المنشورات
حالة الموسيقى في الشعر
تحقق ذلك المطمح - وهو وصول الشعر الى حالة
الموسيقى - في البدايات الاولى لنشاة الحكايات والاغاني
في الرقصة الطفسية ٠ وكان الهدف تكثيف الحياة فيما هو
أبعد من ضروراتها في جمال وغضب ونشوة ٠ فهناك دورة
كاملة للحياة الانسانية تبدأ قبل الميلاد وتستمر بعد الوفاة
تتمثل في التضحية والبعث في عالم يقوم على الانسجام ٠
وكانت الموسيقى متحدة مع الرقص والاغاني متخذة
شكلا من سرد حكاية لكلماتها طابعا فنيا خاصا ٠ فهي
مؤثرات ووحدات تكرارية أو دائرية ٠ فقد تحكي عن عدد
من الاخوة مثلا يقومون بنفس المحاولة ولا ينجح الا الاخير 2
وتحكي كل محاولة بنفس الكلمات ويحدث التغيير اخيرا
باعتباره تقدمها مفاجئا واختراقا للسدود ٠
كما كانت هناك تكرارات الرقص وانواع العمل مع
اللازمة ( واللازمة آو القرار هي عبارة تتكرر على نحو
موصول ف قصيدة أو أغنية ( تمثل قائد الرقصة أو العمل
في علاقته بالآخرين ٠ وينشا عن ذلك توتر درامي تبنيه
الحركات والكلمات + ونجد اساس المقطع الشعري (والمقطع هو مجموعة من الابيات موحدة الوزن والقافية في قصيدة )
واللازمة وتطورهما الدرامي في الرقصة ء وخاصة في الرقصة
الايمائية » كما نجد محاولة لتحقيق تطابق أو تغاير ما بين
النطق والتصفيق ودقات الطبول ووقع الاقدام وبين ايقاع
ونبرات الاغنية + وقد نجد شكلا آخر للتكرار. في الشعر
البدائي لتنظيم البنية الايقاعية في تكديض الترادفات
والاستعارات » وفي الاطناب والحشو لتحقيق دوران حول
نفس المعنى أو التعبير في مواربة ٠ ويضساحب ذلك كله
تقريرات متوازية قد تعكس عند بعض الباحثين الانشطار:
الثنائي للقبيلة في عشائر متماثلة ٠ ومن الاتجاه الى التماثل
( السيمترية ) جاء الدوبيت ( الكوبليه ) المقفى أو الرباعية
المقفاة ٠ فقد كان هناك اتجاه نحو استخدام المترادفات
والتكرار لاحداث تاثير بالتؤازن الكلي يعبر عن فاعلية
متدفقة في وحدة مع الطبيعة والعالم ٠
وكانث الموسيقى البدائية المصاحبة للعمل والرقص
والاغنية الشعرية تتكون من وحدات ايقاعية متشابهة تتكرر
باستمرار في تنوعات » وتنتظم على أساس من التوتر بين
بداية الوحدة الايقاعية وبين النغمة الختامية ح وكانت تلك
الوحدات الايقاعية المتشابهة وسلسلة تكراراتها تنمو وفقا
لنسق دائري حول نغمة مركزية 2 قد يكون مجرد تنويعات
أو توسيع للمدى والنطاق ٠ وأصبح هناك نظام تكراري من
التنويع والدوران يشترك بنين الحكاية والاغنية والموسيقى ٠
وكان للوحدات الايقاعية المتكررة اسماء محددة تنطبق على
انفعالات وأشياء ٠ ونصل من ذلك الى أن بنية !لقصيدة
الموسيقية مستمدة من تمثل تاريخها مع الرقصة والموسيقى
حينما نادهما جميعا طابع جمعي تميز بغياب تناحرات
اشكالية » لذلك اتسمت مونيقى الشعر البدائي التي ماتزال تواصل نوعا من الوجود بالتناغم اللحني والتمائل
المنسجم ( السيمترية ) ٠
(. يذهب أصحاب الموسيقى الى أن الايقاع
النغمي 010 هو العنصر الحي ف الموسيقى والتجسيد
الخارجي لنبضاتها الباطنة ٠ والايقاع بوجه عام ( حتى
ايقاع الكون ) هو الانتظام والتناسب في المكان والزمان
للخطوط والاشكال والحركات والاصوات ٠ وهم يفرقون بين
الايقاع ووزن الايقاع 14885038 وهو صورة الايقاع وقد رسمت
في خطوطها العريضة التي اختزلت الى مقادير رياضية ( في
انحطاط الشعر الى نظم موزون { ٠ وقد يخلق الايقاع علاقة
بين مدد الاصوات أو تنوعات من شدة الصوت ٠ والايقاع
عند أصحاب الموسيقى خاص بالنغم » آما تعاقب الانغام
المنتظمة بطريقة ترتاح لها الاذن فهو اللحن (أو الميلوديا) ع
وحينما تتراكب الحان ( ميلوديات ) بعضها فوق بعض
وتكون لمجموعتها شخصية مؤكدة تنتظم في علاقات يتحقق
ما يسمى بالانسجام ( الهارمونية ) متعدد الانغام
( البوليفونية ) ٠
مصادر و المراجع :
١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)
٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم
المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)
٣- لسان العرب
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)
٤- تاج العروس من جواهر القاموس
المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي
٥- كتاب العين
المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)
٦- معجم اللغة العربية المعاصرة
المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل
٧- المعجم الوسيط
المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة
(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)
14 أبريل 2023
تعليقات (0)