المنشورات

يا حاديي بنت فضاض أما لكما ... حتى نكلمها هم بتعريج

"بنت فضاض": امرأة من بكر بن وائل. يريد: أمالكما هم بإقامة؟ فأقيما.
2 - خود كأن اهتزاز الرمح مشيتها ... لفاء ممكورة في غير تهبيج
"خود": حسنة الخلق. و"لفاء": ضخمة الفخذ.
و"ممكورة": حسنة طي الخلق. وقوله: "في غير تهبيج" يريد: في غير انتفاخ وورم.
3 - كأنها بكرة أدماء زينها ... عتق النجار وعيش غير تزليج
"النجار": الضرب والشكل، وهو خلقة الكرم، يقال: "هو على نجاره" أي: على قده وخلقته. 41 أ/ و"العتق": الكرم. وقوله: "غير تزليج": "التزليج": التجويز الذي لا يبالغ فيه، كالرجل "المزلج": الذي ليس بالكامل.
4 - في ربرب مخطف الأحشاء ملتبس ... منه بنا مرض الحور المباهيج
يريد: كأنها بكرة في "ربرب" يريد: في نساء كأنهن البقر.
و"الربرب": جميع البقر. و"مخطف الأحشاء" أي: ضامر البطن منضمه. و"ملتبس منه بنا"، يريد: من الربرب، أي: التبس منه بنا مرض، أي: اختلط وعلق فؤاده مرض الحور. و"المباهيج": التي إذا نظرت إليها رأيت لها بهجة، وواحد "المباهيج": مبهاج.
5 - كأن أعجازها والريط يعصبها ... بين البرين وأعناق العواهيج
قوله: "والربط يعصبها" أي: يلفها، أي: يلف الأعجاز، أي: تضم الريح إليها ثيابها فتلتف. و"البرين": الخلاخيل. و"العواهيج": الظباء الطوال الأعناق، فأراد أن الأعجاز بين الأعناق والخلاخيل.
6 - أنقاء سارية حلت عزاليها ... من آخر الليل، ريح غير حرجوج
يريد: كأن أعجازها أنقاء "سارية": وهي سحابة تمطر بالليل وتسري، "السرى": سير الليل. و"النقا": القطعة من الرمل المستطيلة المحدودبة، وكذلك "الكثيب". فشبه الأعجاز بالرمل وقد لبده المطر، والزم بعضه بعضاً. و"العزالي": أفواه السارية، فسال الماء. وهذا مثل. وقوله: "ريح غير حرجوج" يعني: غير شديدة، فهو أشد لمطرها.
41 ب 7 - تسقي إذا عجن من أجيادهن لنا ... عوج الأعنة أعناق العناجيج
قوله: "عجن" يريد: عطفن من أجيادهن، يريد: إذا عطفن من أعناقهن "عوج الأعنة"، أي: عطف الأعنة أعناق الخيل الطوال الأعناق، والواحد: "عنجوج".
8 - صوادي الهام والأحشاء خافقة ... تناول الهيم أرشاف الصهاريج
يريد: تسقي "صوادي الهام" أي: عطاشها. والعطش في "الهامة" أي: في الرأس. العرب تقول: "أعطش الله هامته، وروى الله هامته". و"الأحشاء خافقة" أي: تضطرب. وقوله: "تناول الهيم أرشاف الصهاريج": "الهيم": العطاش من الإبل و"الصهاريج": المصانع، فيريد: كما تناول الهيم أرشاف [الصهاريج، وهي مصانع الماء]، و"الرشف": الماء القليل.
9 - من كل أشنب مجرى كل منتكث ... يجري على واضح الأنياب مثلوج
يريد: تسقي صوادي الهام "من كل أشنب". و"الشنب": برد وعذوبة في الأسنان والفم، هذا قول الأصمعي، وقال غيره: "الشنب": تحديد الأسنان، والأول أجود. فيقول: تلثم فاها فتسقي هامنا من كل أشنب، كما كانت الإبل ترشف بمشافرها الماء القليل، وكذلك نحن نرشف فاها. وقوله: "مجرى كل منتكث" يريد: مجرى السواك، وذلك أن رأسه منتكث متشعث. و"يجري" يعني: السواك، يجري على ثغر "واضح": أبيض الأنياب "مثلوج": بارد. و"الصهاريج": مصانع الماء.
42 أ 10 - كأنه بعد ما تغضي العيون به ... على الرقاد سلاف غير ممزوج
يريد الريق، "بعد ما تغضي العيون به" أي: بالريق. "على الرقاد": على النوم. "سلاف": وهو ما سال من غير أن يعصر.
11 - ومهمه طامس الأعلام في صخب الـ ... ـأصداء مختلط بالترب ديجوج
"المهمه": الأرض البعيدة. وقوله: "طامس الأعلام"، أي: قد طمست أعلامه فلا ترى في ليل "صخب الأصداء" يريد: طمست أعلامه في ليل أصداؤه كثيرة الصوت. و"مختلط بالترب" يقول: هذا الليل ألقى أكنافه على التراب. و"ديجوج": أسود. و"الصدى": طائر.
12 - أمرقت من جوزه أعناق ناجية ... تنجو إذا قال حادينا لها: هيجي
"أمرقت" أي: أخرجت. "من جوزه" أي: من وسط هذا المهمه "أعناق ناجية" يريد: أعناق إبل ناجية تنجو وتمضي "إذا قال حادينا لها هيجي": وهو زجر.
13 - كأنه حين نرمي خلفهن به ... حادي ثمان من الحقب السماحيج
يريد: كان الحادي "حين نرمي خلفهن" أي: خلف الإبل، "به": بالحادي، وهو يطرد الإبل، حمار يطرد ثمانياً "من الحقب": والواحدة "حقباء" والذكر "أحقب": وهو الذي في موضع الحقيبة منه بياض. و"السماحيج": الطوال مع الأرض.
14 - وراكد الشمس أجاج نصبت له ... حواجب القوم بالمهرية العوج
42 ب/ قوله: "وراكد الشمس"، أي: لا تكاد شمسه تزول من طول ذلك اليوم. "نصبت له" أي: نصبت لذلك اليوم حواجب القوم، أي: استقبلته بحواجب القوم. و"المهرية": وهي الإبل. وأراد: رب يوم راكد شمسه فعلت فيه هذا وسرت فيه. و"العوج": التي ضمرت فاعوجت. و"أجاج"، أراد: أن اليوم له توهج. ويروى: "والمهرية".
15 - إذا تنازع جالا مجهل قذف ... أطراف مطرد بالحر منسوج
أراد: ورب يوم نصبت له حواجب القوم "إذا تنازع جالا مجهل". و"الجالان": جانبا بلد "مجهل". و"قذف": بعيد، فأراد أن الجالين تنازعا أطراف طريق "مطرد بالحر" أي: كأنه ماء يجيء ويذهب، يتبع بعضه بعضاً، يعني: السراب و"منسوج" يعني: السراب.
16 - تلوي الثنايا بأحقيها حواشيه ... لي الملاء بأبواب التفاريج
"الثنايا": الطرق في الجبال. يقول: فالثنايا تلوي حواشي السراب "بأحقيها": وهي جماعة حقو، فيقول: بلغ السراب أوساط الثنايا، و"حواشيه": أطرافه ونواحيه "كلي الملاء" أي: كما يلوى الملاء بالمصاريع، وقيل: الدرابزين، وما سمعت أن الملاء يلوى بمصاريع الأبواب.
17 - كأنه والرهاء المرت يركضه ... أعراف أزهر تحت الريح منتوج
"كأنه .. " يريد: كأن السراب. و"الرهاء": ما استوى من الأرض. فالرهاء "يركضه"، أي: ينزو بالسراب. و"المرت": الأرض التي لا نبت فيها، فشبه 43 أ/ السراب بأعراف "أزهر": وهو الماء الأبيض، يريد: ماء المطر. و"أعرافه": أعاليه، والماء تحت الريح. و"منتوج": حين خرج من السحاب. وبعضهم يروي: "أغراس أزهر"، وأباه الأصمعي. وأراد بـ "الغرس": جلده، إذا وضعت البقرة سقط منها جلدة فيها ماء كالقميص.
18 - يجري ويرتد أحياناً وتطرده ... نكباء ظمأى من القيظية الهوج
يقول: يجري السراب ويرتد أحياناً، تطرده "نكباء": ريح تجيء منحرفة، و"ظمأى": حارة عطشى ليست بلينة. و"هوج"، يركبن رؤوسهن، يعني: الرياح التي تهب في القيظ.
19 - في صحن يهماء يهتف السهام بها ... في قرقر بلعاب الشمس مضروج
"الصحن": الوسط. و"اليهماء": الفلاة العمياء. و"السهام": الريح الحارة، وهي السموم. "في قرقر": وهو ما استوى من الأرض. و"لعاب الشمس": كأنه شيء يسيل من شدة الحر. يقول: القرقر "مضروج" بلعاب الشمس، أي: ملطخ و"يهتف السهام" أي: يمر مراً خفيفاً.
20 - يغادر الأرحبي المحض أركبها ... كأن غاربه يافوخ مشجوج
"الأرحبي": بعير نمسوب إلى أرحب. و"المحض": الخالص. يقول: فالأركب يخلفون هذا البعير لأنه أعيا فسقط من طول هذه الأرض، "كأن غاربه يافوخ مشجوج": من الدم.
21 - رفيق أعين ذيال تشبهه ... فحل الهجان تنحى غير مخلوج
43 ب/ يقول: هذا الأرحبي رفيق "أعين": وهو ثور، أي: هو حسير كال فتخلف معه. وقوله: "تنحى غير مخلوج"، يقول:
هذا الهجان تنحى من عند نفسه من غير أن يعزل عن جفور. يقال: "جفر البعير يجفر جفوراً" و"فدر يفدر فدوراً": إذا ذهبت غلمته. و"الهجان": الفحل الأبيض الكريم. و"ذيال"، يعني الثور الطويل الذنب، فشبه الثور بفحل الهجان تنحى من غير جفور، فالثور منفرد متنح.
22 - ومنهل آجن الجمات مجتنب ... غلسته بالهبلات الهماليج
"منهل": موضع ماء. "آجن الجمات": متغير. و"الجمات": ما اجتمع من الماء، الواحد: جمة، وجم وجمام. و"غلسته بالهبلات": وهي الإبل العظام.
23 - ينفخن أشكل مخلوطاً تقمصه ... مناخر العجرفيات الملاجيج
يقول: الإبل ينفخن الزبد على أنوفهن مخلوطاً بدم، فلذلك قال: "أشكل" و"الشكلة": بياض تخلطه حمرة. و"تقمصه": تنزيه، يريد: تنزي ذلك الزبد مناخر "العجرفيات": اللواتي كالهوج فيهن وكالجفاء. و"ملاجيج": تلج.
24 - كأنما ضربت قدام أعينها ... عهناً بمستحصد الأوتار محلوج
"العهن": الصوف الأحمر، شبه الزبد والدم بقطن مخلوط بعهن، والدم من خشاشها، والزبد من فمها، فكأنه صوف خلط بقطن. وقوله: "بمستحصد"، يريد: بقطن مستحدص أوتاره، أي: شديد الفتل.
44 أ 25 - كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أنقاض الفراريج
يريد: كان أصوات أواخر الميس أنقاض. أي: صوت الفراريج، و"الإيغال": المضي والإبعاد. يقال: "أوغل في الأرض":إذا أبعد. و"الميس": الرحل، و"الميس": شجر تعمل منه الرحال.
26 - تشكو البرى وتجافى عن سفائفها ... تجافي البيض عن برد الدماليج
"البرى": الواحدة: "برة": وهي الحلقة تجعل في لحم أنف البعير وقوله: "وتجافى عن سفائفها" ويقول: ترفع صدورها وكراكرها لئلا توجعها آثار السفيف، كما تجافى البيض عن برد الدماليج، تنام على جنبها فتبرد فتجافى لذلك و"السفيف": حزام الرحل.
27 - إذا مطونا نسوع الميس مصعدة ... يسلكن أخرات أرباض المداريج
المعنى: تشكو البرى وتجافى عن سفائفها "إذا مطونا نسوع الميس" أي: إذا مددنا مصعدة، أي: إلى فوق. وذلك [أنهم] إذا أرادوا أن يشدوا التصدير والحقب مدوها إلى فوق، فتسلك الأرباض "الأخرات": وهي خروق العرى. و"الربض": الحقب. و"المداريج": الواحد "مدراج". يقال: "ناقة مدراج": وهي التي تدرج حتى يلحق الحقب بالتصدير من ضمر البطن.










مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید