المنشورات

أندرو مارشال:

هو مدير التقييم الشامل في وزارة الدفاع الأميركية، ومن الداعين لشن الحروب الحديثة بال "ريموت كونترول" في كل أنحاء العالم لتوسيع المصالح الأميركية.
يحتل مارشال منصب مدير مكتب وزارة الدفاع للتقييم الشامل" وهو عبارة عن مركز أبحاث ومعلومات يوجهه نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية. وفي هذا المنصب يسيطر مارشال على قوة كبيرة وقرار مهم جدا. وكان جورج دبليو بوش قد وضع مارشال في هذا المنصب لأن ديك تشيني نائب الرئيس، وكذلك رامسفيلد وزير الدفاع يفضلانه يإصرار ويعتبرانه مهما في مراجعة السياسة الإستراتيجية وإحتمالات الأخطار المتوقعة ضد الولايات المتحدة. فهو الذي يلعب دورا مؤثرا في تحديد طبيعة حروب المستقبل وكيفية القيام بالقتال ضدها والقوات التي يتعين إستخدامها فيها، بل وإعدادها في مدة أقصاها شهر أو شهرين فقط. وهذه المهام تتناسب كثيرة مع ما تضمنته شهادة مارشال عن حياته وعمله أمام لجنة الكونغرس المختصة.
فقد وصف مارشال نفسه بالإصلاحي الذي يؤمن بتحطيم التقاليد والطرق القديمة المتبعة. ويعتبر مارشال رجل إستراتيجية منذ عام 1949 عندما بدأ عمله كإستراتيجي نووي في شركة "راند کوربوريشن". ومنذ 28 سنة خلت كان يتولى إدارة مكتب التقييم الشامل الذي لا يعرف عنه الناس إلا القليل. وخلال معظم تلك الفترة كان من المختصين في إنتقاد السياسة العسكرية واعتبارها قصيرة النظر حين تركز على القتال وكأن حربها تلك هي الحرب الأخيرة والنهائية.
يبلغ مارشال التاسعة والسبعين من العمر، وربما تكون مهمته في منصبه هذا آخر بصمة عمل له في السياسة القومية. وحين قال الرئيس بوش الإبن في خطابه حول السياسة العسكرية أمام رجال الأكاديمية الحربية في ساوث كارولينا:" إن قواتنا المسلحة وسياستنا العسكرية في يومنا هذا لا تزال طريقة تنظيمها تميل إلى التركيز على أخطار الحرب الباردة أكثر مما تتم بتحديات القرن الجديد"، فإنه كان يردد عبارات وكلمات وأفكار مارشال نفسها، والذي وضعه بوش في موقع من سيعد القوة العسكرية الأميركية للسيطرة في هذا العالم. وما سيقوم مارشال بمراجعته من النواحي الإستراتيجية سيطال المهمين في البنتاغون وكبار القادة العسكريين. ومن الممكن، بالإستناد إلى متابعة الإختصاص الدائم لمارشال، إستخلاص أن آراءه ستتضمن المخاطرة في زيادة الحروب في العالم. وكان مارشال من أهم أنصار إجراء "ثورة في الشؤون الحربية"، وهذه العبارة إستعارها من عضو في هيئة الأركان السوفياتية وقام بتكييفها من أجل التعبير عن ضرورة التركيز على حرب المعلومات والذخيرة ذات التوجيه المسبق دقيق الإصابة. وهو من قال: "علينا إستخدام طريقة تجعلنا ندمر العدو عن بعد بدلا من الإشتباك معه عن قرب" (من شهادته أمام الكونغرس أيار 2000). وهذا الرأي لم يعجب مجلة سلاح الجو الأميركي التي انتقدت مارشال في إفتتاحية قالت فيها:"فلينظر مارشال إلى البوسنيين". وكانت المجلة تقصد أنه إذا كان مارشال يقترح بناء أنظمته التقنية المتطورة (الحرب عن بعد) وفي استخدام القوة من مسافة بعيدة، فإن الراعات لا تزال تنکا جروحها على الأرض دون أن تعبا بأنظمته هذه أو تتأثر بها. وكانت حماسته تجاه شن الحروب بإستخدام التقنيات المتفوقة عن بعد قد قادته إلى إثارة إمكانية إلغاء بعض برامج التسليح الشهيرة مثل برنامج "طائرة إف 22" التي تكلف كل واحدة منها 182 مليون دولار.
لكن أنظمة "القتال من الجيل الجديدة التي يقترحها مارشال لا بد أن تكون نفقاقها وتكاليفها أكبر بكثير من تلك البرامج السابقة. فمنذ عام 1990 إهمك مارشال في مكتبه للتقييم الشامل في رعاية برنامج يطلق عليه "المفهوم العملياني لبرنامج لعبة الحرب" (RMA)  الذي تحرى إمكانية شن حرب من الفضاء، وحرب عالمية متعددة الساحات والمناطق معا. وبعد مارشال من أشد أنصار توسيع صيغة الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ رغم معرفته بأن برنامجا كهذا سيستفز
الصين ويحثها على وضع خطط تم الإعلان عن بعضها حين قررت الصين زيادة نفقاتها العسكرية ب-17% والإسراع في تنفيذ برامجها الصاروخية الباليستية. لكن سجل مارشال على صعيد التوقعات والتنبؤات التي يعدها لا يثير إنطباعة بالنجاح. ففي الأشهر الأخيرة من عام 1988 ترأس مارشال لجنة أبحاث قررت إعتبار الإتحاد السوفياني المنافس العسكري الرئيس أمام الولايات المتحدة في العشرين سنة المقبلة. وعندما تبين خطأ هذا التوقع لدى مارشال نفسه إنتقل فورة إلى إعتبار الصين الخطر التالي على الولايات المتحدة. وفي صيف عام 1999 تصور مارشال في تقريره الذي حمل عنوان "آسيا 2020" أن تقوم الصين والهند بتقسيم آسيا إلى مراكز نفوذ هما على حساب الولايات المتحدة. المتحدة. واعتبر التقرير أن الصين "ستظل المنافس الدائم أمام الولايات المتحدة، وأن وجود صين قوية ومستقرة من شأنه خلق اخطار لأن قادة الصين في هذه الحال يمكن أن يحاولوا القيام بتعزيز قوقم عن طريق المغامرات الحربية خارج الصين". ويقول روبرت کايسر من صحيفة واشنطن بوست:"إن التقرير الذي وضعه مارشال يرفض فكرة إمكانية وجود علاقة اميركية - صينية تتطور بشكل سلمي ومثمر بين الدولتين".








مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید