المنشورات

الانفعال في الفرنسية/ noitceffA, noissaP في الانكليزية/ noitceffA, noissaP في اللاتينية/ oitceffa, sutceffA, oissaP

انفعل مطاوع فعل، تقول:
فعلت الشيء فانفعل، كقولك:
كسرته فانكسر، وقد اطلق في اللغة العربية اولا على احدى مقولات أرسطو (ان ينفعل  noissaP)،  وهي ضد مقولة: (أن يفعل  noitcA)  قال (ابن سينا): الانفعال «هو نسبة الجوهر الى حالة فيه بهذه الصفة، كالتقطع والتسخن» (النجاة، ص 128). وقال (الغزالي): «الانفعال هو نسبة الجوهر المتغير الى الجوهر المغير، فانّ كلّ منفعل فعن فاعل، وكل متسخّن ومتبرد فعن مسخّن ومبرد بحكم العادة المطردة عند أهل الحق، وبحكم ضرورة الجبلة عند المعتزلة والفلاسفة، والانفعال على الجملة تغير، والتغير قد يكون من كيفية الى كيفية، مثل تصيير الشعر من السواد الى البياض، فإنه عيّره الكبر على التدريج، وصيّره من السواد الى البياض قليلا قليلا بالتدريج، ومثل تغيير الماء من البرودة الى الحرارة، فإنه حينما يتسخّن الماء تحسر عنه البرودة قليلا قليلا، وتحدث فيه الحرارة قليلا قليلا، على الاتصال ..
وعلى الجملة لا فرق بين قولك ينفعل وبين قولك يتغير، وأنواع التغير كثيرة، وهي انواع الانفعال بعينه» (معيار العلم، ص 209 - 210).
وقال (الجرجاني): الانفعال «هو الهيئة الحاصلة للمتأثر عن غيره يسبب التأثير اولا، كالهيئة الحاصلة للمنقطع، ما دام منقطعا» (التعريفات).
فالانفعال إذن هو التأثر، وقبول الأثر، (ر: الفاعل، والمنفعل، والقابل)، ولكل فعل انفعال، إلا الإبداع الذي هو من اللّه، فهو إيجاد عن عدم، لا في مادة وجوهر.
ومن معاني الانفعال: «انه شيء يجري على خلاف ما يجري به الأمر الذي هو بالتمييز والفكر» (أبو حيان التوحيدي، المقابسات 91، ص 315). وهذا المعنى قريب من معاني الانفعال في الفلسفة الحديثة، فنحن نطلق الانفعال على كل تغير نفسي لا ينفصل عن المدرك انفصال الكيفيات الخارجية عنه. وله عندنا عدة معان:
1 - الانفعال تغير في الحساسية ناشئ عن سبب خارجي. ان هذا التغير مبني على النزوع، ومختلف عنه.
قال (لاشليه  reilehcaL): «  ان الشعور بالانفعال ينطوي على الشعور بالنزوع الذي يحدث ذلك الانفعال، ولكن هذا النزوع لا يظهر لنا إلّا بواسطة الانفعال» ( te eigolohcysP 137. p. euqisyhpateM).  وفي هذا القول إشارة الى توقف الانفعال على النزوع من جهة، واختلافه عنه من جهة أخرى.
2 - الانفعال هو الشعور باللذة والألم، وهما حالتان نفسيتان أوليتان، على عكس الهيجانات (الخوف والغضب، والأمل) التي هي حالات نفسية مركبة من الناحيتين النفسية والعضوية.
3 - والانفعال ميل انتخابي أقل شدة وانتظاما من الهوى، وأقل ارتباطا بالعوامل العضوية.
4 - والانفعال أخيرا هو مجموع الأحوال والنزعات الوجدانية. يقول اوغوست كونت: «ان وجودنا الأدبي لا يستدعي وحدة حقيقية، إلا بقدر ما يسيطر الانفعال على الفكر والعمل معا»  sruocsiD, etmoC etsuguA) (15. 1. soP, loP, erianimilerp
