المنشورات

فضيحة محاولة إغتيال " خالد مشعل " في الأردن

بعد سلسلة من الإخفاقات والفشل التي مني بها جهاز الموساد ورئيسه داني ياتوم، كانت محاولة الاغتيال التي قام بها جهاز الإستخبارات الإسرائيلية للمناضل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في الأردن، بمثابة الضربة القاسية على "دماغ" الموساد الممثل بداي باتوم نفسه. ذلك أن فشل هذه العملية من تحقيق هدفها بالقضاء على "دماغ حماس" في العاصمة الأردنية، شكل بداية القضاء على " الدماغ الموسادي رقم 1" في دولة العدو ومقدمه لتنحيه عن منصبه هذا، أو الإقالة. وفي كلا الحالين، هزيمة كبرى للموساد ولقادة إسرائيل على اختلافهم. من هنا، كان بعض أصدقاء داني ياتوم على حق عندما وصفوا حالته هذه بعد هذه الحادثة " كالمنتظر قطع رأسه ... من السياف بنيامين نتنياهو " (1). مع العلم أن بين الرجلين صداقة وثيقة وقديمة، لكنها تأزمت في الآونة الأخيرة، حيث كانت محاولة إغتيال خالد مشعل وفشلها الذريع، سببا في تأزم العلاقة بينهما، حيث أطلق عليها إسم "العملية الحرقاء" (2) في عمان. ومع ذلك، بقي ياتوم يتذكر تلك الفترة التي كان يصدر فيها الأوامر الى "بيبي" (بنيامين نتنياهو) يوم كان في وحدة كوماندوس تابعة للجيش تحت امرة باتوم
نفسه.
ونظرا لخطورة "العملية الحرقاء" هذه وانعكاساتها المستقبلية، كان لا بد من تدارك الموقف. وهكذا عمل نتنياهو على تبني خطة لمعالجة أي كارثة مماثلة تقع في المستقبل. والخطوة الأولى وفقا للخطة هي الإتصال بكبير المناوبين في وزارة الخارجية الذي يتصل بمدير مكتب رئيس الوزراء الذي يبلغ بدوره بنيامين نتنياهو. إتصل هذا بسفير إسرائيل في المجموعة الأوروبية في بروكسيل افرايم هاليفي، وهو دبلوماسي إنكليزي المولد، أمضى حوالي ثلاثين عاما كأحد كبار ضباط الموساد، وكانت من أبرز مسؤولياته الحفاظ على علاقات حسنة مع أجهزة الأمن في الدول الأجنبية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقد لعب هاليفي دورا مهما في رأب الصدع في العلاقات مع الأردن بعد العملية الخرقاء في عمان. وينسب إلى نتنياهو قوله هاليفي وقتها:" عالج هذه المشكلة وستكون صديقي مدى الحياة" (3) وهكذا كان.
فمن هو خالد مشعل؟ وكيف حدثت "العملية الخرقاء"؟ وكيف إنتهت؟ 
فشل الموساد في تصفية خالد مشعل (4).
خالد مشعل: من مواليد 1907، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في الأردن. والعقل المدبر لاستراتيجية حماس، ولكل العمليات الكبيرة والبطولية في القدس، ولد خالد مشعل في قرية سلواد، قضاء رام الله، وبعدها غادر الى الكويت مع عائلته، وكان والده إمام مسجد في
الكويت.
درس في المدارس الكويتية، ثم في الجامعة الكويتية، وحصل على بكالوريوس في الفيزياء، في عام 1981 تزوج وأنجب سبعة أطفال.
أثناء دراسته قاد التيار الإسلامي، وانضم إلى حركة "الاخوان المسلمين"، وفي عام 1978 انضم الى حركة "حماس".
عام 1991 أبعد من الكويت إلى الأردن في أعقاب حرب الخليج، وأصبح عضوا في المكتب السياسي لحماس الذي يرأسه الدكتور موسي أبو مرزوق؛ وكانا صديقين، بعدها أصبح الممثل الخارجي لحماس، وأجرى إتصالات خارجية مع دول عديدة. بعد اعتقال أبو مرزوق في الولايات المتحدة الأميركية عام 1996، تم تعيينه رئيسا للمكتب السياسي لمنظمة حماس، وأصبح الشخصية القيادية الأولى في المنظمة.
في أعقاب التفتت الصهيوني وعدم الاستجابة للنداءات الدولية لتنفيذ اتفاقيات أوسلو، وفي ظل الحصار الاقتصادي، وتوسيع المستوطنات، واتباع سياسة التجويع للشعب الفلسطيني، كان لا بد من عمل ما يدوس غطرسة العدو المعتادة، طالما أن الشعب الفلسطيني في الداخل لم يزل قادرة على متابعة الكفاح.
من أجل ذلك قامت كتائب "عز الدين القسام" بسلسلة عمليات إستشهادية داخل القدس في سوق بامحانيا و (مدرحوف). والتي نجم عنها أكثر من ثمانين قتي"، وجرح مائتين وأربعين.
بعد هذا الاخفاق للأجهزة الأمنية الإسرائيلية في معرفة وتحديد هوية الفاعلين، قرر الموساد، وكعادته، القيام بعملية إرهابية، وانتهاك حدود الغير، وتجاوز كل القوانين الدولية.
فقد عقد رئيس الحكومة نتنياهو إجتماعا مع كل من رئيس الموساد داني باتوم، ورئيس الشين بيت عامي إيلون، ورئيس الاستخبارات موشي يعالون، وقرروا القيام بعملية إغتيال خالد مشعل. تفاصيل العملية:
في التاسع عشر من شهر أيلول لعام 1997، هبطت في مطار عمان الدولي طائرة وعلى متنها ثمانية من رجال الموساد، يحملون جوازات سفر مختلفة. والموساد، في العادة، يقسم المجموعة إلى اثنتين، واحدة للتنفيذ، والأخرى للتغطية، وأحيانا يكون هناك طاقم إنقاذ. لقد كان عناصر مجموعة التنفيذ يحملون جوازات سفر کندية.
العنصر الأول في المجموعة يدعي شون کندل 28 عامة، والثاني باري بيداس 36 عاما، طبعة الأسماء مزورة مثل الجوازات.
وفور نزولهم في أرض المطار، إستقلوا سيارة أجرة أردنية وتوجهوا إلى فندق يدعى (انتر كونتنتال)، فندق يرتاده رجال الأعمال، وغالبية نزلائه من دول الخليج، بينما توجه قسم منهم إلى أبنية سكن موظفي السفارة الإسرائيلية.
في اليوم التالي، إستأجروا سيارة سياحية من الفندق نوع هوندا، تحمل الرقم 5374، خضراء مزودة بهاتف خليوي، وقاموا بجولات في شوارع عمان، رغم أن المجموعة الأولى كانت قد قامت بنفس المراقبة من قبل. من قبل.
يوم الثاني والعشرين من أيلول، وفي الساعة السابعة والنصف، بينما كانت سيارة تابعة للسفارة الإسرائيلية في عمان، وفيها إثنان من أمن السفارة هما عميکام هادر، وموشيه روزين، يقومان بجولة إستطلاعية إعتيادية على الطريق الذي يربط سكن الموظفين بالسفارة، وقبل خروج السفير الى عمله، وأثناء تنقلهم على هذا المحور بشكل بطيء، ظهرت بشكل مفاجيء من أحد جوانب الطريق، سيارة أجرة (هوندا) بيضاء وبداخلها شخصان بالاضافة إلى السائق، حيث باشر أحدهم بإطلاق النار الكثيف من سلاح کلاشينکوف باتجاه سيارة الأمن التابعة للسفارة الإسرائيلية، مما أدى إلى اصابة الحارسين بجراح بليغة، وفرت السيارة مسرعة؛ وتم اسعاف الحارسين داخل مستشفى الملك حسين الذي قام بزيارهم، كما أجرى إتصالا مع نتنياهو واعدة ومعتذرة ومتأسفا.
وقد أبلغه عن إستعداده للتوسط ما بين إسرائيل و "حماس" لوقف هذه العمليات، وأبلغه نتنياهو أنه سيرد عليه قريبا، مع العلم أنه كان من المقرر أن تتم عملية التصفية باليوم نفسه، كما ذكرت مصادر إسرائيلية. ولقد رفض الملك حسين نقل حارسي السفارة الإسرائيلية إلى إسرائيل، وتعهد بتقديم كل العلاج اللازم والعناية الفائقة لهما.
التنفيذ
صباح يوم العملية، أي في الخامس والعشرين من شهر أيلول عام 1997، وعند الساعة العاشرة تماما، خرج خالد مشعل ومعه ثلاثة من أطفاله وحارسه الشخصي من مزله، باتجاه المكتب سالكة طريق الملك عبدالله، وكانت خلفه سيارة، عميلي الموساد، إضافة إلى سائق من السفارة الإسرائيلية.
توقف خالد مشعل قبل وصوله إلى مكاتب "حماس"، وترجل من سيارته نحو "سوبر ماركت يملكه شخص يدعى "إسماعيل"، وقد كان خالد مشعل معتادة على التوقف أحيانا كثيرة في هذا المكان لتناول القهوة المرة. أثناء ذلك، وصل عميلا الموساد فأوقفا سيارتهما على بعد أمتار من مدخل البناء، في ممر جاني يؤدي إلى الشارع الثاني. تصرفا كأنما سائحان ينظران إلى آية قرآنية محفورة بالرخام على المدخل، أحدهما يحمل حزمة صغيرة مغلفة بكيس نايلون.
توقفت سيارة خالد مشعل أمام البناء وفور ترجله منها ووصوله إلى مدخل البناء، إقترب منه العميل الأول. وهنا اعتبر مشعل كما صرح لاحقا:" اعتقدت أنه يريد سؤالي عن شيء ما، فمددت يدي مصافحة"، لكن العميل أخرج جهاز من كيس النايلون، يشبه جهاز الصدمات الكهربائية وضربه به على رأسه من جهة اليسار. خلال ذلك تسربت مادة سائلة داخل أذن خالد مشعل، بينما بادره العميل الثاني بضربة على مؤخرة الرأس، وكل ذلك لم يستغرق أكثر من بضع ثواني. في تلك الأثناء كان الحارس الشخصي لخالد مشعل ما يزال في السيارة يتبادل أطراف الحديث مع الأولاد الثلاثة. لكنه صعق عندما رأى خالد مشعل قد أصبح على الرصيف، في حين هرب الإثنان باتجاه ممر جاني قريب من البناء حيث كانت السيارة بانتظارهما.
الحارس محمد أبو سيف
من هو الحارس محمد أبو سيف، الذي يعتبر البطل الفعلي لهذه العملية؟.
لقد عمل لسنوات عديدة في منظمة "مجاهدي" في افغانستان، وتلقى تدريبات ممتازة. وهو معروف بقوته وسرعة البديهة والذكاء والفطنة.
عندما شاهد أبو سيف العميلين لحق بهما مسرعة، وهما يدخلان الى السيارة، فاستطاع معرفة أرقامها وميزاتها. العميلان هربا ظنا منهما أن الأمر إنتهي بصورة جيدة. لكن محمد أبو سيف وصل إلى الشارع الثاني فأوقف سيارة تاكسي ولحق هما دون أن ينتبها الى ذلك.
أخبر عميلا الموساد مجموعة المراقبة في السفارة أن الموضوع انتهى بشكل جيد، وتوجها حسب الخطة المرسومة إلى شارع مكة، ثم إلى المركز التجاري المكتظ بالسكان في شارع الجاردنز)، حيث كان من المقرر ترك سيارة الأجرة "الهوندا" وإستقلا سيارة مرسيدس أخرى للتوجة فورا إلى إسرائيل. لكن الذي حدث إنهما عندما تركا السيارة المستأجرة واجتازا الشارع إلى الجانب الآخر، كانت بانتظارهم سيارة مرسيدس مستأجرة وبداخلها ثلاثة رجال من عملاء الموساد.
إن تدريبات "أبو سيف" لم تذهب هدرا كما قال بعد الحادث، لأنه استطاع أن يترجل من سيارة التاكسي بسرعة البرق، ويلحق بالعملاء ويمسك بأحدهما، وبينما كان في ذلك الوضع حاول العميل الثاني مساعدة زميله، ففشل، فاستطاع الإمساك بالإثنين. وخلال ثوان إحتشد المواطنون مما دفع بعملاء سيارة المرسيدس الثلاثة إلى الهرب وبقي الإثنان (منفذا العملية، حيث وصل إلى المكان النقيب سمير الخطيب نجل قائد جيش التحرير الفلسطيني في الأردن. وهكذا تم القبض على العميلين، فحضر عناصر الشرطة الأردنية الى المكان وتم إقتياد الجميع الى مركز الشرطة. وأثناء التحقيق قدم العميلين جوازي سفر كنديين.
لقد تم إستدعاء مسؤول من السفارة الكندية للتعرف عليهما. وأثناء ذلك، تم نقل خالد مشعل إلى المستشفى الاسلامي "، وكان فاقدة للوعي تماما، ونبضه غير منتظم، وكذلك تنفسه. أخبر الملك بالحالة الصحية لمشعل فأصدر أمرة قضى بنقله إلى مستشفى الملك حسين الطبي"، حيث اكتشف الأطباء أن موادا سامة من نوع خاص قد ألقيت عليه. وهذا النوع من السموم يسبب هبوط في القلب في أول الأمر، ثم تحدث مضاعفات أخرى، تؤدي لاحقا إلى الوفاة.
أمام خطورة الحالة الصحية خالد مشعل التي كانت تزداد سوءا، إستدعى الملك حسين طاقم طبية خاصة من مستشفى "أيو لكنين في الولايات المتحدة الأميركية. وهذا المستشفى هو نفسه الذي يتعالج فيه الملك نفسية وصل الطاقم الطبي في طائرة خاصة، وأكد أنه لا يستطيع تقديم أي علاج إذا لم يتم تحديد نوعية المادة السامة التي ألقيت على خالد مشعل، مما يعني أنه سيموت خلال مدة لا تتجاوز الساعات الثماني.
عاصفة سياسية ضربت العلاقات الإسرائيلية الأردنية. الملك حسين هدد الإسرائيليين بأنه إذا مات مشعل فإن هناك كارثة ستقع. لقد رفض التحدث إلى نتنياهو عبر الهاتف، ورفض إستقبال أي زائر لأنه يدرك جيدة ماذا يعني موت مشعل في الأردن بالنسبة للفلسطينيين و "حماس". فأرسل قديدة بواسطة الرئيس الأميركي الى الحكومة الإسرائيلية مفاده إذا مات مشعل فإنه سيقدم العملاء إلى محكمة أمن الدولة فورة، وستجري لهم محاكمة علنية. واصدر امرا منع بموجبه الدخول أو الخروج من السفارة الإسرائيلية. وهكذا وضعت السفارة تحت حراسة
مشددة.
الأمير حسن سافر إلى أميركا، ونقل رسالة من الحسين مفادها أن موت مشعل هو تمديد حقيقي للسلطة أولا، وللعلاقات مع اسرائيل ثانيا. إن حياة مشعل هامة جدا بالنسبة الى الوضع في الأردن وعلاقات الملك بالفلسطينيين وحماس، لذلك تدخل الرئيس الأميركي بيل كلينتون وأجرى إتصالات مع الحكومة الإسرائيلية.

إنقاذ حياة مشعل
تحت المزيد من الضغط السياسي، وافق نتنياهو على إرسال مضاد حيوي لإنقاذ حياة مشعل، وهذا المضاد حمله "داني ياتوم" رئيس الموساد وطبيبة إسرائيلية من الموساد ايضا. رفض الملك حسين إستلام الدواء ما لم يكن هناك تحديد واضح لنوعية المادة السامة وإسمها وما يعادله كيميائية. فرد نتنياهو بأن هذا سر خاص بالموساد؛ فعاد الملك حسين طالبة من رئيس الموساد تقديم الاستقالة فورا، إذا كان يحترم نفسه، بعد هذه الفضيحة. (ومما يذكر، أن " معهد الأبحاث البيولوجية " في تل أبيب هو الذي صنع السم الذي استخدم في محاولة إغتيال خالد مشعل).
إزاء إصرار الملك حسين، هلت الطبيبة الإسرائيلية المعادلة، وإسم السم والدواء المضاد الى قصر الملك حسين، وعرضتها فورا على الأطباء الأميركيين، فاستعاد مشعل نشاطه ووعيه. لكن ما جرى، كان في إطار صفقة أردنية إسرائيلية نصت على إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين وعدد من المعتقلين الفلسطينيين.
مشاورات عاجلة: صفقة عاجلة
بعد عودة الحياة بشكل كامل الى مشعل، شعر الملك حسين بالسعادة. فاستقبل بعد ذلك، وفدا إسرائيليا رفيع المستوى، ضم رئيس الحكومة نتنياهو روزير دفاعه يتسحاق مردخاي، ووزير الإنشاءات شارون، وسكرتير الحكومة دالي نافيه، ودافيد عفري، وضابط الموساد السابق صديق الملك أفرايم هليفي، وهو صديق الأسرة الهاشمية، ومشهور هذا وهو يزور الملك بدون موعد مسبق، ويعتبر منسق إتفاق وادي عربة. وهو الذي أشرف على هذه الصفقة السريعة ما بين إسرائيل والأردن.
تمت الصفقة بينما كان الشيخ أحمد ياسين يترل في عمان، وعملاء الموساد جميعهم، يغادرون إلى إسرائيل على متن حوامة عسكرية. ردود أفعال
شنت الصحافة العالمية والعربية بما فيها بعض الصحف الإسرائيلية حملة واسعة على هذا العمل الإجرامي، ووجهت إنتقادات شديدة اللهجة إلى المسؤولين عن هذا العمل غير المسؤول. ويمكن إيراد بعض هذه الردود والإنتقادات، وذلك على الشكل الآتي:
يتسحاق شامير: على نتنياهو الإستقالة فورا، فرائحته باتت تزكم الأنف. العديد من الوزراء سواء في الحكومة أو من خارجها طالبوا بإستقالة دايي ياتوم
کندا: إستدعت سفيرها في إسرائيل ووجهت رسالة تحذير الى الحكومة الإسرائيلية.
يهودا باراك رئيس حزب العمل وجه إنتقادات كثيرة إلى هذا التصرف الأرعن، واعتبره ضررة إستراتيجية المصالح إسرائيل في الأردن.
وفي الإطار ذاته، تم تشكيل لجنة تحقيق مؤلفة من: يوسي تسحنوبر: كان يعمل مستشارا في وزارة الدفاع. ناحوم أدموي رئيس الموساد عام 1983. رافي بيلد: ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية.
توصلت لجنة التحقيق الى تحميل المسؤولية لرئيس العمليات، فقدم إستقالته من منصبه. كذلك وجهت صحيفة هآرتس بقلم محررها زئيف شيف إنتقادات لاذعة إلى الحكومة والموساد، ومما جاء في تلك الإنتقادات:
إن قضية إغتيال وتصفية خالد مشعل في عمان تشكل ضررة إستراتيجية خطيرة، وأحد العمليات الميدانية الفاشلة التي نفذها الموساد الإسرائيلي. لا يمكن أن يمر هذا الفشل دون إعادة الحسابات لأنه يشكل ضيقا رؤيوية أكثر من اللازم عند مسؤولي الأجهزة الأمنية.
إن مثل هذا العمل في دولة تحترم نفسها يؤدي الى طرد المسؤول أو إستقالته، وهناك رؤساء إستقالوا بسبب عمل فاشل قاموا به، فكيف الحال اذا كان المسؤول رئيس جهاز أمني.
إن هذا الفشل سيؤدي إلى زعزعة مؤسسات الموساد والمس هيبتها ومكانتها، ولا يجب أن نتجاهل الضرر الذي لحق بها بسبب كشف أسرارها في الأردن وأمام الرأي العام.
وهذا هو التقرير المعروف بتقرير لجنة "شحنوبر" (أو تسحنوبر) حول هذه القضية، تعميما للفائدة. تقرير لجنة (شحنوبر) حول محاولة إغتيال خالد مشعل (5).
مدخل:
في 20 أيلول (سبتمبر) 1997 نفذت محاولة لاغتيال خالد مشعل في الأردن. وفشلت العملية وضبط المنفذان واعتقلا
في 6 تشرين الأول (نوفمبر) 1997 قررت حكومة إسرائيل إقامة لجنة تقصي حقائق لدراسة عملية الموساد ضد خالد مشعل. وعقدت اللجنة 47 جلسة واستمعت إلى 30 شاهدة بعضهم ظهر أمامهم أكثر من مرة وعاينت مئات الوثائق والأوراق. أجرت اللجنة كل جلساقا بصورة سرية في منشأة مغلقة وسط البلاد
ومن منطلق الرغبة في التركيز على المواضيع الأساسية المرتبطة بفشل العملية في الأردن، فقد حددت اللجنة لنفسها مجال عملها. رغم أن الحكومة لم تقيدها في كتاب التعيين وحددت أنها ستتناول الموضوع منذ اليوم الذي صودق فيه على إعتبار خالد مشعل كهدف للعملية وحتى وقت إعتقال إثنين من رجال الموساد من قبل السلطات الأردنية.
وصف العملية:
في 20 ايلول (سبتمبر) 1997 تواجد رجال الموساد أمام مكتب حماس في عمان بهدف إغتيال خالد مشعل. صحيح أن العناصر تمكنوا من إصابته بواسطة مادة قاتلة و لكن فور ذلك تدخل في الحادث السائق الشخصي لخالد مشعل وحارسه. ونجح السائق، الذي شاهد ما فعله العنصر ضد مشعل في ضرب العنصر على يده، بواسطة صحيفة كانت بيده، فيما بدأ الحارس بملاحقة العناصر ونجح كما يبدو في تسجيل رقم السيارة التي هربوا فيها. واستقل سيارة لملاحقتهم دون أن يلاحظوا أنه يسير في أعقابهم. وبعد نحو 300 متر أوقف العناصر السيارة التي هربوا فيها ونزلوا منها. وركض الحارس باتجاههم وهجم عليهم بمساعدة شرطي بلباس مدني تصادف وجوده في المكان، نجح في التغلب عليهم واعتقالهم. ونقل العناصر من قبل الشرطي والحارس بسيارة أجرة مرت من المكان إلى أقرب مركز شرطة.
وحين علم في البلاد بأمر إعتقال العناصر إنتقل رئيس الموساد بتوجيه من رئيس الحكومة، إلى الأردن بهدف إطلاع الملك حسين على ما حصل. وحمل رئيس الموساد معه إلى الأردن المادة المضادة من أجل معالجة خالد مشعل. تلقى خالد مشعل المادة، وتم إنقاذ حياته. رفي المفاوضات التي جرت في السياق للإفراج عن الشيخ ياسين وعدد آخر من المعتقلين توافق السلطات الأردنية على الإفراج عن العناصر وتمكينهم من العودة الى البلاد.
من هو خالد مشعل؟
خالد مشعل هو رئيس الدائرة السياسية لحماس في عمان العاصمة الأردنية. وكان خالد مشعل قد شغل المنصب الذي كان يشغله أبو مرزوق. وإضافة إلى مهامه السياسية يقود خالد مشعل، من مكان وجوده في الأردن أطرة مختلفة في اوروبا وفي إسرائيل، تبادر، وتشجع وتنفذ عمليات. وبواسطة مكتبه يتم التمويل.
تنفيذ العملية في الأردن:
حقيقة وجود قيادة حماس في الأردن ونشاطها الواسع من هذا المكان، فرضت على إسرائيل مشكلة كبيرة، إن قرار تنفيذ العملية في الأردن إستند إلى السياسة التي تحدد أنه بعد التأكد من وجود (مدينة لجوء) آمنة في إسرائيل فإن يد إسرائيل ستصل إلى كل مكان من أجل ضرب من ضربوا اليهود، أينما كانوا.
وقد اعتادت كل حكومات إسرائيل إتباع هذه السياسة التي اتبعتها الحكومة الراهنة لذلك لم تجد أي مجال الانتقاد إعتبارات هذه السياسة. مع ذلك تقترح اللجنة أن تقوم الحكومة ببجث الموضوع وتحديد أطر وطرق تنفيذه. إن تنفيذ العملية في الأردن تم على قاعدة الفرضيات التالية:
طرق تنفيذ العملية يجب أن تضمن عدم ترك (بصمات أصابع) إسرائيل عليها من أجل أن لا يستطيع أحد إذا نجحت العملية، توجيه إصبع الإتهام ضد إسرائيل. وبلغة رجال الاستخبارات إنه يدور الحديث عن عملية هادئة). وإمكانية أن تفشل العملية، والآثار التنفيذية والتخطيطية الناجمة عن هذه الإمكانية لم تؤخذ بالحسبان من قبل المخططين والذين صادقوا على العملية في الموساد.
بما أن العلاقات السلمية بين الأردن وإسرائيل وتعزيزها يعتبران حجر الأساس للسياسة الإسرائيلية حتى لو وقع خلل ما فإن الأمر لن يمس بنية العلاقات بين إسرائيل والأردن. ويؤكد في هذا الصدد أن فرص وقوع خلل، كانت بالنسبة للمخططين، ضئيلة جدا، ولما كانت العلاقات التي تطورت في أعقاب إتفاق السلام مع الأردن ذات قيمة عالية في نظر الأجهزة السرية فقد اعتقد الجميع أن تنفيذ العملية ((بصورة هادئة)) لن يمس بالملك أو بالنظام الهاشمي في الأردن.
وقد وافق على هذه الفرضيات الأساسية كل قادة أجهزة الإستخبارات ومعظم الشهود الذين ظهروا أمام اللجنة رغم أنهم لم يتفقوا في الرأي حول موعد تنفيذ العملية. ولكل واحد مبرراته.
النتائج
النتائج
نتائج تنظيمية:
ثمة عدة أسباب أدت في غاية الأمر الى فشل العملية في الأردن تفاعلت مع بعضها البعض. ولكن السبب الأساسي كان جمودة فكرية ألم بالمخططين والمصادقين والمنفذين للعملية الذين اعتقدوا أنه تتوفر لديهم وسيلة قتالية وأسلوب عمل يضمن (العملية الهادئة)) الخالية من المخاطر تقريبا، أي أن السلاح لا يثير ضجة والنتيجة الفورية لإصابة الهدف لا تظهر للعيان بعد العملية. واعتقد الجميع أن العملية المقترحة تمكن من تنفيذ العملية بدون أن يشعر بها أحد ولن يخطر على بال أحد بأنه تم تنفيذ مثل هذه العملية. ولا خوف من أن تؤدي هذه المادة القتالية، التي يحملها المنفذ، والتي تختلف مثلا عن المسدس، إلى التوصل إلى اعتقاد بوجود عملية تخريبية وبذلك لا يمكن توجيه إصبع الإقام باتجاه إسرائيل.
إن نظرية ((العملية الهادئة)) هذه المصاحبة لافتراض فرصة ضئيلة الفشل العملية لم تأخذ تقريبا بالحسبان إمكانية فشل العملية، لسبب ما وأن تتحول إلى ضجيج. إن التخطيط، الخطط، والإستعدادات للعملية لم تعط رزنا کافية لمثل هذه الإمكانية. وحتى بعد عرض الخطة أمام رئيس الحكومة لم يتم بحث هذه الإمكانية أمامه. منذ البداية كان يحظر إعداد الخطة على هذا النحو وبالتالي لم يكن بالإمكان طرحها أمام رئيس الحكومة بصورة ضارة.
أثناء عملها وقفت اللجنة أمام عدة أخطاء بنيوية وتنظيمية في الموساد. إعتقدت اللجنة أن هذه الأخطاء ساهمت في إيجاد هذه النظرية الخاطئة وتبني أساليب عمل أدت إلى إجراءات وخطوات خاطئة وناقصة. لقد أشارت اللجنة إلى هذه الأخطاء بإسهاب في التقرير الكامل ورأت أن ثمة ضرورة للتطرق في التقرير الذي قدمته إلى طرق التنسيق بين الأجهزة الإستخبارية خاصة لطرق لجنة رؤساء الأجهزة. وحتى في هذا المجال أوصت اللجنة بإجراء عدة تعديلات. لقد درست اللجنة أيضا موضوع إقامة مجلس الأمن القومي ووصلت إلى نتيجة بأنه ثمة شك كبير في إمكانية إقامة مثل هذه المؤسسة في ظل المعطيات القائمة. وبسبب هذا الشك لم توص اللجنة بإقامتها.
وسجلت اللجنة أيضا رأيها في المبنى الإستشاري في مكتب رئيس الحكومة، في كل ما يتعلق بمعالجة المواد الإستخبارية.
وأوصت اللجنة بأن يتم تعيين مساعد خاص لرئيس الحكومة في شؤون الأمن والاستخبارات، برتبة عالية تقابل اللواء في الجيش أو رتبة مشاهة. وهذا المساعد، الذي يكون خبيرة في الشؤون الإستخبارية سير گز ويعزز كل المعلومات التي تتدفق إلى مكتب رئيس الحكومة في المجال الاستخباري. ويكون المساعد بمثابة الأذن والفم لرئيس الحكومة تجاه الأجهزة الإستخبارية. ويشارك في صورة دائمة في لجنة رؤساء الأجهزة السرية ويلفت نظر رئيس الحكومة للقضايا الأساسية في هذا المجال. وليس من المعقول أن نتوقع من رئيس الحكومة أن يتعاطى بنفسه مع كل المواد الهائلة في مجال الاستخبارات التي تصل إلى مكتبه.
ليس هناك نية في أن يشكل هذا المساعد فاصلا بين رئيس الحكومة وأجهزة المخابرات أو يستبدل السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الذي يقوم بالصلة بين رئيس الحكومة والجيش. ومن أجل عدم خلق إزدواجية بين مكتب السكرتير العسكري وبين مكتب المستشار المقترح الشؤون الأمن والاستخبارات، أقترح أن يعمل الإثنان في مكتب واحد، ووفقا لرتبهم العسكرية يكون الواحد مرتبط بالآخر. نتائج شخصية:
حاول رئيس الموساد ورئيس القسم المسؤول عن وحدة العناصر إقناعنا بأن تصرفهما والخطط والإستعدادات التي سبقت العملية كانت كلها سليمة وأن أخطاء العناصر أثناء العملية هي التي سببت في هذا الفشل. لم نرد القول بأن العناصر لم يخطئوا أثناء الحادث، ولكن يبدو لنا أنه لا يجب تحميل مسؤولية الفشل للعناصر، حسب رأينا، فإن أخطاء العناصر أثناء العملية وقعت بصورة غير قليلة بسبب أخطاء في الرأي، والتخطيط والخطط والتدريبات.
في كل هذه الأمور وجدنا أن مسؤولية رئيس الموساد و "ح" رئيس القسم المسؤول عن وحدة العناصر كبيرة جدا.
وبعد أن تبلور لدينا الرأي بأن الأسباب الرئيسية للفشل كانت الأوساط التي ذكرناها أعلاه رأينا من الصواب أن نقدم نتائجنا لرئيس الموساد ورئيس القسم المسؤول عن وحدة المقاتلين، وأن نوضح لهما ما هي القضايا التي نعتقد أنهما إرتكبا أخطاء بشأها ولذلك سيتضرران من نتائجها، وطلبنا منهما موقفهما من هذه القضايا. |
كل واحد منهما رد علينا خطية وتطرق بصورة مختصرة إلى القضايا التي عرضناها أمامه. لقد توصلنا إلى النتائج الشخصية، مثلما نشرت في التقرير بإسهاب، وستذكر هنا، بعد أن أخذنا بالحسبان ردود كل واحد من المذكورين أعلاه.
وفي ما يلي رأينا ح حول كل واحد من الأطراف المرتبطين بالمصادقة على التخطيط:رئيس الحكومة بموقف كل أعضاء اللجنة.
درسنا أداء رئيس الحكومة في هذا الموضوع خاصة لكونه المسؤول المباشر عن عملية الموساد. وبذلك حاولنا أن نحدد لأنفسنا مقاييس عمل غير منحازة بقدر الإمكان، بموجبها نستطيع أن نحلل الإجراءات التي اتخذها، حين درس وصادق على خطط إغتيال خالد مشعل. ركوسيلة مساعدة حاولنا مقارنة طريقة معالجة رئيس الحكومة الحالي مع الطرق التي استخدمت في حالات مماثلة من قبل رؤساء حكومات سابقة.
وبعد إجراء طريقة معالجة رئيس الحكومة مع المقاييس التي وضعناها لأنفسنا توصلنا إلى استنتاج بأن رئيس الحكومة عالج هذه الحالة بصورة معقولة. لقد درس وفكر بالخطط التي عرضت أمامه من كل زاوية نتوقعها. ومن خلال محاضر الجلسات في مكتب رئيس الحكومة توصلنا إلى قناعة بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إهتم بتفاصيل الخطط بالقدر الذي نتوقعه من أي رئيس حكومة. لقد إقتنعنا أن رئيس الحكومة كرر وطلب أن يتم تنسيق العملية مع كل رؤساء أجهزة الإستخبارات بحيث يعلم الجميع بها واتضح لنا أنه في مكتب رئيس الحكومة جرت عدة نقاشات إلى أن تمت المصادقة على العملية وتنفيذها.
لقد سألنا أنفسنا ما إذا كان أداء رئيس الحكومة في موضوع العملية ضد مشعل يختلف عن رؤساء حكومة سابقين في ظروف مشابهة. ومن أجل ذلك طالعنا محاضر مصادقة على عمليات مشاهة في الماضي وكذلك سمعنا إفادات رؤساء حكومة سابقين. وتوصلنا إلى استنتاج بأن رئيس الحكومة تصرف في هذه الحالة بطريقة لم تتجاوز الأعراف المألوفة في حالات مماثلة في السابق.
لقد درست اللجنة ايضا سؤالا بشأن ما إذا كان رئيس الحكومة قد مارس ضغطا غير معقول من أجل تنفيذ العملية (بسرعة وبأي ثمن) من أجل أن يكون ردة فورية لأعمال الإرهاب في سوق محنية يهودا وشارع بن يهودا في القدس. لقد توصلنا إلى استنتاج بأنه لم يمارس أي ضغط غير معقول من جانب رئيس الحكومة في هذا المجال.
لذلك، لم نجد أي دليل بوجود خلل في تصرف رئيس الحكومة کمسؤول عن نشاطات الشاباك. واللجنة المتر من الصواب الدخول في مسألة المسؤولية الإدارية لرئيس الحكومة لهذا الفشل. لقد سبقتنا في هذا الموضوع لجان تحقيق قررت أن موضوع المسؤولية لا يقع ضمن اختصاص لجنة تحقيق أو لجنة تقصي حقائق، بل يقع في مجال علاقة الناخب مع ممثليه ولا يعني قولنا هذا أن ثمة خلل ما في الزاوية السياسية في تصرف رئيس الحكومة. |
رئيس الموساد: لقد تم تعيين داني ياتوم في منصب قائد الموساد قبل نحو سنة ونصف وكان آخر منصب له قبل تعيينه هو السكرتير العسكري لرئيس الحكومة برتبة لواء في الجيش ( ... ) وبظهوره أمام اللجنة تطرق داي باتوم إلى مسألة مدى التزام رئيس الموساد للإطلاع على تفاصيل خطط أحداث الموساد أثناء المصادقة على تنفيذه. لم نشا أن نرد على هذه المسألة بصورة عامة، ولكن ليس لدينا أدين شك في حقيقة أنه قبل المصادقة على خطة عمل من هذا النوع يجب على رئيس الموساد، تفحص تفاصيلها
وجدنا أن المستويات الكبيرة التي كانت شريكة في المصادقة على الخطط وطرح الموضوع، مصادقة رئيس الحكومة كانت من بين العوامل الأساسية لفشل العملية وأشارت اللجنة إلى سلسلة من الأخطاء والخلل في الرأي الأساسي الذي تبلور في الموساد، والذي يقضي أن العملية كانت ستتم بصورة هادئة.
هذه الأخطاء والخلل وجدت في عملية التخطيط في مبنى الخطط والمواد المستخدمة لتنفيذها.
نعتقد أن رئيس الموساد أخطا في طريقة معالجته للعملية والمصادقة عليها، لم يكن من الصواب التعامل مع هذه العملية كعملية هادئة دون اتخاذ مسائل مناسبة في حالة تحول العملية إلى (عملية مثيرة للضجة).
تعتقد اللجنة أن رئيس الموساد كان يمتلك الوقت الكافي لإنشاء نقاش آخر أكثر تنظيما مع رؤساء أجهزة المخابرات قبل التنفيذ. من المعروف أن هذا كان يجب أن يتم. مع ذلك إعتقدت اللجنة أن قادة أجهزة المخابرات علموا من قبل رئيس الموساد بشأن إمكانية تنفيذ العملية ضد مشعل
رئيس الموساد هو رجل ضليع وخبير في مجال العمليات الميدانية العسكرية، ويمكن أن نتوقع منه قبل المصادقة على الخطط أن يقف على الأخطاء الكثيرة التي تكشفت لنا أثناء فحصنا، وأن يعمل على تعديلها وأن لا يصادق على خطة ناقصة وخطط معطوبة. لذلك كان من الأجدر لرئيس الموساد أن يوضح لرئيس الحكومة بصورة أكثر تفصيلا الآثار التي كانت مرتبطة بتنفيذ الخطة في المجال التنفيذي والسياسي.
ومن الجدير بالإشارة إلى أن جزءا لا بأس به من نظرية القتال التي استخدمت في الخطة كانت من ثمار آراء وطرق عمل تطورت وتحددت في الموساد خلال سنتين، ورئيس الموساد واصل طرق التخطيط والتنفيذ التي تبلورت في الموساد قبل وقت.
إجمالي موقف أغلبية أعضاء اللجنة:
أعتقد أنه بحكم دورنا في لجنة تقصي الحقائق، درسنا بدقة كل ما كلفنا به بشأن داني ياتوم، رئيس الموساد، وأشرنا إلى القضايا التي نعتقد أنه أخطأ فيها وعددنا أسباب هذه الخطة لم نجد من المناسب التقدم أعتقد أنه بحكم دورنا في لجنة تقصي الحقائق، درسنا بدقة كل ما كلفنا به بشأن داني ياتوم، رئيس الموساد، وأشرنا إلى القضايا التي نعتقد أنه أخطأ فيها وعددنا أسباب هذه الخطة لم نجد من المناسب التقدم بتوصية أمام الحكومة في المجال الشخصي لكوننا نعتقد أنه يجب ترك هذا الموضوع لقرار الحكومة لكي تستطيع التعامل معه بعد أن تدرس الحقائق والتوصيات الواردة في التقرير. موقف الأقلية رافي بيلد:
حين تم استخلاص النتائج التي توصلت اليها اللجنة إستنادا إلى المادة التي اطلعت عليها في كل ما يتعلق بدور ومدى مسؤولية رئيس الموساد بفشل العملية في الأردن، فإنه من الصحيح أن نمتنع عن تقديم توصيات شخصية. والأكثر من ذلك حسب رأيي، فإن ذلك من واجب اللجنة. وعلى ضوء ما جاء أوصي بأن لا يواصل داي ياتوم أداء منصبه كرئيس للموساد.
وبالفعل، لم يواصل باتوم اداء منصبه فقدم إستقالته بعد ذلك رعين بدلا منه افرايم هاليفي. لكن ايهود باراك، خليفة نتنياهو، أعاد لياتوم هيبته وعينه على رأس لجنة متابعة عملية السلام مع الأردن (فضلا عن كونه مستشار باراك الرئيسي للشؤون الأمنية التي تضم ايضا المديرين العامين برئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية (6).
هوامش/ فضيحة محاولة
إغتيال خالد مشعل
(1) غوردون طوماس " إنحطاط الموساد ". ترجمة محمد معتوق. دار بيسان. بيروت. الطبعة الأولى. نيسان 2000. ص 300. (2) المرجع السابق نفسه. ص. 357. (3) المرجع السابق صفحة 364."والسفير " الجمعة 29 تموز 2002. ص 19 (4) راجع کتاب: مروان توفيق النمر وربيع سلمان رشيد " الموساد والإخفاقات الأخيرة". دار الفارابي. بيروت 1998. ص 129_130. (5) أنظر كتاب: قصي عدنان عباسي " المخابرات الإسرائيلية/ أسرار وحقائق" منشورات دار علاء الدين. الطبعة الأولى 2002. ص 209
217
(6) راجع جريدة "السفير" الجمعة في 20 آب 1999. ص 18.









مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى

تاريخ النشر:2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید