أن الارشاد إلى الشئ هو التطريق إليه والتبيين له.

والهداية هي التمكن من الوصول إليه، وقد جاءت الهداية للمهتدي في قوله تعالى " إهدنا الصراط المستقيم " (1) فذكر انهم دعوا بالهداية وهم مهتدون لا محالة ولم يجئ مثل ذلك في الارشاد، ويقال أيضا هداه إلى المكروه كما قال الله تعالى " فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (2) وقال تعالى " إنك لعلى هدى مستقيم " (3) والهدى الدلالة فإذا كان مستقيما فهو دلالة إلى الصواب والايمان هدى لانه دلالة إلى الجنة وقد يقال الطريق هدى ولا يقال أرشده إلا إلى المحبوب، والراشد هو القابل للارشاد والرشيد مبالغة من ذلك، ويجوز أن يقال الرشيد الذي صلح بما في نفسه مما يبعث عليه الخير، والراشد القابل لما دل عليه من طريق الرشد، والمرشد الهادي للخير والدال على طريق الرشد ومثل ذلك مثل من يقف بين طريقين لا يدري أيهما يؤدي إلى الغرض المطلوب فإذا دله عليه دال فقد أرشده وإذا قبل هو قول الدال فسلك قصد السبيل فهو راشد وإذا بعثته نفسه على سلوك الطريق القاصد فهو رشيد، والرشاد والسداد والصواب حق من يعمل عليه أن ينجو وحق من يعمل على خلافه أن يهلك.

مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)