كان أحد مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وسكرتير مجلس الأمن القومي الأميركي سابقا. استقال في بداية عام 1982. وقد ثبت عليه أنه قبض ألف دولار من صحيفة يابانية لقاء تأمينه مقابلة بين المجلة والسيدة نانسي ريغان زوجة الرئيس في البيت الأبيض. وأخذ ثلاث ساعات يابانية من شركات مشهورة في اليابان.

استقال آلن، ووجد له ريغان وظيفة استشارية لا قيمة معنوية لها، لكن قيمتها المادية تساوي قيمة ما كان يتقاضاه خلال عمله كمستشار للأمن القومي، أي ستين ألف دولار في السنة، تطحن الضرائب معظمها.

وريتشارد آلن رجل عنده عائلة مؤلفة من صبيان وبنات. شبان وشابات. بعضهم في الجامعات، وعددهم كبير، وإعالتهم شاقة. فكان مما لا بد منه! العودة إلى أحضان اليابانيين! لكن هذه المرة بشكل رسمي وعلني .. فالعلنية في هذه الحالات أجزى، وأكثر نفعا مالية. ريتشارد آلن أصبح عنده "لوبي" ياباني (واللوبي هو تشکيل مجموعة ضغط تعمل لحساب دولة أجنبية أو مجموعة من الدول والشركات والمصالح الأجنبية، أو الشركات والمصالح الأميركية والداخلية، عمل مشروع بشرط أن تجري عملية تسجيل بسيطة في وزارة العدل الأميركية، هي بمثابة " علم وخبر " فقط). وقد تسجل آلن في وزارة العدل. ووضع في سجلاتها عقدة يقول أنه يتقاضي سنويا ثلاثمائة ألف دولار بصفته رئيس " لوبي " لمجموعة - کونسورتيوم - شركات يابانية، تضم ميتسوبيشي وبنك طوكيو. وتسعى هذه الشركات إلى الحصول على جزء مائي من حوض " أنتموس" في محيط قناة بناها. وهي منطقة تسيطر عليها الولايات المتحدة بموجب عقد قديم ينتهي في الحادي والثلاثين من ديسمبر كانون الأول) 1999.

ما إن سجل ريتشارد آلن "لوبي" حتى بدأ يتحرك على أعلى المستويات وبنشاط. ففي الشتاء الماضي (1983) وصلته مجموعة من رجال الأعمال اليابانيين إلى واشنطن. وقد رتب لها اجتماع مع وزير الخزانة الأميركي رونالد ريغان. وآخر مع مساعد وزير الخارجية توماس أندرز، واجتماعات أخرى عديدة مع مسؤولين كبار في مختلف دوائر الدولة المعنية بقناة بناما وبغيرها من " القنوات ".

هذه الاجتماعات أثارت الأسئلة إياها، فقد تعجب البعض وتساءل عن اللياقة والأحقية في أنشطة آلن. وكان السؤال الأهم يتعلق هل يجوز لمسؤول سابق مثل آلن أن يضع نفسه في خدمة دولة وشركات أجنبية وهو الذي كانت أبواب التقارير السرية، والعالية الأهمية، مفتوحة أمامه؟ كانت طريقه إلى هذه التقارير سالكة وآمنة. وهو يعرف نقاط ضعفها وقوتها. ألا يجوز أنه يستخدم الآن كل نقاط الضعف والثغرات في هذه التقارير، فيمكن الشركات اليابانية من النفاذ من خرم الإبرة، فإذا بها أمام جنات عدن وكنوز سليمان؟

ويرد آلن على الأسئلة: " ليست هذه مسائل تؤثر على الأمن الأميركي القومي. إنني متنبه جدا لكل مسألة تضر بالمصلحة القومية "! ويلاقي جواب آلن قبولا لدى الكثيرين في الولايات المتحدة، وخاصة في العاصمة واشنطن، وهي أشره مدينة سياسية عرفها تاريخ البشرية. فهناك مسؤولون كبار ورجال كونغرس حاليون وسابقون ووزراء جديدون وقدماء يؤيدون وجهة نظر آلن. فالقدماء يؤيدوها لأنهم يعملون في نفس القطاع، مجال " اللوبيات ". وجدد لأهم يحسبون حساب الغد وغدرات الزمن! كلهم سيصبحون في سنة واحدة! سلة مجموعات الضغط الفاعلة والمؤثرة على القرار المالي والتجاري والاقتصادي والسياسي والاستراتيجي.

مصادر و المراجع :

١- موسوعة الامن والاستخبارات في العالم

المؤلف: د. صالح زهر الدين

الناشر: المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتأليف والترجمة - بيروت

الطبعة: الاولى                      

تاريخ النشر:2002 م