المنشورات
(نَار الْقرى)
هى مَذْكُورَة على الْحَقِيقَة لَا على الْمثل وهى من أعظم مفاخر الْعَرَب وأشرف مآثرها وهى النَّار الَّتِى كَانَت ترفع للسَّفر وَلمن يلْتَمس الْقرى فَكلما كَانَ موضعهَا أرفع كَانَت أَفْخَر والأشعار فِيهَا كثيرا وَمن أحْسنهَا قَول الْأَعْشَى
(لعمرى لقد لاحت عُيُون كَثِيرَة ... إِلَى ضوء نَار فى يفاع تحرق)
(فشبت لمقرورين يصطليانها ... وَبَات على النَّار الندى والمحلق) والمحلق هُوَ الذى مدحه
قَالَ الجاحظ وَأحسن من هَذَا الشّعْر فى هَذَا الْمَعْنى من كل شعر فى مَعْنَاهُ قَول الحطيئة
(مَتى تأته تعشو إِلَى ضوء ناره ... تَجِد خير نَار عِنْدهَا خير موقد)
قَالَ وَمَا ينبغى أَن يمدح بِهَذَا الْبَيْت إِلَّا خير أهل الأَرْض وَأنْشد عمر رضى الله عَنهُ هَذَا الْبَيْت فَقَالَ هَذَا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن أحسن مَا قيل فى هَذِه النَّار قَول الشَّاعِر
(لَهُ نَار تشب بِكُل وَاد ... إِذا النيرَان ألبست القناعا)
(وَلم يَك أَكثر الفتيان مَالا ... وَلَكِن كَانَ أرحبهم ذِرَاعا)
وَمَا أكْرم وأشرف من قَالَ وَهُوَ يَأْمر غُلَامه بالإيقاد والاستجلاب للإضياف
(أوقد فَإِن اللَّيْل ليل قر ... وَالرِّيح مَا ترَاهُ ريح صر)
(عَسى يرى نارك من يمر ... إِن جلبت ضيفا فَأَنت حر)
وَقد جمع ابْن الرومى نَار الْقرى ونار الْحَرْب فى قَوْله لِعبيد الله بن عبد الله ابْن طَاهِر حَيْثُ قَالَ
(لَهُ ناران نَار قرى وَحرب ... ترى كلتيهما ذَات التهاب)
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)