المنشورات
عملية إستدراج العقيد الإسرائيلي ألخنان تأنينجوم إلى لبنان وأسره
في السابع عشر من شهر تشرين الأول سنة 2000، فوجي العالم بما أعلنه الأمين العام لحزب الله" السيد حسن نصر الله، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في بيروت في 16 تشرين الأول 2000. لكن الإسرائيليين ذهلوا - ولم يفاجأوا فقط _ هذا الإعلان الذي قضى بأسر العقيد الإسرائيلي في الموساد الخنان تانينبوم بعد إستدراجه من بروکسل الى لبنان.
عندما كان صاحب الحدث هو الوثيقة الناطقة هذا الصدد، فإن السيد حسن نصر الله يعتبر أهم وثيقة في هذا الموضوع، كما يعتبر أهم "مصدر ثقة " في هذه المسألة. وقد أثبتت التجربة على أرض الواقع العملي في لبنان، ضد الإحتلال الصهيوني، مصداقيته التي لا يشوبها أي غبار. على هذا الأساس، فقد كشف الأمين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصر الله أن جهاز أمن "المقاومة الإسلامية " نتمكن من إستدراج الضابط الإسرائيلي الأسير من بروکسل إلى بيروت بجواز سفر أجنبي تبين أنه مزور. وقال أن هذا الضابط كان يحاول التقرب من أحد
كوادر "حزب الله" الذي هو مقرب من شخصية سياسية في الحزب، وكان يتستر بغطاء جهاز إستخباراي أجنبي. وعندما وصل الى لبنان تم التأكد من هويته العسكرية وتم أسره، لأن ذلك حق شرعي و قانوني للمقاومة. وأوضح السيد نصر الله أن هذا الضابط هو برتبة عقيد وإسمه " ألخنان تائينبوم " وكان يعمل على إختراق المقاومة والقيام بمهمة تجسسية في إتجاه الحزب، وشدد على أن المقاومة لا تزال في حالة حرب مع العدو ومن حقها إحتجاز أي جندي يدخل إلى الأراضي اللبنانية، ونفى علاقة إيران وسوريا بما جرى معتبرا أن ذلك يصب في إطار محاولات الضغوط الجارية على بيروت ودمشق وطهران. هذا، وتوضيح للصورة على حقيقتها، وإجلاء للحقيقة، فقد عقد السيد حسن نصر الله، مؤتمر صحافية في قاعة الزهراء في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك بحضور حشد إعلامي واستهله بالتوضيح أن هدف اللقاء "هو تقديم المعلومات الممكنة والمناسبة حول عملية أسر الضابط الإسرائيلي، وخصوصا بعد أن أخذ الموضوع مداه الكافي إعلامية ".
وبالنظر إلى أهمية الحدث وخطورته، فإننا نجد لزاما علينا أن ننقل بأمانة ما جاء في هذا المؤتمر الصحافي، تبيانا للحقيقة والواقع وتعميم للفائدة.
إفتتح السيد حسن نصر الله مؤتمره الصحافي بالقول:
لقد بدأت العملية منذ مدة من الزمن حين بادرت جهة أجنبية مخابراتية عبر وسيط بالإتصال بأحد كوادر "حزب الله" المقربين من شخصية أساسية في الحزب، ولطالما حصل هذا الأمر سابقا، وهذه ليست هي المرة الأولى التي تتصل جهة مخابراتية بغطاء أجنبي بلبنانيين من أجل تجنيدهم في عمل إستخباري، ثم يتبين لاحقا أن هذه الجهة المخابراتية هي إسرائيلية تتغطى وتتستر بعنوان أجنبي. إثر ذلك بادر هذا الأخ الكادر المسؤول إلى تبليغ جهاز أمن المقاومة بما حصل معه. عكف الجهاز الأمني للمقاومة على رسم خطة للتعاطي مع الموضوع الكشف الجهة، من هي هذه الجهة والعمل على إستدراجها. وبعد فترة من المتابعة بات لدى الجهاز الأمني للمقاومة شكوك حول حقيقة تلك الجهة، وبسبب طبيعة الأسئلة والمعلومات المطلوبة ساد الإعتقاد بأنها إسرائيلية. من أجل توثيق العلاقة ما بين الأخ المسؤول في "حزب الله " والوسيط مع تلك الجهة، تم تزويد تلك الجهة المخابراتية الأجنبية معلومات مهمة، لكنها لا تضر المقاومة. إثر ذلك سعت تلك الجهة المخابراتية للقاء الأخ المسؤول في "حزب الله" مباشرة، ولكن خارج لبنان وفي بلد أوروبي قريب. هذا الطلب قوبل بالرفض، رفضنا أن يذهب هذا الأخ الكادر للقاء هذه الجهة خارج لبنان. وهدد الأخ المسؤول بقطع العلاقة مع الوسيط ما لم تكن علاقته مباشرة مع الجهة الأجنبية. أي طلب أن يتجاوز الوسيط وأن يصبح اللقاء مباشرة بين الأخ المسؤول في "حزب الله" وبين مندوب هذه الجهة الأجنبية، وفي الوقت نفسه تم تزويدها بمعلومات أمنية إضافية ومهمة. بعد عدة محاولات، وبين أخذ ورة تم إقناع مندوب الجهة الأجنبية بالمجيء إلى لبنان، على أساس أنه ليس إسرائيلية ولا توجد لديه أي مشكلة بالمجيء إلى لبنان، ويلتقي مع الأخ المسؤول في "حزب الله" مباشرة. وبالفعل جاء هذا المندوب إلى لبنان قادما من بروكسل، ودخل إلى لبنان بشكل قانوني وهو يحمل جواز سفر أجنبية تبين لاحقا وبحسب إعترافاته أن هذا الجواز مزور. بعد سلسلة من الإجراءات تأكدنا مما كنا مقتنعين به، من أنه ضابط برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، يعمل مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" فتم أسره واحتجازه في لبنان - إسمه ألحنان تانينيوم، وكان سابقا قائد اللواء مدفعية ميدان، شارك في الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وفي قصف بيروت وضواحيها، وهو يقيم مع عائلته في تل أبيب وليس في أوروبا ". أضاف:" المسألة ليست مسألة خطف، لا من بلد أوروبي ولا من أي بلد في العالم. هناك ضابط برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي يعمل مع "الموساد" منذ مدة زمنية طويلة، يعمل على إختراق حزب الله على مستوى عال، تمت متابعته أمنية، وبخطة هادئة تم إستدراجه إلى لبنان وجاء بقدميه إلى لبنان. وعندما يصبح في لبنان هنا على أرضنا ضابط في الجيش الإسرائيلي ونتأكد من ذلك فمن حق المقاومة الشرعي والقانوني أن تأسره وتحتجزه.
وأوضح للصحافيين أن التفاصيل التي عرضها هي الحد الأقصى "الذي يمكن أن نقدمه لكم ". وردا على سؤال عن الإرباك الإسرائيلي قال " إن هذا الإرباك طبيعي لأن أهمية الموضوع أننا نحن لم نعلن عن إسم العقيد. يمكن أن يعلنوا أن هناك عقيدة مفقودة إسمه ألحنان تانينيوم ثم يتبين أن العقيد الذي لدينا غير هذا العقيد، فيصبح هناك فضيحة في الكيان الإسرائيلي. لذلك صار عندهم تشويش، من هو بالضبط العقيد الذي يتحدث عنه "حزب الله" ومن الطبيعي أن يكون هناك إرباك من هذا النوع لمدة 12 ? 14 ساعة ". وأوضح ردا على سؤال "نحن من خلال أسر هذا الضابط الإسرائيلي، هدفنا العمل على إطلاق سراح الأسرى والسجناء المعتقلين في السجون الإسرائيلية. لكن مع هذا الضابط يصبح لدينا 3+1، من أجل التبادل والعمل على إطلاق سراح السجناء والمعتقلين، ماذا نريد بالضبط، هذا ما نتحدث عنه في قنوات التفاوض وليس في وسائل الإعلام ". وأجاب ردا على سؤال " إن من السابق لأوانه أن نكشف عن وثائق وهذا يأتي في وقته المناسب. ونحن لسنا مستعجلين في طرح هذه الأمور ".
أما عن إقام إيران في العملية فقال:" الإسرائيليون يفترضون فرضية. الإسرائيليون مخطئون بالنسبة للمكان، وهم يقولون أنه خطف في سويسرا، وهو لم يفقد في سويسرا، هو دخل الى بلجيكا بجواز سفر إسرائيلي، وخرج منها بجواز سفر أجنبي، وثبت في ما بعد أنه مزور، وجاء الى لبنان. والموضوع ليس بحاجة الى طائرة إيرانية كما يقول الإسرائيليون ولا الى حقيبة دبلوماسية. هذه مجرد إقامات .. على كل
حال الإسرائيليون يستطيعون قول ما يشاؤون، ولكنهم لا يستطيعون أن يقدموا أي دليل على إقاماتهم وإدعاءاتهم. أما القول بأنه رجل أعمال، فهذا يعزز قناعتنا بأنه يعمل مع "الموساد الإسرائيلي لأن أجهزة المخابرات، كلنا يعرف أنها تحتاج الى سواتر والى غطاء في سفرها وذهاها. وهذا يعزز القناعة، ويساعد في أدلتنا على أن الرجل يعمل في المجال الأمني ".
وأشار الى أن أي إقام الإيران "لا يستند الى معطيات أو معلومات"، وهم بفترضون أن عملية الخطف حصلت في سويسرا، ومن ثم تم نقله مخطوفا - كما قال الإسرائيليون - بطائرة إيرانية إلى بيروت. هذا خرافة وأساطير، وأجهزة الإستخبارات ستحاول أن "تركب" قصصا بوليسية. أنا قلت بشكل واضح، هو جاء إلى لبنان ليس بعنوان إسرائيلي وإنما بعنوان أجنبي، وأنه يعمل مع جهاز مخابرات أجنبي، ونتيجة ثقته بالوسيط وبالكادر من حزب الله الذي قدم له كل هذه المعلومات المهمة على مر الزمن، هذه هي حقيقته. أي إقامات أو روايات أخرى يمكن إعتبارها غير صحيحة ". وعن إمام سوريا أجاب "هذا طبيعي، فمنذ أن بدأت المقاومة في لبنان في مواجهة قوات الإحتلال الإسرائيلي، حكومة العدو دائما تحمل حكومة سوريا مسؤولية كل ما يحصل. اللبنانيون يقاتلون دفاعا عن أرضهم لتحرير أرضهم واستعادة معتقليهم وأسراهم في مواجهة قوات الإحتلال، وحكومة الإحتلال تحاول أن ترمي المسؤولية على سوريا أو إيران أو الحكومة اللبنانية في إطار عملية ضغط باتت لا تجدي نفعا". وعن قنوات الإتصال بالنسبة للتفاوض حول التبادل قال " إن القناتين الفعليتين هما قناة الأمين العام للأمم المتحدة، والقناة الروسية، هناك قنوات أخرى ما زالت في طور الاتصال. ولكن أحب في هذه المناسبة أن أوجه عبر الصحافة خطابا إلى أمهات الجنود الثلاثة وأقول لهن: أن حکومتكن لم تعمل حتى الآن بشكل جدي من أجل إستعادة أولادكن، ولا حتى من أجل كشف مصيرهم. ما زالت تلعب وتراهن على ضغوط دولية وسياسية على "حزب الله"، لظنها أنه يمكن الوصول إلى نتيجة يقول فيها "حزب الله " شيئا عن مصير الجنود بدون مقابل، أنا أقول الحكومة العدو وأيضا لأمهات الجنود وعوائل الجنود، إن هذا الرهان خاسر ومضيعة للوقت، نحن حاضرون لأن نبقى سنة وخمس سنوات وعشر سنوات وعشرين سنة، ولكننا لسنا حاضرين لأن نقدم أية معلومات عن مصير الجنود دون مقابل، والمقابل يتعلق بسجناء أحياء وليس بأجساد شهداء، وأجساد الشهداء قطعة ستكون جزءا من أي صفقة، ولكن نحن نريد مقابل المعلومات سجناء بمعزل عن العدد، حكومة العدو ما زالت تضيع الوقت، وتراهن على رهانات خاسرة، وأنا بكل وضوح أقول للقنوات التي اتصلت بنا حتى الآن، والآن أقول بشكل علني وقلتها منذ اليوم الأول: لن يقدم "حزب الله" أية معلومات
لأية جهة أيا تكن هذه الجهة - صديقة، محبة، عزيزة - عن مصير الجنود الثلاثة بدون مقابل من سجناء أحياء ".
وأوضح السيد حسن نصر الله أن "حزب الله " لم يتحدث عن سجناء لبنانيين، نحن قلنا إننا معنيون ونعتبر أنفسنا مسؤولين بكل المقاييس والمعايير عن كل أسير وسجين ومعتقل في السجون الإسرائيلية سواء كان لبنانية أو غير لبناني، لكن التفاصيل نتركها للتفاوض " وردا على سؤال عما إذا كان الإعلان شكل مفاجأة لرئيس الحكومة سليم الحص في مؤتمر الكارلتون قال نصر الله: " صحيح، كان الأمر مفاجئة، ليس لرئيس الحكومة فقط، وحتى للكثير من إخواننا في "حزب الله"، لأنه قبل دخولي بقليل إلى قاعة المؤتمرات لم يكن الخير في نص الكلمة، أبلغني الأخوة المعنيون بأنه تم التثبت والتيقن بأن هذا الرجل هو عقيد في الجيش الإسرائيلي، وبأنه إعترف بذلك، والأمور أصبحت بينة وواضحة، ويمكنك أن تتحدث عن الأمر .. لذلك في بداية المؤتمر وهناك شخصيات من كل العالم العربي الإسلامي و فضائي، وجدت من المصلحة والمناسب في هذا التوقيت أن أعلن مباشرة عن الأمر فلم أكن أتعمد مفاجأة أحد، الأمور صارت هذا الشكل الطبيعي. أما في ما يتعلق بردات الفعل المحتملة، فعندما أسرنا الجنود الثلاثة، نقلت رسائل بأنه إن لم يتم إطلاق سراحهم خلال أربع ساعات أو خمس ساعات فسوف يقوم العدو الإسرائيلي بشن هجوم واسع على لبنان، وقيل أنه سوف يقصف بيروت، نحن عندما أقدمنا على عملية الأسر، كنا جاهزين لكل الإحتمالات، ولم نكن لنفاجأ بأي ردة فعل
لأننا كنا جاهزين لمواجهة أي رد فعل، وعندما أقدمنا على ذلك كنا نفعله بشكل راع وعاقل. نحن وجدنا سرة وعلنا أن هذا الأمر غير وارد، نحن لن نتخلى عن الجنود الثلاثة ولنا هدف إنساني من أسر هؤلاء الجنود، وحاضرون لأن نتحمل كل التبعات، ولبنان الرسمي قال ذلك، وهذا أمر منطقي وطبيعي، وأي إعتداء على لبنان سيرد عليه بقسوة، ولن يكون بدون ثمن، والإسرائيليون يعرفون ذلك وقد تأكدوا من ذلك في يوم أسر الجنود الثلاثة ". وردا على سؤال قال:" الإعلان قبل قمة شرم الشيخ، مفيد، لا توجد مشكلة، من أهداف المسارعة على الإعلان تقديم دعم معنوي للإنتفاضة داخل فلسطين، إرباك الإسرائيلي، المزيد من إعطاء الإطمئنان للأسرى والمعتقلين في السجون. أما في شرم الشيخ فيعنيهم أو لا يعنيهم، بالتأكيد الأمور تترابط مع بعضها من حيث النتائج ". وردا على سؤال عن طبيعة العملية وإذا كان الضابط مطروحة للتبادل والاتصالات التي جرت لهذه الغاية، أجاب: أو طبيعة المهمة أمنية ولا أستطيع أن أكشف عن أي تفاصيل أكثر من ذلك. ثانيا، الضابط مثل الأسرى الثلاثة مطروح للتبادل وأيضا الهدف هو هدف إنساني من أجل إطلاق سراح السجناء والأسرى والمعتقلين والرهائن في السجون الإسرائيلية، وقد حصلت بالأمس (أمس الأول عدة إتصالات حول هذا الأمر من جهات تقوم بالتوسط ونحن أبلغناهم بأن الضابط هو أيضا ضمن عملية التبادل. وعن دور "حزب الله في المستقبل وعلاقته بالإنتفاضة قال نصر الله: "حزب الله" سيستمر بمقاومة الإحتلال والمشروع الصهيوني والهيمنة على لبنان والمنطقة. قلنا منذ بداية الإنتصار أن هناك أرضا لبنانية ما زالت تحت الإحتلال وهناك أسرى لبنانيون ما زالوا في السجون وأيضا إن لبنان مهدد في كل يوم. منذ أيام ذهب بعض المتظاهرين الفلسطينيين الى الحدود عزة ورموا بعض الحجارة فصدرت قديدات إسرائيل إلى لبنان بأن إسرائيل ستعاقب لبنان لأنه سمح للمتظاهرين بأن يذهبوا إلى الحدود. إذا لبنان في دائرة التهديد الإسرائيلي، وهذا يستلزم أن تبقى المقاومة على جهوزيتها الدائمة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي. بالنسبة للانتفاضة نحن نرى من واجبنا أن نقدم أي شكل من أشكال الدعم، هذا واجبنا الذي نحاول أن نقوم به ما استطعنا الى ذلك سبيلا. وعما إذا كان "حزب الله" قد تلقى مساعدة من أحد أو يتحمل وحده مسؤولية العملية قال نصر الله:" لم يكن هناك أحد على علم بما جرى، لا أية جهة أقليمية ولا أي صديق ولا أي حبيب، حتى في "حزب الله". لقد قلت منذ قليل أن هناك مجموعة صغيرة جدا كانت على إطلاع على هذا الأمر. وأنا هنا أعلن نحن وحدنا، وبالفم الملآن نتحمل مسؤولية إحتجاز وأسر العقيد في الجيش الإسرائيلي، وحاضرون لأن نتحمل كل تبعات هذه المسؤولية". وردا على سؤال عن رون أراد وآخر عن معلومات تحدثت عن أن الأسرى الثلاثة أصبحوا في إيران أجاب السيد نصر الله: أما رون أراد، فقد قلت في الماضي أن الرجل ضائع، ولا ندري إذا كان هرب أو مات أو ما زال حيا أو إن كان محتجزا عند أحد، حقيقة نحن لا نعلم، ولو
كانت لدينا أية معلومات، أو كان في حوزتنا لكنا تمكنا من حل الكثير من المشاكل. نحن لا نريد أن نحتجز أحدا لمجرد الإحتجاز، نحن عندما يكون لدينا أي أسير، أو أي معلومات يمكن أن نوظفها لإطلاق سراح سجناء في سجون العدو نسارع إلى ذلك، رون أراد ليس لدينا أية معلومات عنه، وحتى لو جاءت القنوات لتسأل، كانت هناك مساع قديمة ونحن قلنا كل ما عندنا حول هذا الموضوع.
أضاف:" أما مسألة أن الجنود الثلاثة أصبحوا في إيران، فهذا مزاح، نحن لا ينقصنا شيئ حتى نحتفظ بهم ونحن الأقدر على الإحتفاظ هم، هذه سياسة، هذه ليست معلومات. يجب أن يصدقوا أن هناك مقاومة لبنانية قادرة على أن تفعل وتنجز ما تشاء وتتحمل مسؤولية كل ما تفعل ". وحدد ثلاثة عناوين لعملية التبادل: "عنوان سجناء أحياء معروفون وموجودون في السجون. القسم الثاني هو أجساد الشهداء التي ما زالت محتجزة. الأمر الثالث هو کشف مصير المفقودين، خصوصا أولئك الذين شاركوا في عمليات ضد الإحتلال ولم يعرف مصيرهم أو أولئك الذين فقدوا عام 1982 خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان". وردا على أسئلة عن وساطات ألمانية وفرنسية وعن إقام العدو بأن العملية قد تمت في الخارج وقديداته بمعركة في الساحات الخارجية قال: " بالنسبة للوساطة الألمانية، لم يتصلوا حتى الآن، وأعتقد أنهم ينتظرون طلبا إسرائيلية. بالنسبة للفرنسيين لا أستطيع أن أقول أنه حصل عرض وساطة حتى الآن بشكل جدي ومباشر، ولكن قد يكون الفرنسيون في أجواء جس نبض الأطراف حول هذا الموضوع. أما بالنسة للخارج نحن ليس لدينا أي تنظيم أو تشكيلات في الخارج، ولكن أي إعتداء على أحد في الخارج هو إعتداء علينا ومن حقنا حينئذ أن ندافع عن أنفسنا. نحن لم نعمل شيئا في الخارج، نحن أقدمنا على أسر ضابط إسرائيلي دخل الى لبنان وعلى أرض لبنانية وفي مهمة أمنية تجسسية، وإذا أحب الإسرائيليون أن يفتحوا المعركة على مستوى العالم، فنحن جاهزون لأن نخوض معركة على هذا المستوى ".
وبالفعل، تعتبر هذه العملية من أنجح العمليات في تاريخ المخابرات والتجسس، كما تعتبر نصرة باهرة أحرزه جهاز أمن "حزب الله " ضد جهاز "الموساد " الذي يكثر من إدعاءاته بأنه جهاز "اسطوري" يصعب خرقه أو هزيمته أو التغلب على بعض أساليبه في عالم المخابرات وعالم الجاسوسية ... ولكن من الصعب عليه أن يقر بالهزيمة ويعترف بالإخفاق والفشل. ولعل الصحافة الإسرائيلية ذاها هي خير من يعبر عن هذا الفشل والإرباك. ففي مقال كتبته "رنده حيدر" في جريدة "النهار"، وفي ترجمتها لمقالات جريدة "هآرتس" وجريدة " جيروزاليم بوست " تحت عنوان " لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الإسرائيلية "، قالت ما
يلي:
تناقلت الصحف الإسرائيلية إعلان الأمين العام ل "حزب الله " السيد حسن نصر الله أن العقيد الإسرائيلي المحتجز لدى الحزب هو ضابط في جهاز "الموساد" حاول التسلل إلى الحزب بحثا عن أخبار عن الجنود الإسرائيليين الأسرى، وإن عملية إحتجازه تمت على الأراضي اللبنانية التي دخلها بجواز سفر مزور، ومن التعليقات اللافتة ما كتبته "هآرتس" أن التقديرات في إسرائيل تشير الى مشاركة عماد مغنية، الذي تصفه الصحيفة ب "وزير خارجية حزب الله " في عملية الأسر. ومغنية، بحسب الصحيفة، هو المسؤول عن العمليات الخارجية للحزب. وكان أيضا وراء تفجير سفارة إسرائيل في الأرجنتين، ومقر الجالية اليهودية هناك، عامي 1992 و 1999، وهو كذلك المسؤول عن تفجير قيادة الجيش الإسرائيلي في صور عام 1983، وتدمير السفارة الأميركية في بيروت ومقر الماريتر. وبالإستناد إلى الصحيفة إنتقل مغنية في غاية الثمانينات الى طهران خوفا على حياته. وكان يعمل فترات بتغطية إيرانية، وإيران هي التي زودت "حزب الله" معلومات عام 1984، ساعدته في أسر وليام باكلي رئيس مكتب المخابرات الأميركية في بيروت. وبغض النظر عما إذا كان مغنية متورطا في عملية الخطف أم لا، فإن إسمه يثير قلقا شديدة في إسرائيل. وقبل عام علم أن مغنية التقي مسؤولين كبارا في إيران، وبعد ذلك حذر باراك من إمكان حصول إعتداءات على أهداف إسرائيلية في الخارج. ولكن المعلومات الإضافية التي أعلنها نصر الله حول ظروف أسر العقيد الإسرائيلي لم تغير كثيرة في الرواية الإسرائيلية لملابسات الحادثة. فقد ذكرت "هآرتس" أن هناك أكثر من رواية واحدة في شأن إختفاء طينباوم منها أنه إختلف أخيرا مع أفراد عائلته وسافر إلى أوروبا. وفي رواية أخرى أنه سافر في رحلة عمل إلى أوروبا. وربما إلى سويسرا. وليس من الواضح ما إذا كان طينباوم غادر للقاء أشخاص كان يعرفهم، وإن هو فعل ذلك ليس من المستبعد أن يكون شركاؤه في العمل اختلفوا معه واحتجزوه، وفي ما بعد سلموه لقاء مبلغ إلى أطراف آخرين بينهم "حزب الله". من جهتها، نقلت "جيروزالم بوست" عن الإذاعة الإسرائيلية أن طيننباوم قد يكون متورطا في صفقات مع الفلسطينيين، وجرى إعتقاله من جهات موالية لإيران، وتم نقله الى "حزب الله" في لبنان. واللافت أنه حتى الآن ما زالت الأوساط الإسرائيلية الرسمية تنكر أن يكون الأسير الإسرائيلي معروف لدى أجهزة المخابرات أو الأجهزة الأمنية وما زالت تصر على أنه رجل أعمال مدني ولم يكن في أي مهمة أمنية. لكن دانيال سوبلمان وعاموس هرئيل كتبا في "هآرتس" إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن "حزب الله" سيحاول القيام باعتداءات جديدة - بينها عمليات خطف لجنود _ في منطقة مزارع شبعا في الأيام المقبلة. وفي الواقع ثمة حال من القلق والحذر الشديدين تسود خط الحدود مع إسرائيل وخصوصا أن جزءا من السياج الحدودي لم ينجز بعد. وأمس كتب شارون غيل في "هآرتس" أنه فور إعلان الأمين العام ل" حزب الله " أسر عقيد في الجيش الإسرائيلي وقع الضباط في القيادة الشمالية للجيش في حيرة وإرتباك، وجرت عملية تمشيط على طول السياج الحدودي بحثا عن أي إختراق قد يكون وراء عملية الخطف.
ولكن كان من الصعب التأكد من ذلك بدقة، لأن أجزاء من الحدود ما زالت من دون سياج، ولم يهدأ بال الضباط الا بعدما تأكدوا أن عملية الخطف لم تجر على الحدود.
وقال الكاتب، أنه بعد هسة أشهر من الإنسحاب من لبنان، ما زالت أجزاء كبيرة من الحدود مع لبنان من دون سياج رغم كل تحذيرات الجيش الإسرائيلي من عمليات التسلل والخطف. ومن المتوقع أن ينتهي العمل في السياج في تشرين الثاني المقبل بدلا من أيار وحزيران كما أعلن سابقا. واليوم فإن السياج الألكتروني يمتد على 15 في المئة من خط الحدود. أما في منطقة مزارع شبعا أو هار - دوف وهي المنطقة الساخنة " كما يسميها الإسرائيليون، فلم تتم إقامة السياج على طول يقدر با 20 كيلومترا. وسبق لعناصر " حزب الله" أن تسللوا من هذا المكان مرتين الى داخل إسرائيل من أجل جمع المعلومات. ورغم أن هذه المنطقة هي الأكثر توترة، فقد طلب الجيش من وزارة الدفاع وقف أعمال إقامة السياج هناك حتى الربيع المقبل. ولفت الكاتب إلى وجود منطقة أخرى غير مسيجة هي منطقة غجر، القرية العلوية القريبة من مرغليون ومزارع شبعا. فبعد الإتفاق على عدم تقاسم القرية بين إسرائيل ولبنان لأن الخط الأزرق يمر في وسطها، تخلى الجيش عن السياج الحدودي في تلك المنطقة وتقوم محطات مراقبة بضمان الحدود. وأثبتت حادثة خطف الجنود الإسرائيليين في مزارع شبعا عدم فاعلية آلات المراقبة. تقول الصحيفة أن كل ذلك يثير حالا كبيرة من الإحباط في القيادة الشمالية للجيش، فقد أثبت خطف الجنود الإسرائيليين الثلاثة في منطقة مزارع شبعا صحة توقعات اللواء غابي اشكنازي الذي كان من أشد المعارضين للإنسحاب من لبنان، وحذر من أخطاره. وبحسب الصحيفة، أن الوضع الذي كان سائدا على طول الحدود قبل عملية الأسر تغير بعدها، فاليوم يشدد قادة الجيش أمام جنودهم على ضرورة التزام أشد حالات اليقظة والحذر، وعلى الجنود عدم الوثوق بأي شيئ والشك في كل شيئ يتحرك أمام السياج الحدودي، وخصوصا في الأماكن التي ليس فيها سياج. وختمت الصحيفة أن رجال "حزب الله " يواصلون إختبار ردود فعل الجنود الإسرائيليين، ففي الأسبوع الماضي حاول أحدهم إستغلال ثغرة في السياج قرب "بوابة فاطمة " ليضع عبوة وهمية ويعود. ضابط إسرائيلي كبير في قيادة الشمال وصف الوضع ب " الصعب"، وفي رأيه أن الواقع الحالي يزيد الإحتكاكات ويضاعف الأخطار والحل الوحيد هو زيادة عدد الجنود ومضاعفة الوجود حيث لا سياج. من خلال ذلك، تبرز أهمية جهاز أمن "حزب الله " المضاد لجهاز الأمن الإسرائيلي (الموساد)، وهذا ما دفع الكاتب الصحافي "قاسم قصير" الى التطرق لهذا الموضوع قائلا بأن المعلومات التي كشف عنها الأمين العام
ل حزب الله " في مؤتمره الصحافي حول "عملية أسر الكولونيل الإسرائيلي الخنان تنيان بوم"، ألقت الضوء على جهاز الأمن المضاد " أحد أبرز الأجهزة الأمنية التابعة ل "المقاومة الإسلامية " والمعنية بمواجهة الاختراقات التي تحاول أجهزة الأمن الإسرائيلية القيام بها داخل الحزب والمقاومة. كما سلطت هذه العملية الضوء على القدرات المتميزة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية للحزب والتي استطاعت خلال الثماني عشرة سنة الماضية تحقيق العديد من الإنجازات في مواجهة المخابرات الإسرائيلية والأميركية والأجنبية. ويتميز "حزب الله " والأجهزة التنظيمية والأمنية والعسكرية التابعة له بالنظام الصارم والإلتزام الدقيق بالطاعة وسلوك التدين الرفيع الذي يفرض على أي عضو في الحزب مراجعة القيادة أو المسؤول عنه في أي عمل يريد القيام به، حتى ولو كان في إطار إهتماماته الخاصة. وكل هذه الميزات جعلت من الصعوبة بمكان للأجهزة الأمنية المعادية إختراق مؤسسات الحزب مهما بلغت الإغراءات المادية وغير المادية التي تقدم الأعضائه أو كوادره. وبالعودة إلى بداية عمل الأجهزة الأمنية ل "حزب الله" والتي نشأت بشكل مواز لعمل المقاومة الإسلامية، فإن أول وأضخم عملية قام بها الحزب كانت عبر کشف المجموعة التي نفذت عملية تفجير بئر العبد والذي إستهدف السيد محمد حسين فضل الله في العام 1985، وأدت إلى إستشهاد نحو ثمانين شخصا وجرح العشرات الآخرين ونجا فضل الله بأعجوبة. وقد نجح جهاز أمن حزب الله يومها بالقبض على المجموعة وتبين أفا تابعة للمخابرات الأميركية والإسرائيلية وقام أحد المسؤولين في المخابرات الأميركية بتأکيد معلومات حزب الله عن المجموعة ونشر ذلك في كتاب بعنوان "الحجاب". أما العمليات الأخرى التي نجح الحزب في إنجازها فتركزت على كشف مجموعات أمنية تعمل لمصلحة العدو الصهيوني ومنها: مجموعة عباس دباجة، المجموعة التي عمل فيها محمود جلول وكانت تعمل بغطاء جهاز مخابرات أوروبي، ومجموعة حسين عليان، بالإضافة إلى العديد من الأشخاص والمجموعات الصغيرة التي كانت تبحث عن معلومات عن المقاومة والحزب أو تنوي القيام بأعمال أمنية. كما نجحت المقاومة الإسلامية وعبر عملية إستدراج أمنية، في القضاء على الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي قدمت لتنفيذ عملية عسكرية في أنصارية. تضاف إلى ذلك قدرة جهاز أمن المقاومة الإسلامية على اختراق جيش العميل أنطوان لحد، وقد ساعدت عمليات الإختراق في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية والأمنية ضد قادة جيش الإحتلال وجيش لحد ومنهما عملية إغتيال عقل هاشم وايريز غيريشتاين. وما ساعد في نجاحات حزب الله العسكرية والأمنية، أنه منذ نحو السنة تم إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية وربطها مباشرة بالأمين العام للحزب، كما ساهمت التطورات الجنوبية منذ التحرير في 20 أيار الماضي، في إعطاء الحزب والمقاومة الإسلامية الفرصة لتطوير الكوادر الأمنية والعسكرية، وتم العمل هدوء لمواجهة إستحقاقات المرحلة الحالية في حين توقعت قيادة الأجهزة الإسرائيلية أن الحزب قد يمر بحالة إسترخاء بعد التحرير. ويستعين الحزب في كل أجهزته العسكرية والأمنية بمجموعة كبيرة من أصحاب الإختصاص في مختلف المجالات العلمية والتقنية ويستخدم أجهزة إتصال متقدمة.
المراجع
(1)
(2)
(4) (5)
و (6)
جريدة "السفير" العدد 8733 في 17 تشرين الأول 2000 ص. 4 جريدة "النهار" في 17 تشرين الأول 2000 ص.13 جريدة "المستقبل" في 17 تشرين الأول 2000 ص. 2 جريدة "هآرتس" الإسرائيلية في 16 تشرين الأول 2000| جريدة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في 16 تشرين الأول 2000 قصي عدنان عباسي " المخابرات الإسرائيلية أسرار وحقائق" دار علاء الدين. دمشق. الطبعة الأولى 2001 ص. 172
170 _
مصادر و المراجع :
١- موسوعة الامن
والاستخبارات في العالم
المؤلف: د. صالح
زهر الدين
الناشر: المركز
الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت
الطبعة: الاولى
تاريخ النشر:2002
م
2 أبريل 2024
تعليقات (0)