المنشورات

الايحاء في الفرنسية/ noitsegguS في الانكليزية/ noitsegguS في اللاتينية/ oitsegguS

الإيحاء في اللغة: الإشارة، والكلام الخفي، وكل ما ألقيته الى غيرك. يقال أوحى اليه إيحاء، أي كلمه بكلام يخفيه عن غيره، وأوحى ربك الى النحل أي أمرها أمر إلهام، وأوحى اليهم أي أشار اليهم، وأوحت اليه كلّمته، ويوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا، معناه يسرّ بعضهم الى بعض. وفي تعريفات الجرجاني: الإيحاء هو إلقاء المعنى في النفس بخفاء وسرعة.
ونحن نستعمل اليوم هذا اللفظ للدلالة على المعاني الآتية:
1) فعل أوحى: أوحى اليه أي ولّد في ذهنه فكرة، وهذا ينطبق على الأشخاص والأشياء معا، فتقول:
(أ) أوحى الاستاذ الى تلميذه بفكرة، او عمل، او تجربة، (ب) والمعاني يوحي بعضها بعضا.
2) الايحاء اسم يدل على ما يحدث في الذهن من فكر أو تصور بتأثير عامل خارجي. فلا إيحاء إذن إلا إذا أثار شخص، بكلامه أو فعله، في ذهن شخص آخر، فكرة تؤثر في نفسه وتبدّل مشاعره وسلوكه. ولو لا هذه الفكرة التي جيء بها اليه من خارج لما تبدل مجرى تصوراته ولا تغير سياق فعله. ولكلمة ايحاء بهذا المعنى مفهومان مختلفان: الأول، أن الفكرة الموحى بها تتولد في الذهن بتأثير عامل خارجي (كلمة أو إشارة أو حركة) لا بتأثير عامل داخلي، والثاني، ان هذه الفكرة الخارجية تطعّم ذهن الموحى إليه، فتحركه، وتثير فيه فاعلية نفسية جديدة.
3) ومع ذلك فان معنى الإيحاء في الفلسفة الحديثة لا يخلو من اللبس والغموض، فبعض الفلاسفة يشترط في الإيحاء أن يكون الموحى اليه غير شاعر بأسباب التأثير الذي حدث فيه، أو بالفكرة التي أوحي اليه بها، وبعضهم يقول ان الموحى اليه قد يشعر بالتأثير، ولكنه لا يستطيع أن يقاومه بإرادته.
4) أما في علم الأمراض العقلية فإن معنى الإيحاء واضح جدا. وهو عرض من أعراض مرض الهرع (الهستيريا او اختناق الرحم):
وذلك انك اذا أوحيت الى المريض فكرة بالكلام أو بغيره، فان هذه الفكرة تنقلب عنده الى حادثة مركبة، فتصبح فعلا، أو إدراكا، أو عاطفة مصحوبة بتبدلات عضوية من دون أن يكون لإرادته أو شعوره تأثير في ذلك، وكذلك النائم نوما مغنطيسيا، فهو لا يستطيع أن يقاوم بارادته ما أوحت اليه الكلمة أو الصورة فيفعل ما يؤمر به، ويعتقد ما يقال له، ويحس ما يطلب منه أن يحس به، وقد ينفذ الفعل بعد اليقظة، في الوقت المحدد له وإن كان لا يذكر ما جرى له في حالة النوم، فلا يعي فعله، ولا يشعر به إلّا من حيث هو واقع تحت مشاهدته الحسية، كأنما هو فعل غيره، لا فعله الصادر عنه.
وكما يتلقى الإيحاء في حالة النوم فكذلك يتلقى في حالة اليقظة، إلّا أن تأثر الأشخاص الأسوياء به لا يتصف بالآلية القسرية. وقد أطلق الفلاسفة على هذا الإيحاء الذي لا يفقد الشخص مقاومته اسم الإيحاء غير المعين، ( eenimretedni noitsegguS).
5)  والايحاء الذاتي (-  otuA noitsegguS)  هو أن يوحي الانسان الى نفسه بارادته أو بغير إرادته اعتناق بعض الحالات، كالشخص، الذي يطالع اعراض مرض في كتب الطب، فيتوهم أنه مصاب به.
6) والايحاء الأجنبي ( noitsegguS eregnarte)  هو أن يوحي شخص الى غيره بفكرة أو عاطفة أو فعل.
7) والايحاء المؤجل ( noitsegguS ecnaehce a)  هو الايحاء الذي ينفذ في موعد معين، أو عند اشارة متفق عليها، أو عند تحقق بعض الشروط.
8) والايحاء العقلي ( noitsegguS elatnem)  هو القول بإمكان انتقال الفكرة، أو الأمر، أو الادراك، انتقالا مباشرا من شخص الى آخر دون وسط من كلام الأول أو فعله (ر: تلباثيا  eihtapeleT).
9)  وقابلية الايحاء أو التلقن ( etilibitsegguS)  هي استعداد الشخص لقبول الايحاء بسهولة.
10) والواحي والموحي ( fitseggus)  هو كل ما يوحي بالأفكار أو العواطف أو الأفعال. وكثيرا ما يستعمل هذا اللفظ في مقام المدح فتقول: هذا الكتاب موح، بمعنى أنه يوقظ الفكر، ويبعثه على التأمل.









مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید