المنشورات

الفرق بين الإذلال والإهانة

 أن إذلال الرجل للرجل هنا أن يجعله منقادا على الكره أو في حكم المنقاد، والاهانة أن يجعله صغير الامر لا يبالي به والشاهد قولك استهان به أي لم يبال به ولم يلتفت إليه، والاذلال لا يكون إلا من الاعلى للادنى، والاستهانة تكون من النظير للنظير ونقيض الاذلال الاعزاز ونقيض الاهانة الاكرام فليس أحدهما من الآخر في شئ إلا أنه لما كان الذل يتبع الهوان سمي الهوان ذلا، وإذلال أحدنا لغيره غلبته له على وجه يظهر ويشتهر، ألا ترى أنه إذا غلبه في خلوة لم يقل أنه أذله، ويجوز أن يقال إن إهانة أحدنا صاحبه هو تعريف الغير أنه غير مستصعب غليه وإذلاله غلبته عليه لا غير، وقال بعضهم: لا يجوز أن يذل الله تعالى العبد ابتداء لان ذلك ظلم ولكن يذله عقوبة ألا ترى انه من قاد غيره على كره من غير استحقاب فقد ظلمه ويجوز أن يهينه ابتداء بأن يجعله فقيرا فلا يلتفت إليه ولا يبالي به، وعندنا أن نقيض الاهانة الاكرام على ما ذكرنا فكما لا يكون الاكرام من الله إلا ثوابا فكذلك لا تكون الاهانة إلا عقابا، والهوان نقيض الكرامة، والاهانة تدل على العداوة وكذلك العز يدل على العداوة والبراءة والهوان مأخوذ من تهوين القدر، والاستخفاف مأخوذ من خفة الوزن والالم يقع للعقوبة ويقع للمعاوضة، والاهانة لا تقع إلا عقوبة ويقال يستدل على نجابة الصبي بمحبته الكرامة، وقد قيل الذلة الضعف عن المقاومة ونقيضها العزة وهي القوة على الغلبة، ومنه الذلول وهو المقود من غير صعوبة لانه ينقاد انقياد الضعيف عن المقاومة، وأما الذليل فانه ينقاد على مشقة.



مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید