المنشورات

قضية لافون مرفق بمذكرة سرية للغاية

إلى البريغادير جنرال تشسترف. كليفتون مساعد الرئيس العسكري، من الن و، دال مدير الاستخبارات المركزية، بتاريخ 8 شباط / فبراير 1991. وقد نزعت عنه صفة السرية في 7 كانون الأول / ديسمبر 1978.
وكالة الاستخبارات المركزية واشنطن 20، دي. س?
مكتب المدير مذكرة إلى: البريغادير جنرال تشستر ف. کليفتون، مساعد الرئيس العسكري.
تجد طيه مذكرة بشأن الأزمة الحكومية الحالية في إسرائيل، وموقف بن - غوريون، والقضية المسماة رقضية لافون» التي شعرت بأنها قد تهم الرئيس. وأكون شاكرا إذا أعدتم إلى هذا التقرير بعد أن يكون قد حقق أهدافه.
التوقيع: ألن و. دالس
المدير
مرفق
7 شباط/ فبراير 1991 مذكرة: الموضوع: استقالة رئيس الوزراء بن - غوريون: 1. إن استقالة بن غوريون تمثل قمة ما وصلت إليه الخلافات القديمة داخل
الحزب، وهي ذات طابع شخصي وأيديولوجي وصلت إلى ذروتها خلال شهري كانون الأول/ديسمبر 1990 وكانون الثاني / يناير 1991. والتوتر الناجم عن
قضية لافوني، التي وصفتها الصحافة الإسرائيلية الخاضعة للرقابة بأنها «حادث أمني، خطر يعود بالضرر على مصالح إسرائيل الحيوية، قد ازداد حدة عندما بلغ النزاع أشده بسبب ما كشفته بصورة غير متوقعة الصحافة البريطانية والأميركية عن وجود مفاعل نووي ثان كبير يجري بناؤه بالقرب من بئر السبع، والانتقادات التي وجهها بن - غوريون إلى بهود الشتات الغربيين بسبب عدم رغبتهم في الهجرة إلى إسرائيل. لكن الموضوع الأساسي بتعلق بسياسة الحكومة في عدد من الميادين، وزعامة إسرائيل في المستقبل بعد موت رئيس الوزراء الحالي (الذي يبلغ عمره
الأن 74 عاما) أو تقاعده، والطبيعة الأيديولوجية لدولة إسرائيل. 2 - بجمع العديد من الإسرائيليين، من ذوي الاطلاع الواسع، على أن أقوى وأذکي
زعيم وأكثرهم خبرة في إسرائيل، بعد بن غوريون، هو بنحاس لافون الذي كان وزيرا سابقا للدفاع في حكومة موشيه شاريت سنة 1954، والذي يشغل حاليا منصب الأمين العام للهستدروت، وهي منظمة اتحاد العمال العظيمة الشأن في إسرائيل. ويتطلع لافون، وهو صهيوني قديم واحد بناة الدولة وأحد أبرز الأعضاء في حزب بن غوريون السياسي، ماباي، إلى منصب رئيس الوزراء خلفا لبن - غوربون. وبصفته الناطق باسم الهستدروت، التي تم تأسيسها قبل إنشاء الدولة بستة وعشرين عاما، فإنه كثيرا ما كان يعارض مناهج الحكومة السياسية والاقتصادية والعمالية. لكن جذور ما يسمى «قضية لافونه ترجع إلى
سنة 1904. 3- خلال الأشهر الثلاثة عشر من أواخر سنة 1953 حتى سنة 1954، حين انكفا
بن - غوريون إلى منعزلة الصحراوي في سديه بوکر، شغل لافون منصب وزير الدفاع في وزارة يرئسها موشيه شاريت. وبرعاية دبلوماسية شاريت الهادئة والحاذقة نم اول اتصال من نوعه، وهو الاتصال الوحيد الذي أجرته إسرائيل مع مصر في تاريخه.
وكان شاريت پولي قناة الاتصال هذه أهمية كبرى، إذ كان يأمل بواسطتها بأن يفاوض من أجل سلام دائم بين العرب واليهود. ووعد شاريت بأن يستخدم طائة الصهيونية العالمية بكاملها لمساعدة عبد الناصر على تحقيق طموحاته في أن يصبح زعيما بلا منازع لعالم عربي موحد، في مقابل اتفاقية سلام. واستمع إليه عبد الناصر باهتمام. وكانت سياسة حكومة إسرائيل آنذاك هي ألا تقوم بأي عمل الزعزعة الوضع القائم، أو لاستعداء العرب بأي شكل من الأشكال. . على الرغم من التشديد على سياسة الوفاق هذه فقد قام البريغادير جنرال بنيامين
جبلي - وهو ضابط محترف موهوب له مستقبل لامع في جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس قسم ج. 2، وبينما كان يخدم تحت إمرة لافون وزير الدفاع، قام في اواسط سنة 1954 بإرسال شبکه نجسس إلى مصر تستهدف بعض أغراض الاستخبارات المعينة وعددا من مهمات العمل السياسي قيل إن إحداها هو تفجير مكتبتي وكالة المعلومات الأميركية في القاهرة والإسكندرية في 14 تموز/يوليو 1904، بهدف إلحاق الضرر بالعلاقات الأميركية - المصرية (2). وكشفت أجهزة الأمن المصرية أمر الشبكة، وقبضت على 13 يهودية ندموا إلى المحاكمة. وعلى الرغم من جهود الولايات المتحدة - بطلب من الحكومة الإسرائيلية. لتخفيف الأحكام الصادرة، فقد تم إعدام اثنين منهم، وانتحر أحدهم في السجن، وحكم على عدد منهم بالسجن لفترات طويلة، وهرب البعض الآخر. وأصيب عبد الناصر بخيبة، إذ أصبح يعتقد أن الاتصالات بينه وبين شاريت كانت تهدف إلى خداعه، فأمر بإيقاف هذه الاتصالات كافة مما خلف شعورا بالمرارة لدى الجانبين. وبعد اكتشاف الشبكة الإسرائيلية، شن المصريون سلسلة من الغارات المسلحة على طول الحدود المصرية - الإسرائيلية، أدت لاحقا إلى الغارة الانتقامية الإسرائيلية العنيفة على غزة في 28 شباط / فبراير 1900. وعندما حاول السيد روبرت ب. اندرسن (وزير الخزانة لاحقا) التوسط، في كانون الأول/ديسمبر 1900، أعاد الرئيس عبد الناصر إلى الذهن هذه الحوادث قائلا: إن ثقته بالإسرائيليين قد تزعزعت بصورة خطرة. . وبسبب هذه التحقيقات التي لم تنشر قط، طلب السيد شاريت من لافون وجبلي الاستقالة من منصبيهما، على الرغم من أن تهمة سوء التصرف لم توجه إلى أي منهما، وذلك بسبب تقويضهما لمفاوضاته السلمية، وفي شباط/فبراير 1900، خرج بن غوريون من عزلته، واحتل منصب لافون. وعين لافون، فيما بعد، أمينا عاما للهستدروت سنة 1959. لكن جبلي تابع مهنته العسكرية، فأعطي قيادة القطاع الشمالي في جيش الدفاع الإسرائيلي، وأصبح فيما بعد ملحقة عسكرية في لندن. وفي تشرين الثاني / نوفمبر 1950، خلف بن - غوريون
شاربت في رئاسة الوزراء، وعين شاربت وزيرة للخارجية 6 - وعزم لافون، الذي أدرك أن فرصة العودة إلى الميدان السياسي تبقى بعيدة المنال
ما دامت سمعته مشوهة بسبب هذا الفشل، على تبرئة نفسه من المسؤولية بكاملها. لكن لافون لم يستطع الحصول على ما يلزم لذلك حتى سنة 1910 حين اكتشف، خلال زيارة لأوروبا. فراغ في الأصل - المترجم -، أن الجنرال جبلي قد ارتكب جريمة الحنث باليمين. فعاد لافون إلى إسرائيل، وطلب إعادة فتح ملف القضية التي استمعت إليها لجنة وزارية من سبعة أعضاء في الحكومة كانت مقبولة لدى أطراف الائتلاف كافة، باستثناء حزب مابام. وبعد أن استمعت اللجنة إلى شهادات مفادها أن الأمر الصادر كان مزورة، وأن الجنرال جبلي قد حيث بيمينه، أعلنت أن تحقيقاتها قد برأت لافون كليا من المسؤولية كافة في ذاك الخطة الأمني، سنة 1954، ونال القرار رضا لافون الذي قال إنه على استعداد الان ينسى الحادث. غير أن القرار أثار غضب بن - غوريون الشديد، فأبلغ اللجنة بأن الإجراءات التي اتبعنها غير صحيحة ومضللة، وأنها تؤدي إلى الإجحاف وتجزئة الحقائق وإحباط العدالة. ومن ثم طالب بن - غوريون بتحقيق قضائي
اعترض لافون عليه) وهدد بالاستقالة. وندد بن غوريون علنا بلافرن، وقال عنه إنه کاذب وشخص عديم الأخلاق، وذلك بعد أن استند إلى أدلة جديدة مزعومة كشفها الجنرال دايان. وعند هذا المنعطف، تمزقت الوزارة ولجنة ماباي المركزية، وهددت غولدا مائير، وزيرة الخارجية، التي عرف عنها عدازها لدابان و بهرپس ومناصرتها للافون، بالاستقالة من الحكومة إذا استمر بن غوريون في ملاحقة القضية. وقيل إنها كانت تشعر بأن الصراع يضر بالبلد وبحزب ماباي،
وبأن استمراره لا يفيد إطلاقا. 7. إن بن - غوريون مزيج فريد من رجل الدولة - الني، والسياسي القوي المراس
الذي بحب بقوة ويكره بقوة، وقد حاول، من حين إلى آخر، تدمير خصومه السياسيين، لا بل ذكراهم أيضا. ووجد في لافون خصما صعب المراس على ما
يبدو. واستنادا إلى أحد المقربين من بن - غوريون، فقد أذاه لافون اكثر من أي أذي لحق به سابقا، لأنه شوه سمعة بن غوريون التاريخية. وبعد أن تابع هجومه
حتى النهاية، لم يترك لنفسه أي خيار سوى الاستقالة. 8 - بالإضافة إلى شعور العداء بين الخصمين، فهناك أيضا صراع أيديولوجي تعاظمت
حدته بسبب التغيير الجاري في طبيعة إسرائيل السياسية والاقتصادية. ومنذ إنشاء الدولة سنة 1948، أثر نفوذ يهود أميركا، ومباتهم الطائلة، والهبات والقروض الكبيرة من حكومة الولايات المتحدة، في تفكير زعماء الحكومة تاثيرة عميقة. ولاستبدال الصدقات باستثمارات متينة، عمد بن - غوريون والعديد من زعماء حزب ماباي إلى تقديم تنازلات إلى اليهود الغربيين، وخصوصا الأميركيين، وذلك على حساب بعض مبادئهم الأساسية. ومن خلال إيجاد بيئة مقبولة أكثر سياسية واقتصادية كان يؤمل بأن يقتنع بهود أميركا بالهجرة إلى إسرائيل، وهو مبدأ أساسي في الأيديولوجية الصهيونية وحيوي بالنسبة إلى امن الدولة. وقد أثارت هذه التطورات خشية العقائديين، وخصوصا لافون، الذين أسفوا على انحسار روح الريادة لدى الإسرائيليين، وعلى الفساد اللاحق بالمبادئ الاشتراكية. وفي تصريح صحافي حديث قال لافون: والسؤال هو عما إذا كان في استطاعة الذين هم اكبر سنا ... أن يدربوا جيلا من الرجال والنساء، من ذوي المهارة التقنية والتدريب العلمي، ويبقى في الوقت ذاته أمينة للقوى الروحية التي كونت کياننا الحالي، وجعلت من إسرائيل ما هي عليه اليوم. إنه صراع ... خطوة فخطوة

المهيمنة
1 - إن بن - غوريون مصاب بهاجس أمن الدولة ونجاح الحركة الصهيونية النهائي،
وهو على استعداد لبذل كل ما يستطيع من أجل بلوغ هذين الهدفين. ولربما استطعنا أن نسميه أيديولوجية عملية لأنه يؤمن بأن الهجرة المتعاظمة من يهود الشتات هي وحدها القادرة على إعادة بناء صهيون وضمان أمن الدولة. لكن، على كل مهاجر ان يجد عملا يتماشى مع تطور الدولة. لذا، فقد ركز كل التركيز على العلوم والتكنولوجيا، وهما مبدانان بنطلبان الحد الأدنى من الموارد الطبيعية، ولكن يتطلبان ايضأ قسمة كبيرة من الطاقة العقلية المتوفرة بين اليهود. من هذا المنظور، وبسبب إدراك بن - غوريون أن على سكان إسرائيل أن ينتظروا عدة سنوات قبل أن يبلغوا العدد الكافي للاستراحة، فقد عمد. خفية عن أعضاء حکومته - إلى إصدار الأمر في وقت ما من سنة 1956 ببدء بناء مفاعل ثان ينتج البولوتونيوم مما يسمح، إذا دعت الضرورة، بإنتاج قنبلة ذرية. وقد ابلغ شلة صغيرة جدا من المقربين إليه بهذا القرار. وقد حوفظ على السرية بنجاح، على الأقل فيما يختص بالعالم الخارجي، حتى أواسط الستينات. وعندما كشفت الصحافة البريطانية والأميركية هذا المشروع في آخر الأمر، أصيبت حكومة إسرائيل وشعبها بصدمة نتيجة ردة الفعل الأميركية العنيفة. وفي الوقت ذاته تقريبا، وعندما بلغت قضية لافون، الذروة، ندد بن - غوربون علنا بيهود الشتات، وذلك خلال المؤتمر الصهيوني العالمي الخامس والعشرين في القدس، بسبب عدم هجرتهم إلى إسرائيل، وأدى استشهاده بالتوراة، ومفاده أن اليهود الذين يعيشون خارج إسرائيل ليس لهم رب، إلى اعتراضات واسعة النطاق من يهود أميركا، وهز اركان المنظمات الصهيونية. الأميركية 10 - وعلى الرغم من فقدان الأدلة المساندة، فلعل هذه السلسلة من الصدمات
الكهربائية التي أصابت صهيون في العصب قد أضعفت بصورة خطرة ثقة أعضاء الحكومة وزعماء حزب ماباي بقيادة بن - غوريون في المستقبل. وفي العلن جهروا بولائهم له وحثوه على عدم الاستقالة، لكن آراءهم الخاصة أثرت ? على الأغلب. في قراره النهائي. وخليفة بن غوريون الأكثر احتمالا كما يعتقد حتى الأن مو ليفي أشكول، وزير المالية، الذي برهن عن مهارة وزعامة في الشتات وفي إسرائيل نفسها، وخصوصا خلال قضية لافون، وهناك احتمال آخر، هو استدعاء شاريت من جديد إلى الحكم، لكن يجب ألا نستثني تماما احتمال کون بن - غوريون الشخص الوحيد القادر على تأليف حكومة ائتلاف جديدة  رسالة محدودة الانتشار، للسلك الخارجي رقم 114، من سفارة الولايات المتحدة في القاهرة إلى وزارة الخارجية، واشنطن، بتاريخ 3 آب/ أغسطس 1954.
كما ورد في التقارير السابقة، اكتشفت ثلاث قنابل حارقة في مكتبة وكالة المعلومات الأميركية في القاهرة، صباح 10 تموز/يوليو 1954. وقد سلمت إلى الشرطة المصرية التي بدات فورا بإجراء تحقيق في الحادث. ويوم الثلاثاء في 27 تموز/يوليو 1954، صدر البيان التالي في الصحف القاهرية:
في 3 تموز/يوليو الجاري، اندلعت حرائق في علبتين للبريد في مكتب البريد الرئيسي في الإسكندرية، واكتشف طرد اسطواني الشكل يحتوي على مواد حارقة في علبة بريدية بالقرب منهما. ا ولبل 14 تموز/يوليو الجاري، اندلعت النار في المكتبة الأميركية في الإسكندرية. وفي الوقت ذاته شاهد ضابط شرطة السنة اللهب تتصاعد من مكتبة السفارة الأميركية في القاهرة.
وبعد إخماد النار، بدي، تحقيق، وعثر على ثلاث علب زجاجية تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، كما اكتشف أن النار نسبت بها مواد تشبه المواد المستخدمة في محاولة الاعتداء على مكتب البريد
وقد أجرت شرطة المباحث الجنائية تحقيقات موسعة لمعرفة مرتكبي هذه الجرائم، كما شددت الشرطة الحماية على هذه المباني.
وليل 23 تموز/يوليو الجاري، كان شرطي يقوم بنوبته ترب سينما رير في الإسكندرية، فقبض على شخص داخل السينما اشتعلت النار في ثيابه. وقام ضابط شرطة بتفتيش الرجل فوجد في أحد جيوب سرواله علبة زجاجية تحتوي على بقايا مواد قابلة للاشتعال من النوع نفسه الذي وجد في مكان الحرائق السابقة
واكتشف أن الرجل إسرائيلي بلا جنسية، اسمه فيليب هرمان ناتانسون. ولدى تفتيش منزله، عثر في إحدى غرفه على كميات كبيرة من مواد كيماوية مختلفة تستخدم في صنع المواد المشتعلة.
وفي الليل ذاته، عثرت الشرطة على علب زجاجية في كل من سينما راديو وسينما ريفولي في القاهرة، تحتوي على مواد قابلة للاشتعال تشبه المواد التي وجدت في الإسكندرية، ولم تكن المادة في هذه العلب قد اشتعلت بعد.
وكشفت التحقيقات أن المتهم شريکين إسرائيليين، هما فيكتور ليفي ور و برت نسيم داسا، وكلاهما من سكان الإسكندرية. وقبض على الأول، كما باشرت النيابة العامة تحقيقات جديدة. واعترف الموقوفان بأنهما ارتكبا الجرائم السابقة كلها. ولاحقت الشرطة المتهم الثالث إلى أن ألقت القبض عليه في الإسكندرية لدى عودته من القاهرة بعد ارتكابه عددا من الجرائم هناك.
إن المتهمين كافة معروفون بنشاطهم الصهيوني، وتملك الشرطة الجنائية في مكاتبها سجلات بذلك.
ويوم الإثنين، 2 آب/أغسطس، طلب الميجر جنرال عبد العزيز صفوت، قائد شرطة القاهرة، من ضابط الأمن الإقليمي، و. انجي سميث الثالث)، الحضور إلى مكتبه للبحث في الاعتقالات التي قامت بها الشرطة المصرية في هذه القضية، وقال الجنرال صفوت أنه يشعر بأننا يجب أن نحصل على القصة التالية لأن إعداد تقرير مفصل قد يستغرق بعض الوقت. أما القصة التي رواها الجنرال صفوت عن هذه الاعتقالات، فهي على النحو التالي:
الليل 23 تموز / يوليو، قبضت الشرطة على شخص يدعى فيليب هرمان ناتانسون في سينما ريو بالإسكندرية. وقد لفت ناتانسون انتباه الضابط الذي اعتقله لأن ثيابه اشتعلت عند مدخل السينما. وقد نقل ناتانسون إلى المستشفى، وبعد تفتيشه عثر معه على جهازين للاحتراق من النوع الذي استخدم في حرائق وكالة المعلومات الأميركية، وداهمت الشرطة نورة منزل ناتانسون، فقال لهم أبوه أن لابنه شريكا يدعى فيكتور ليفي. واعتقل ليفي، ووجدت كميات كبيرة من مواد كيماوية قابلة للاشتعال في غرفته
وقال كل من ناتانسون وليفي أن لهما شريکا ثاليا يدعى روبرت نسيم داسا. وصباح 34 تموز/يوليو، اندلعت النار في حقيبة كانت متروكة في محطة سكك حديد القاهرة، وقد جرى تفتيش دقيق لدور السينما في القاهرة كافة لأن ناتانسون وليفي أفادا بأنه كان يفترض أن يحرق داسا سينما راديو و سينما مترو ليل 23 تموز/ يوليو. واكتشف ضابط شرطة جهازا حارقة في سينما راديو نقله إلى كشك التذاكر. لكن بينما كان يضعه في شباك التذاكر، اندلعت النار في الجهاز، واكتشف جهاز آخر في سينما ريفولي، لكن هذا الأخير تم تعطيله قبل أن يشتعل. وألقي القبض على داسا في وقت لاحق من ذلك النهار، لدى عودته إلى الإسكندرية بالباص من القاهرة، واعترف الثلاثة بأنهم رضعوا هذه الأجهزة

في القاهرة، وواحد في وكالة المعلومات الأميركية في الإسكندرية. وقال الجنرال صفوت إن ما ورد في الصحف من أن هؤلاء من الصهيونيين المعروفين غير صحيح، فالثلاثة هم من الرعاية المصريين، وليس لداسا أو ليفي سجل لدى الشرطة، لكن لناتانسون سجل في الشرطة كشيوعي سابق. وسال السيد سميث الجنرال عن أخبار الصحف فكان جوابه الوحيد: «هذه كلها غير
من المفترض أن ليفي کيماوي، ويعمل في شركة كيماوية في الإسكندرية، واستنادا إلى الجنرال، زعم ناتانسون وليفي أنهما نعلما صنع الأجهزة الحارقة في باريس بفرنسا قبل ذلك بسبعة أشهر تقريبا. وقالا إنهما تقلا الوصفة من كتاب. وقد اكتشفت الشرطة المصرية هذه الوصفة لدى مداهمة غرفة لبني. وفي وقت لاحق من هذا الحديث، أصبح الجنرال صفوت قلقا بسبب بعض المعلومات التي أفشاها، وطلب أن تبقى المعلومات سرا دفينا لانه أدرك. على ما يبدو أنه باح بمعلومات تناقض البيانات الرسمية
ووعد الجنرال صفوت بتزويد مركز الأمن الإقليمي في هذه السفارة بتقرير مفصل حالما ينجز التحقيق في الإسكندرية"). التوقيع: جفرسون کانري (0) ستيفن غرين - الانحياز: علاقات اميركا السرية بإسرائيل - مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وشركة الخدمات البشرية المستقلة المحدودة. نيقوسيا - قبرص. الطبعة 








مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید