المنشورات

المبدأ في الفرنسية/ epicnirP في الانكليزية/ elpicnirP في اللاتينية/ muipicnirP

المبدأ اسم ظرف من البدء، وجمعه مبادئ، ويطلق على السبب ماديا كان، أو صوريا، او غائيا.
ومبدأ الشيء أوله، ومادته التي يتكون منها، فالنواة مبدأ النخل، والحروف مبادئ الكلام، ولكل علم مبادئ ومسائل، والمبادئ هي الحدود والمقدمات التي منها تؤلف قياساته» (ابن سينا، الاشارات 82)، وهي «التي تتوقف عليها مسائل العلم» و «لا تحتاج الى البرهان، بخلاف المسائل، فانها تثبت بالبرهان القاطع» (تعريفات الجرجاني) وللمبدإ عند الفلاسفة معان كثيرة.
1 - فاذا اطلق على الموضوعات الخارجية دل على ثلاثة معان:
الأول هو البدء الزماني، تقول: «في البدء كان الكلمة»، (انجيل يوحنا، الاصحاح الأول 1)، وهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ (قرآن كريم 30/ 27).
والثاني هو المعنى الوجودي، ويطلق على العناصر التي تتألف منها الأشياء، كالاوكسجين والهيدروجين بالنسبة الى الماء، او المادة والصورة بالنسبة الى جميع الأجسام، قال ابن سينا: «و المبدأ يقال لكل ما يكون قد استتم له وجود في نفسه، اما عن ذاته، واما عن غيره، ثم يحصل عنه وجود شيء آخر ويتقوم به» (النجاة، ص 343 - 344).
والثالث هو العلة الكافية لوجود الشيء كمبدإ التفرد ( noitaudividnI)  في الانسان، فهو العلة الكافية لوجود ما يخصه من الصفات الذاتية.
2 - واذا اطلق على الموضوعات الذهنية دلّ كذلك على ثلاثة معان:
الأول هو المعنى المنطقي والمراد به القضايا المسلمة في بداية الاستنتاج، ولا سيما القضايا الاولية التي لا يمكن وضعها موضع الشك، وهي شرط ضروري للاستنتاج، منها ما يشمل جميع العلوم كالمبادئ، الأولية، ومنها ما هو خاص بعلم دون علم- وقد يطلق المبدأ بهذا المعنى على الاساس المباشر، او القريب للاستنتاج، كمقدمات القياس التي تبين لك لزوم ما يلزم عنها.
او القوانين العلمية التي تفسر لك ظواهر الطبيعة.
والثاني هو المعنى الابستمولوجي (ر: الابستمولوجيا)، ويطلق على المبادئ العلمية التي تفسر عددا كبيرا من الحالات، كمبدإ (ارخميدس)، ومبدأ (باسكال)، ومبدأ (كارنو)، او يطلق على النظريات الاساسية التي تنظم العلم، لانها منه بمنزلة الاساس الذي ينشأ عليه البناء، ووظيفة هذه النظريات تنسيق القوانين، ونقل طريقة العلم من طور الاستقراء الى طور الاستنتاج، كنظرية الالكترون، ونظرية النسبية، ونظرية التطور وغيرها. فمبادئ العلم بهذا المعنى نظرياته الاساسية، وقضاياه الرئيسة، وكثيرا ما يطلق العلماء على كتبهم المشتملة على القضايا الكلية اسم المبادئ، كمبادئ الفلسفة لديكارت، والمبادئ الأولى لسبنسر.
والثالث هو المعنى العملي، ويطلق على ما يعتقده المرء من المبادي التي توجه عمله كمبادئ السياسة، ومبادئ الأخلاق، ومبادئ الفن، فهي قواعد ومعايير عملية تبنى عليها قيم الاعمال، ومنه قولهم: فلان حريص على التقيد بمبادئه.
وجملة القول: ان المبادئ عملية ونظرية، وفالعملية مبادئ الاخلاق، والنظرية مبادئ المنطق ومبادئ الطبيعة، ومبادئ ما بعد الطبيعة، وقيل: ان المبادي التصورية هي حدود الموضوعات، والمبادئ التصديقية هي اطراف المسائل، والمبادي العالية هي العقول الفلكية (كليات ابي البقاء)، والمبدأ الفيّاض هو اللّه.







مصادر و المراجع :

١- المعجم الفلسفي (بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية)

المؤلف: الدكتور جميل صليبا (المتوفى: 1976 م)

الناشر: الشركة العالمية للكتاب - بيروت

تاريخ الطبع: 1414 هـ - 1994 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید