المنشورات

الأول في الفرنسية/ reimerP في الانكليزية/، remroF, tsriF emirP, ylraE في اللاتينية/ sumirP, suramirP

الأول هو المتقدم، وهو الذي ليس قبله شيء، وله استعمالان:
احدهما ان يكون اسما فينصرف، ومنه قولهم: ما له أول ولا آخر، والثاني ان يكون صفة، أي أفعل تفضيل بمعنى الاسبق، فيعطى له حكم غيره من صيغ أفعل التفضيل من دخول من عليه ومنع الصرف وعدمه. قال (الجرجاني) في تعريفاته: «الأول فرد لا يكون غيره من جنسه سابقا عليه، ولا مقارنا له»، فقيّد تقدم الأول على غيره باضافته الى جنسه، ولذلك قال المحققون: لا يقال اللّه أول الأشياء، ولا أول كل شيء لأنه لا يوافقها ولا هو مثلها. فاذا استعملنا الأول في حق اللّه باعتبار ذاته، فان ذلك يعني انه تعالى لا تركيب فيه، وانه المنزه عن العلل، وأنه لم يسبقه في الوجود شيء، وانه لا يحتاج الى غيره و «هو الأول والآخر» (قرآن كريم، 57 - 3)، وتفسير الأول في صفة اللّه عز وجل أنه الأول ليس قبله شيء، والآخر ليس بعده شيء. ولا اشكال في استعمال الأول في حقه لأنه، كما قال (الفخر)، أول لكل ما سواه، وآخر لكل ما سواه، فيمتنع أن يكون له أول وآخر لامتناع كونه أولا لأول نفسه، وآخرا لآخر نفسه، بل هو أزلي لا أول له، وأبدي لا آخر له، وهو الآخر الذي ترجع اليه جميع الموجودات في سلسلة الترقي وسلوك السالكين (كليات أبي البقاء).
وللأول في اصطلاحنا عدة معان:
1) الأول هو المتقدم بالزمان- وهو يدل على الأقدم في التعاقب الزماني، وعلى المتقدم في ترتيب بعض الجمل، مثال ذلك قولنا: العصر العباسي الأول، وحروف الهجاء الأولى، قال أرسطو: «يقال قبل في الزمان ... وهو ما كان أبعد من الآن مثل حروب (اطروا) قبل حروب (ميديا) لأن حروب (اطروا) هي أبعد من الآن، يريد ان ما كان قبل في الزمان الماضي هو ما كان أبعد من الآن الحاضر مثل قولنا ان حرب الجمل كانت قبل حرب صفين» (ابن رشد؛ تفسير ما بعد الطبيعة، جزء 2، ص 571).
2) الأول هو المتقدم في المرتبة المنطقية- وهو كتقدم المبدأ على النتيجة، وتقدم البديهيات على النظريات، ومن الأمثلة الدالة على ذلك المعاني التي لا يحتاج إدراكها الى معرفة المعاني الأخرى، والقضايا التي لا تستطيع استنتاجها من قضايا أخرى. فهي أولية من الناحية المنطقية لاستغنائها عن غيرها. وللأول من الناحية المنطقية ثلاثة وجوه:
الوجه الأول هو النظر الى الأساس الذي يستند اليه العلم، فباعتبار هذا الأساس يمكننا أن نقول: ان الأول هو الذي لا يستطيع العقل أن يضعه موضع الشك لوضوحه وصدقه وبداهته، ولكونه بهذا الاعتبار يصلح لتعليل غيره من الحدود، ويضمن صدق القضايا الأخرى المستنتجة منه كالمبادئ الأولى ( sepicnirp sreimerP)  أو الأوليات فان العقل اذا توجه اليها، لم يفتقر الى شيء أصلا من حدس وتجربة أو غير ذلك، كقولنا الواحد نصف الاثنين والكل أعظم من الجزء، فان هذين الحكمين لا يتوقفان إلا على تصور الطرفين، والمراد بتصور الطرفين ما هو مناط الحكم، فاذا حصل هذا التصور لم يتوقف الحكم على شيء آخر أصلا بشرط سلامة الغريزة، وقد تسمى الاوليات بالبديهيات، وهي قسم من المقدمات اليقينية الضرورية. والوجه الثاني- هو التنظيم المنطقي للحقائق الاستنتاجية، فالأول بهذا الاعتبار هو الحكم أو الحد الذي نقدمه على غيره في سلسلة الاستنتاج، لوضوحه أكثر من غيره، بل لكونه مبدأ للأحكام الأخرى، فقد يكون الحكم خفيا لخفاء في تصور طرفيه، ولكننا نقدمه على غيره في سلسلة الاستنتاج، لأنه أساس ومبدأ لجميع الأحكام الأخرى. والوجه الثالث- هو التحليل، فان الأول هنا هو الذي يطلق على الحد الأخير في التحليل العقلي، فهو أول لأن التحليل لا يكشف لنا عن حد قبله، مثال ذلك:
إذا كان مطلوبنا البرهان على قضية من قضايا الهندسة كان التحليل العقلي عبارة عن ربط هذه القضية بقضية أو عدة قضايا أبسط منها، فتكون القضية البسيطة مبدأ، وتكون القضية المبرهن عليها نتيجة لها، ويقوم هذا التحليل على تأليف سلسلة من القضايا أو لها القضية المراد إثباتها، وآخرها القضية المعلومة، فاذا سرت من الأولى الى الأخيرة كانت كل قضية نتيجة للتي بعدها، وكانت القضية وصادقة مثلها. فالقضية المراد إثباتها هي الأولى في الزمان والقضية الأخيرة المعلومة هي الأولى في الترتيب المنطقي.
3) - الأول من الناحية النفسية-. وهو الذي يكون نقطة الابتداء الواقعية ( ouq a sunimreT)  في تأليف الحكم أو الاستدلال، أو في النمو التكويني أو التداعي.
4 - الأول من الناحية الوجودية أو الفلسفية- وهو الذي يكون سبب وجود الشيء وعلته الغائية أو الفاعلة، كقولنا: المحرك الأول، أو المبدأ الأول، أو الواجب الوجود بذاته.
قال (سسّه-  tessiaS): «  يقال ان اللّه أول الموجودات، لأنه أول الحقائق. وكما يقال في ترتيب الأشياء إن كل شيء يجيء من اللّه، وانه هو نفسه لا يجيء من شيء، فكذلك يقال في ترتيب الأفكار ان جميع المبادي تستنج من اللّه، وأنه هو نفسه مبدأ نفسه»
(1 ,  I eecidoehT ,tessias
te ,nomiS .J ,seuqcaJ .A'd
posolihP ed leunaM
5)  الأول هو المتقدم بالشرف والقيمة- يطلق الأول بالشرف على الأعلى والاهم والأميز، تقول: هذا عقل من الطراز الأول، وهذا الرجل أول الرجال، وهذه المرتبة هي الأولى، قال ابن رشد: «يقال الرئيس قبل المرءوس لكون الرئيس أقوى من المرءوس، وأعلى مرتبة منه» (تفسير ما بعد الطبيعة، ج 2، ص 572).
فائدة- ذكر ابن رشد في تفسير أقوال أرسطو ستة وجوه للمتقدم والمتأخر: أحدها المتقدم بالزمان، والثاني المتقدم في المرتبة، والثالث المتقدم بالشرف، والرابع المتقدم بالطبع، والخامس المتقدم بالسببية، والسادس المتقدم في المعرفة. وفي كتاب المقولات لأرسطو ايضاح لكل واحد من هذه الأقسام فليرجع اليه (ر. أيضا: ابن رشد، كتاب ما بعد الطبيعة، وهو القسم الرابع من تلخيص مقالات أرسطو، ص 15، وتفسير ما بعد الطبيعة ج 2، ص 576 - 577 من طبعة بويج  segyuoB).








مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید