المنشورات
بُستان
المفسر: مصطفى بن محمد عليّ الأيديني التيروي الرومي، المعروف ببستان أفندي، مصلح الدين.
ولد: (904 هـ) أربع وتسعمائة.
من مشايخه: المولى ابن كمال باشا زاده، ومحيي الدين الفناري، والمولى شجاع وغيرهم.
من تلامذته: ابن لالي بالي وغيره.
كلام العلماء فيه
• العقد المنظوم: "كان رحمه الله من أكابر العلماء والفحول الفضلاء تنشرح النفوس بروائه، ويضرب المثل بذكائه يغبطه النّاس على نقاء قريحته وسرعة بديهته، ألمعيًا فطنًا لبيبًا لوذعيًا فذًا أديبًا، وكان إذا باحث أقام للإعجاز برهانًا وأصمت البابا وأذهانًا، وكانت المشاهير من كبار التفاسير مركوزة في صحيفة خاطره كأنها موضوعة لدى ناظره، وأما العلوم العقلية فهو ابن بجدتها وآخذ بناصيتها وقد كتب حاشية على تفسير البيضاوي لسورة الأنعام، وعلق حواشي على مواضع أخر إلا أنه لم يتيسر له التبييض والإتمام؛ بسبب أنه سلك مسلك الزهد والصلاح واتسم بسمة أصحاب الفوز والفلاح، وكان جامعًا بين العلم والتقوى متمسكًا من حبال الشريعة بالسبب الأقوى، وكان يحفظ القرآن الكريم ويختم في صلواته في كل أسبوع مرة، وقال يومًا إني منذ خمسين سنة لم يتفق لي قضاء صلاة الصبح فكيف غيرها، وكان رحمه الله يقول: لا بد أني أموت في انقضاء رمضان وأدفن ليلة القدر وكان الأمر كما قال وكان مشايخ زمانه يقولون إنه كمل الطريقة الصوفية، وكان المرحوم الوالد بالي ابن محمّد شريكا له في زمن اشتغاله وصار ملازمًا من المولى كمال باشا زاده في القضية الواقعة بين المولى المزبور وبين جوي زاده وخلاصة ذلك الخبر أنه لما فتح إحدى المدارس الثمان امتحن المولى محيي الدين الفناري والمولى القادري والمولى جوي زاده والمولى إسرافيل زاده والمولى إسحاق، ووقع الامتحان من كتب الهداية والتلويح والمواقف فطالعوا فيها وحرروا رسائل وكان المولى كمال باشا زاده يومئذ مفتيًا بدار السلطنة، وقد كان كتب قبل هذا كتابًا في أصول الفقه وسماه تغيير التنقيح فاتفق أن له في محل الامتحان من ذلك الكتاب ردًّا على صاحب التنقيح، فلما وقف عليه المولى جوي زاده نقله في رسالته بلفظ قيل، وأجاب عنه فلما تم الامتحان وتقرر رجحان المولى جوي زاده سعى بعض أعدائه إلى المفتي المزبور بأنه كتب كلامك في رسالته بتخفيف وتنقيص فغضب المفتي وشكا إلى السلطان، فأمر محبسه وتسلية المفتي فأرسل إليه من يتعرف ذلك فقال المفتي لا أتسلى بدون قتله فعزم السلطان على أن يقتله في البحر إلا أنه لم يسارع فيه؛ لما أنه كان يسمع في المولى جوي زاده من الفضل والتقوى ثم أشار إلى بعض الرؤساء بأن يسعوا في إزالة غضب المفتي وآثارة ناره فسعى طائفة من العلماء وغيرهم، واستشفعوا وتضرعوا إليه وغيروا الرسالة وعرضوها عليه، وقالوا: إن ما ذكر كذب وافزاء عليه فلما أحسوا منه الميل إلى العفو أتوا به إليه فلما دخل عليه بأس نعله فخرج من عنده فعفا عنه السلطان، وذهب إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بادرنه وحرم من الدخول في المدارس الثمان ثم قصد السلطان إلى المفتي بالإحسان تسلية للأمر وجزاء للعفو المذكور، فأرسل إليه من الكتب والآنية وغيرها وطلب منه أن يعين عدة من طلبته للملازمة، فعين رحمه الله فيمن عين المرحوم الوالد وكان عنده بمرتبة ثم درس المرحوم بمدرسة خاص كوي بعشرين ثم مدرسة أمير الأمراء بادرنه بخمسة وعشرين، ثم ساقه بعض الأمور إلى اختيار منصب القضاء وتولى عدة مناصب حتى توفي بقصبة جورلي وهو مسافر إلى قصبة بوردين بعد تقليد قضائه بمائة وثلاثين، ودفن بالقصبة المزبورة وذلك في شهر رجب وقد ولد رحمه الله سنة إحدى وتسعمائة، وقد قرأت عليه الصرف والنحو ونبذا من علم الفروع وأنا في ذلك مكمل لأول العقول، وكان رحمه الله حديد الذهن صاحب القريحة صحيح العقيدة بحاثًا بالعلم معروفًا به بين الأهالي، وقد كتب تفسيرًا من المعتبرات بخطه خصوصًا مؤلفات أستاذه المولى ابن كمال باشا زاده حيث كتب جميع كتبه ورسائله، وعلق حواشي على بعض المواضع من شرحه للفرائض وعلى بعض المواضع من الإصلاح والإيضاح، وكان له اليد الطولى في الكلام والهيئة والحساب وكتب على بعض المواضع منها كلمات لطيفة، وكان رحمه الله محمود السيرة في قضائه عامله الله بلطفه يوم جزائه" أ. هـ.
• الأعلام: "فاضل، من مستعربي الترك. من أهل (تيرا) كان فاضلًا في الروم إيلي .. " أ. هـ.
وفاته: سنة (977 هـ) سبع وسبعين وتسعمائة.
من مصنفاته: "تفسير سورة الأنعام".
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير
والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من
طرائفهم»
18 سبتمبر 2023
تعليقات (0)