وهذا كله يدل على أن معنى الانفعال في الفلسفة الحديثة لا يزال غير محدد، فهو يدل عند بعضهم على الاستعداد، أو الحال، او التغير، سواء أ كان سببه خارجيا أم داخليا، وهو يدل عند بعضهم على جميع التغيرات الوجدانية أو الفكرية. وتدل كلمة أهواء ( sutceffA  أو  snoissaP)  عند (اسبينوزا) على انفعالات الجسم التي تقوي قدرته على العمل أو تنقصها.
ويرى (ديكارت) أن من صفة الانفعال في حالة العشق أن العاشق يحترم معشوقه أقل مما يحترم نفسه، وان من صفته في حال الصداقة أن الصديق يحترم صديقه بقدر ما يحترم نفسه، وان من صفته في حال العبادة أن العابد يحترم معبوده أكثر مما يحترم نفسه. ويرى (ريد) أخيرا ان الانفعالات ميول إيجابية أو سلبية.
وهذا الاختلاف فى معاني الانفعال يدعونا الى تحديد مدلوله في اصطلاحنا، فهو يدل عندنا على جميع الكيفيات الشعورية المتولدة من النزعات كاللذات، والآلام والهيجانات.
ونحن نسمّي هذه الكيفيات بالأحوال الانفعالية او الوجدانية ( statE sfitceffA). (  ر: لفظ الوجدان).
الظواهر الانفعالية ( seL fitceffa senemonehp):  الانفعاليات عند الحكماء هي الكيفيات المحسوسة الراسخة كصفرة الذهب، والانفعالات هي الكيفيات المحسوسة الغير الراسخة كصفرة الوجل. والظواهر الانفعالية هي الوجدانيات المدركة بالحواس الباطنة، أو الظواهر المقابلة للظواهر الفكرية أو النزوعية. ان جميع الظواهر النفسية منسوبة الى الانا. ولكن بعضها يبدو تابعا للنفس تبعية تامة، بحيث لا تستطيع أن تتصوره منفصلا عنها، وبعضها الآخر يبدو مستقلا عن النفس كاستقلال الشيء الخارجي عن الأنا. فالظواهر الأولى انفعالية، والثانية عقلية أو فكرية. انك تستطيع أن تتصور المعاني (كالانسان والفرس) مستقلة عن العقل الذي يعقلها، ولكنك لا تستطيع أن تتصور الألم إلا في نفس المتألم. إذا تأثر أحد أعضاء الحس نشأ عن ذلك ظاهرة ذات وجهين:
أحدهما انفعالي والآخر فكري، فالوجه الانفعالي هو الكيفية النفسية، أو التغير الذي يحدث في المدرك، وهو لا يختلف عن المدرك، ولا ينفصل عنه، بل المدرك الذي يحس برائحة الورد، يصبح هو نفسه تلك الرائحة. أما الوجه الفكري فهو الكيفية المحسوسة المستقلة عن المدرك، وهي ماثلة أمامه يراها كما ترى العين مرئياتها. ونحن نطلق لفظ الاحساس على الوجه الانفعالي، ولفظ الحدس على الوجه الفكري، ولا مشاحة في الألفاظ. والفرق بين الظاهرة الانفعالية والتأثر المحض ان الظاهرة الانفعالية مصحوبة برد فعل يعبر به المدرك عن تأثره، في حين ان التأثر المحض لا يستلزم مثل هذا الرد.
ويطلق اصطلاح الذاكرة الانفعالية ( evitceffa eriomeM)  على تذكر الانفعالات القديمة، فقد يتذكر الإنسان آلامه ومخاوفه، وقد يتذكر غمه وقلقه وأمله، وقد تغرورق عيناه بالدموع عند تذكر موت صاحبه.
(ر: لالاند:،
tra ,eihposolihp al ed euq noitceffa )
ednalaL -itirc te euqinhcet erialubacoV








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید