المنشورات
اللغة و التفكير
ان تكن اللغة هي الواقع المباشر للفكر فليست اللفة
والتفكير متطابقين رغم تداخل دائرتيهما } انهما وجهان
هتميزان للفاعلية العقلية ٠
فالفا علية العقلية » بمشروعاتها وخططها وأهدافهاء
تتجه نحو العالم في حركتها ذات التناقضات » وهي تحاول
آن تدنو في حركة لا نهاية لها من أشياء الواقع وعملياته +
وهنا تنشا التناقضات ويتعثر الفكر آو يخطىء أو يصل الى تقريب ينلوه تقريب » ويحل التناقض دون اكتمال
في أحد المستويات لا في اللفة فحسب بل في كل ضروب
المناشط الانسانية التي تجسد هي أيضا فكر الانسان ٠
وقد تكون الاسماء والمصطلحات والمفاهيم المنطقية متعثرة
أحيانا خلف تطور الفكر » فما أكثر ما نلتقي بحضارة
متقدمة تجسد الفكر الانساني وليس لديها الا تطورات
منطقية متحجرة ٠ وكل وجود فردي في الواقع تطلق عليه
اللفة كلمة أو اسما ) وهذا الاسم ف أبسط حالانه ( متل
فيد وكلب ) يحتضن « المنوع » على وجه التقريب فحسب٠
فالنوع إ يشمل كل صفات أفراده الا على وجه التقريب ٠
والفرد لا يدخل الا دون اكتمال في أ ي نوع أو فئة ٠ فالفرد
الواقعي مرتبط ( وعلى صلة ) » بآلاف الانتقالات والحالات
الوسطية والوسائط » بأنواع مختلفة من الافراد والاشياء
والظواهر والعمليات ٠ وتلك الارتباطات والوسائط على
درجات متفاوتة من الضرورة آو العرضية ٠ فاطلاق اسم
على كائن فردي مثل : هذا رجل وهذه ورقة شجر يعني
اغفال آلاف الصفات باعتبارها عرضنية ٠ فالتسمية تقتطع
الجوهري ( في احدى مراتبه ) من آلاف الصفات والاوجه
والميول العرضية وتقيم مواجهة أو مقابلة بينهما ٠ وفي
تلك العبارة البسيطة مثل تسمية كائن مفرد هناك جراثيم
مفهومات اكبر تتعلق بالفرد في نسيج من روابط وصلات »
ولا يقف الامر عند تسميةاصفوف من أشياء قائمة بذاتها
ومفهومات محددة نهائية بأسمائها التي تطلق على كل
وجه أو جزء ترمز اليه ٠ فالتسمية البسيطة وراءها عملية
فكرية معقدة ٠
وحينما: تكتسب الفا علية ١ لانسانية خبرة متطورة
بالعالم الخارجي يصبح الذحن ف وضع يمكنه من سيطرة
متزايدة على مفهومات اكثر تعقيدا أو من تعديل مفهوماته
القديمة والربط بينها بطريقة مختلفة ٠ ففي الكون والحياة
الاجنماعية والنفسية آلاف الاشياء وتنوعاتها تختزلها
اللغة العادية الى عدد شديد الضآلة من التصورات وتدمجها
أو تدرجها في نطاقها ٠ وقد يكون ذلك تعسفيا أو نقريبيا أو
موغلا فى الخطا ٠ بالاضافة الى أن لغة التواصل العادية
حينما نصف الالوان ا مرثية نفسها _ لا ما لا نراه أو نعرفه ۔
تغفل ما تعتبره فقير الاهمية من تدرجات. وظلال بالنسبة
الى الحياة العملية ة ولكن متطلبات تلك الحياة نفسها
بتدفيقاتها وتطويراتها تدخل ارهافا وتدقيقا قد لاتستوعبه
الالفاظ والتركيبات السائرة ٠ فما بالك بما لا نعرفه من
أشياء عن بنية الكون ومنشآة الحياة والوراثة وعمليات
النفس حيث ظل البحث والتحقق التجربييان ضئيلا القدر ٠
آلم نستخدم في وصفها مفهومات الحياة اليومية والخيال
والاسطورة بألفاظها ؟ ولكن نضوج الفاعلية الانسانية
يصحح المفهومات او يقلبها ٠ وقد لا تكون الكلمات المثقلة
بتاريخ التحيزات السابقة حادة أو دقيقة فيستبدل بها
رموز ومعادلات آخرى ٠
وتلعب اللفة الادبية بالمثل دورا خلاقا بالنسبة الى
التجربة الانسانية وتصويرها في كلمات » فهي لغة مستمدة
من لفة التخاطب ولكنها أكثر غنى ودقة ٠ فهي عند
الكاتب ليست مادة هامدة يأخذها كما هي } وهو بالمثل لا
يأخذ ما ف اللفة العادية من تداعيات وذكريات بدلالتها
المباشرة » بل يعيد تشكيلها على الرغم من آن اللغة الادبية
- كما يذهب الكثير من النقاد - أشد ايغفالا ف التراث
التاريخي للغة ٠ فاللغة الادبية ليست مجرد اشارات فلها
وظيفة جمالية نفرض تنظيما متعمدا ابداعيا على مصادر
اللفة اليومية ٠
مصادر و المراجع :
١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)
٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم
المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)
٣- لسان العرب
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)
٤- تاج العروس من جواهر القاموس
المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي
٥- كتاب العين
المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)
٦- معجم اللغة العربية المعاصرة
المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل
٧- المعجم الوسيط
المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة
(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)
16 أبريل 2023
تعليقات (0)