المنشورات

(نخلتا حلوان)

كَانَتَا بعقبة حلوان من غرس الأكاسرة فَضرب بهما الْمثل فى طول الصُّحْبَة وَقدم الْمُجَاورَة وَقد أَكثر الشُّعَرَاء من ذكرهمَا فَمنهمْ مُطِيع بن إِيَاس حَيْثُ قَالَ
(أسعدانى يَا نخلتى حلوان ... وابكيالى من ريب هَذَا الزَّمَان)
(واعلما إِن علمتما أَن تحسا ... سَوف يلقاكما فتفترقان)
وَقَالَ حَمَّاد عجرد
(جعل الله سدرتى قصر شيرين ... فدَاء لنخلتى حلوان)
(جِئْت مستسعدا فَمَا أسعدانى ... ومطيع بَكت لَهُ النخلتان)
وَأنْشد الصولى لحماد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلى
(أَيهَا العاذلان لَا تعذلانى ... ودعانى من الْبكاء دعانى)
(وابكبا لى فإننى مُسْتَحقّ ... مِنْكُمَا للبكاء أَن تسعدانى)
(وَأَنا مِنْكُمَا بذلك أولى ... من مُطِيع بنخلتى حلوان)
(فهما يجهلان مَا كَانَ يشكو ... من جواه وأنتما تعلمان)
وَلما صَار المهدى فى شخوصه إِلَى الرى بعقبة حلوان استطاب الْموضع فَنزل بِهِ ونشط للشُّرْب فَأَنْشد بيتى مُطِيع فى نخلتى حلوان فتطير مِنْهُمَا وَقَالَ لَئِن رجعت لأفرقن بَينهمَا فَبلغ قَوْله الْمَنْصُور فَكتب إِلَيْهِ يَا بنى أَقْسَمت عَلَيْك أَلا تكون ذَلِك النحس الذى يلقاهما وَيُقَال إِن حَسَنَة جَارِيَته هى الَّتِى قَالَت لَهُ هَذَا الْكَلَام فَأمْسك لهَذَا عَن قطعهمَا
ويروى أَن الرشيد فى مسيرَة الأول إِلَى الرى احْتَاجَ إِلَى الْجمار لحرارة ثارت بِهِ فَأخذ جمار إِحْدَى النخلتين لدوائه فجفت وَلم تلبث صاحبتها أَن جَفتْ أَيْضا وبطلتا جَمِيعًا




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید