة، وتدعو إلى البحث والتفكر ولولا مثل هذه المناظرات، لما وقعنا على هذه النصوص التي كانوا يبحثون عنها لتسجيل انتصار في حلبة الصراع النحوي. [الأشموني ج 4/ 40، واللسان (عدا)].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
3 سبتمبر 2023
تعليقات (0)