المنشورات

الباطني في الفرنسية/ euqiretosE في الانكليزية/ ciretosE

والكلمة من اليونانية (-  iretosE sok)  ومعناها الداخل والباطن.
الباطن خلاف الظاهر. وهو من أسماء اللّه عز وجل. وفي التنزيل هو الأول والآخر، والظاهر والباطن.
وقيل: الباطن هو علم السرائر والخفيّات. وقيل: هو المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم، وقيل:
هو العالم بكل ما بطن، يقال: بطنت الأمر اذا عرفت باطنه.
والباطني هو الرجل الذي يكتم اعتقاده، فلا يظهره إلّا لمن يثق به، وقيل: هو المخصص بمعرفة أسرار الأشياء وخواصها. وقيل هو الذي يحكم بأن لكل ظاهر باطنا، ولكل تنزيل تأويلا. فلفظ (الباطني) يدل إذن على ثلاثة معان:
1) الباطني هو الداخلي ويطلق على التعليم الذي يلقى داخل المدارس على طلاب بلعوا من العلم درجة تمكنهم من تفهم مسائله العويصة، كالدروس التي كان أرسطو يخصّ بها طلابه صباحا ( euqitamaorcA)،  فلا يتكلم فيها الا على المسائل البعيدة عن أفهام العامة، خلافا للدروس التي كان يلقيها مساء على الجمهور فلا يعالج فيها إلا المسائل الخلقية والسياسية القريبة من الأفهام. ويسمى التعليم الذي يصرح به للعامة بالتعليم الظاهري، ( euqiretoxE).
2)  والباطني هو الخاص، ويطلق على كل تعليم تختص به عددا محدودا من السامعين، فلا تظهره الا لنفسك أو للذين يقومون منك مقام نفسك، لاعتقادك أن الحق مضنون به على غير أهله، وأنه يجب أن يصان عن المتبذلين والجاهلين، فلا يبلّغ إلا إلى من رزقه اللّه فطنة وقادة، ودربة، وعادة. والى ذلك أشار (ابن سينا) بقوله: «فان وجدت من تثق بنقاء سريرته واستقامة سيرته، وبتوقفه عما يتسرع اليه الوسواس، وبنظره الى الحق بعين الرضى والصدق فآته ما يسألك منه مدرجا مجزأ مفرقا ...
وعاهده بالله وبأيمان لا مخارج لها ليجري فيما تؤتيه مجراك، متأسيا بك، فان أذعت هذا العلم، وأضعته، فالله بيني وبينك، وكفى بالله وكيلا».
(الإشارات، ص 222).
3 - والباطني هو الخفي ( etlucco)  وهو المخصص بمعرفة الاسرار والخفيات، كعلم الجفر، أو علم الحروف، وهو علم يدعي أصحابه انهم يعرفون به الحوادث الى انقراض العالم (ر: الخفي)، أو كالقبالة ( elabaC)،  وهو اسم يطلقه اليهود على تفسير التوراة السري بالأرقام والحروف، (ر: قبال) او كعلم السحر والطلسمات، وعلوم التنجيم، والعرافة وغيرها.
4 - والعقل الباطن عند المحدثين هو اللاشعور (ر: لا شعور)، والاستبطان أو التأمل الباطني هو تأمل الانسان نفسه (1) اما لمعرفة النفس الفردية من حيث هي فردية (2) واما لمعرفة النفس الفردية من حيث هي مثال دالّ على النفس البشرية عامة، او على النفس مطلقا. (ر:
استبطان).
5 - والباطنية فرقة تحكم بأن لكل ظاهر باطنا، ولكل تنزيل تأويلا. ولهم اسماء كثيرة فيسمون الباطنية، والقرامطة، والمزدكية، والتعليمية، والاسماعيلية. وقد يطلق هذا الاسم ايضا على بعض المتصوفة.
وقد خلط قدماء الباطنية كلامهم ببعض كلام الفلاسفة، وصنفوا كتبهم على ذلك المنهاج، فقالوا انا لا نستطيع ان نشبه صفات اللّه بصفات الانسان، ولا ان نقول هو موجود، ولا لا موجود، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، وكذلك جميع الصفات. فاذا قلنا انه تعالى عالم قادر، فمعنى ذلك أنه وهب العلم والقدرة، لا أنه قام به العلم والقدرة أو وصف بهما. وقالوا انه تعالى أبدع بالأمر العقل الأول الذي هو تام بالفعل، ثم بتوسطه ابدع النفس، وهي غير تامة. وكما ان في العالم العلوي عقلا كليا، ونفسا كلية، فكذلك يجب ان يكون في هذا العالم عقل ونفس.
فالعقل هو الناطق أو النبي، والنفس هي الاساس أو الوصي، بل النبي والوصي يحركان النفوس والأشخاص بالشرائع كما يحرك العقل الكليّ والنفس الكلية الأفلاك السماوية.
وغاية هذا التحريك ان تبلغ النفس كمالها، وكمالها الحقيقي هو بلوغ درجة العقل واتحادها به (ر: الملل والنحل للشهرستاني).






مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید