المنشورات

خليلي عوجا من صدور الرواحل ... بجمهور حزوى فابكيا في المنازل

"عوجا": اعطفا من صدورها. و"الجمهور": ما اجتمع من الرمل وعظم.
2 - لعل انحدار الدمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفى نجي البلابل
"النجي" ما يتحدث به في نفسه. و"البلابل": أن تجد حساً في نفسك.
3 - وإن لم تكن إلا رسوماً محيلة ... ورمكاً على ورق مطايا مراجل
يريد: فابكيا في المنازل وإن لم تكن إلا رسوماً "محيلة": أتى عليها حول. 110 ب/ و"الرمك": الأثافي. على "ورق"، يريد: على رماد. وقوله: "مطايا مراجل"، يقول: الأثافي هي مطايا للمراجل، قد ركبتها المراجل.
4 - كأن قرا جرعائها رجعت به ... يهودية الأقلام وحي الرسائل
أي: أقلام من أقلام اليهود. وقوله: طقرا جرعائها"، أي: ظهر جرعائها. و"الجرعاء": من الرمل. و"الوحي": الكتاب.
5 - دعاني وما داعي الهوى من بلادها ... إذا ما نأت خرقاء عني بغافل
[يريد: وما داعي الهوى من بلادها عني بغافل إذا ما نأت خرقاء].
6 - لها الشوق بعد الشحط حتى كأنما ... علاني بحمى من ذوات الأفاكل
يريد: دعاني لها الشوق من بلادها، وما داعي الهوى عني بغافل إذا ما نأت خرقاء، يقول: هواها ليس عني بغافل، فهو أبداً يأخذني، يجرني. و"الأفكل": الرعدة. وقوله: "كأنما علاني بحمى"، يريد: الشوق.
7 - وما يوم خرقاء الذي فيه نلتقي ... بنحس على عيني ولا متطاول
قوله: "بنحس"، يقول: ليس هو بنحس حين أراه، هو يوم سرور، وليس هو بطويل، أي: هو قصير لسروره.
8 - وإني لأنحي الطرف من نحو غيرها ... حياء ولو طاوعته لم يعادل
"لأنحي الطرف"، يريد: لأحرفه إلى غيرها. "ولو طاوعته لم يعادل": كان 111 أ/ يمضي إليها، يعني: الطرف، أي: أحرفه عنه حياء من الناس.
9 - وإني لباقي الود مجذامة الهوى ... إذا الإلف أبدى صفحة غير طائل
قوله: "باقي الود"، يقول: إذا وددت فودي باق. و"مجذامة الهوى"، يقول: إذا الإلف أبدى ناحية غير طائل فأنا مجذامة الهوى، إذا ما آثرت أن أقطع قطعت. و"الطائل": شيء له مز وفضل. ويقال: "ما عنده طائل"، أي: خير.
10 - إذا قلت: ودع وصل خرقاء واجتنب ... زيارتها تخلق حبال الوسائل
يخاطب نفسه، يقول: إذا قلت: ودع ياذا الرمة وصل خرقاء "أبت ذكر". و"الوسيلة": القربة والمنزلة.
11 - أبت ذكر عودن أحشاء قلبه ... خفوقاً ورفضات الهوى في المفاصل
"ورفضاته": تفرقه وتفتحه في المفاصل.
12 - أما الدَّهْر من خرقاء إلا كما أرى ... حنين وتذراف الدموع الهوامل
يقال: "هملت الدموع"، إذا سالت.
13 - وفي كل عام رائع القلب روعة ... تشائي النوى بعد ائتلاف الجمائل
"التشائي": التفرق، يريد: في كل عام تصيبه روعة حين يرتحلون. وقوله: "بعد ائتلاف المائل"، أي: بعدما كنا نرعى بمكان واحد.
14 - إذا الصيف أجلى عن تشاء من النوى ... أملنا اجتماع الحي في صيف قابل
111 ب/ يقول: إذا جاء الصيف "فأجلى" عن تفرق، أي: ذهب كل إنسان إلى موضعه. و"التشائي": التفرق، وأملئنا أن نجتمع في قابل، وأصله: "أملنا" فخفف.
15 - أقول بذي الأرطى عشية أرشقت ... إلى الركب أعناق الظباء الخواذل
"أرشقت": مدت أعناقها تنظر، يريد: أرشقت "لأدمانة": لولدها. و"الخواذل": التي أقامت على ولدها وخذلت صواحبها.
16 - لأدمانة من وحش بين سويقة ... وبين الحبال العفر ذات السلاسل
"لأدمانة"، يعني: ولد الظبية. و"الحبال العفر": التي تضرب إلى الحمرة. و"ذات السلاسل" يريد: الرمل قد انعقد بعضه ببعض.
17 - أرى فيك من خرقاء يا ظبية اللوى ... مشابه، جنبت اعتلاق الحبائل
دعا لها أن لا تعلق في حبالة الصائد.
18 - فعيناك عيناها ولونك لونها ... وجيدك إلا أنها غير عاطل
أي: عليك حلي وليس على الظبية حلي.
19 - وأروع هيام السرى كل ليلة ... بذكر الغواني في الغناء المواصل
"أروع": بروعك ماله. و"هيام": يهيم بالليل، فلذاك قال: السرى يذهب عقله.
20 - إذا حالف الشرخين في الرب ليلة ... إلى الصب أضحى شخصه غير مائل
112 أ/ "حالف": لازم. و"الشرخان": - هاهنا- جانبا الرحل: قادمته وآخرته. قوله: "غير مائل": لا ينام.
21 - جعلت له من ذكر مي تعلة ... وخرقاء فوق الواسجات الهواطل
جعلت "تعلة"، أي: تعللا. و"الهواطل": السراع، كهطلان السماء في سيرها.
22 - إذا ما نعسنا نعسة قلت: غننا ... بخرقاء وارفع من صدور الرواحل
"وارفع من صدور الرواحل"، أي: حركها بالصوت حتى تحرك. و"غننا بخرقاء"، أي: قرب بخرقاء، أي: بذكرها.
23 - ونوم كحسو الطير قد بات صحبتي ... ينالونه فوق القلاص العياهل
ونوم "كحسو الطير"، أي: قليل. و"العياهل": الشداد.
24 - وأرمي بعيني النجوم كأنني ... على الرحل طاو من عتاق الأجادل
"طاو": صقر جائع. "من عتاق الأجادل"، يريد: الصقور. يقول: "أرمي بعيني النجوم" أي: لم تفتر عيني على السهر، ولم تضعف.
25 - وقد مالت الجوزاء حتى كأنها ... صوار تدلي من أميل مقابل
يقول: كأن الجوزاء حين مالت "صوار"، أي: جماعة بقر.
"من أميل": حبل من الرمل. و"مقابل": مستقبلك
26 - ومستخلفات من بلاد تنوفة ... لمصفرة الأشداق حمر الحواصل
112 ب/ "المستخلفات"، يعني: قطاً يحملن الماء في حواصلهن. و"المستخلف": المستي لأهله. "حمر الحواصل" يعني: فراخ القطا.
27 - صدرن بما أسأرت من ماء آجن ... صرى ليس من أعطانه غير حائل
"صدرن": ذهبن بما أبقيت من ماء "آجن": متغير. و"صرى": قد طال حبسه قوله: "ليس من اعطانه غير حائل"، يريد: ليس من أعطانه شيء إلا "حائل": قد تغير لونه، وابيض. و"العطن": الموضع الذي يبرك فيه البعير إذا شرب.
28 - سوى ما أصاب الذئب منه وسربة ... أطافت به من أمهات الجوازل
قوله: "سوى ما أصاب الذئب منه" استثناء من قوله "صدرن"، يعني: القطا، أي: شربن بما أبقيت من ماء آجن سوى ما أصاب الذئب منه، يريد إلا شيئاً أصابه الذئب لم يذهب كله. و"السربة": الجماعة من القطا والحمام. و"الجوازل": الفراخ.
29 - إلى مقعدات تطرح الريح بالضحى ... عليهن رفضاً من حصاد القلاقل
"إلى مقعدات"، يعني: فراخاً لم تنهض، ولم ينبت ريشهن. و"الرفض": ما تفرق من الحصاد مما يبس من "القلاقل": وهو نبت، والواحد: قلقل.
30 - ينؤن ولم يكسين إلا قنازعاً ... من الريش تنواء الفصال الهزائل
"ينؤن": ينهضن، يعني: الفراخ، "ولم يكسين إلا قنازعاً"، أي: بقايا ريش. 113 أ/ وقوله: "تنواء الفصال"، يريد: ينؤون تنواء، يريد: كتفعال الفصال. و"الهزائل"، الواحد "هزيل"، أي: مهزولة.
31 - كأنا على حقب خفاف إذا حدت ... سواديها بالواخطات الزواجل
"السوادي": الأيدي لأنها "تسدو": ترمي بها. و"الواخطات" - ها هنا-: الرجل. "يخط" و"يخد" واحد: وهو ضرب من السير، فالأرجل تزجل باليدي.
32 - سماحيج يحدوهن قلو مسحج ... بليتيه نهس من عضاض المساحل
"سماحيج"، أي: طوال، يعني: الأتن. و"يحدوهن": يسوقهن. "قلو" فحل خفيف. و"مسحج": مكدح معضض. و"المساحل"، الواحد "مسحل"، يعني: الفحل من الحمر، وذلك في نهيته يسحل، و"السحيل" في صوته: البحة والغلظ.
33 - رباع أقب البطن جأب مطرد ... بلحييه صك المغزيات الرواكل
"رباع": في سنه، يعني: الحمار. و"أقب البطن"، أي: ضامر. و"مطرد" تطرده الوحش. و"بلحييه صك المغزيات"، يريد: اللواتي تأخر نتاجها، يعني: المغزيات. يقال: "ناقة مغزية"، إذا تأخر نتاجها. و"الصك": كل ضرب شيء على شيء صلب. و"جأب": غليظ.
34 - نضا البرد عنه فهو ذو من جنونه ... أجاري تسهاك وصوت صلاصل
أي: هذا الحمار "نضا البرد عنه" فهو "ذو أجاري" من جنونه. و"الأجاري": ضرب من العدو. و"التسهاك": التسحاق، يقال: "سهك" و"سحق" في العدو، 113 ب/ إذا أسرع. و"صلاصل": له صلصلة كصلصلة الحديد. وأراد: "فهو ذو أجاري من جنونه" ففرق بين المضاف وما أضيف إليه.
35 - نهاوي السرى والبيد، والليل حالك ... بمقورة الألياط شم الكواهل
"نهاوي"، أي: نهوي في السرى. و"شم الكواهل":مرتفعة.
36 - مهاري طوت أمشاج حمل فبشرت ... بأملودة العسبان ميل الخصائل
"طوت أمشاج حمل"، أي: ضمته. و"الأمشاج": اختلاط ماء الفحل والأنثى. و"أملودة": لينة ناعمة العسبان. و"العسيب": عم الذنب. و"ميل الخصائل"، يريد: ذنبها "فبشرت به"، أي: شالت بذنبها. و"مسترسلات": قد ملن.
37 - يطرحن بالأولاد أو يلتزمنها ... على قحم بين الفلا والمناهل
"على قحم"، أي: تنقحم من مفازة إلى مفازة. وقوله: "أو يلتزمنها"، يريد: أو يلتزمن أولادهن فلا يلقينهن.
38 - إذا هن بعد الأين وقعن وقعة ... على الأرض لم يرضخنها بالكلاكل
"بعد الأين": بعد الإعياء. "وقعن وقعة لم يرضغنها بالكلاكل"، أي: يقعن وقعاً ليناً لا يرضخن الأرض بصدورهن، فيها بقية.
39 - أعاذل قد أكثرت من قيل قائل ... وعيب على ذي اللب لوم العواذل
114 أ/40 - أعاذل قد جربت في الدهر ما كفى ... ونظرت في أعقاب حق وباطل
يقول: في الدهر ما يكفيك إن عقلت. و"الأعقاب": مآخير الأمور، الواحد: عقب.
41 - فأيقن قلبي أنني تابع أبي ... وغائلتي غول القرون الأوائل
"وغائلتي"، يريد: ذاهبتي. "غول القرون"، يريد: ما اغتال القرون فأذهبهم وأماتهم واخترمهم.









مصادر و المراجع :

١- ديوان ذي الرمة شرح أبي نصر الباهلي رواية ثعلب

المؤلف: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي (المتوفى: 231 هـ)

المحقق: عبد القدوس أبو صالح

الناشر: مؤسسة الإيمان جدة

الطبعة: الأولى، 1982 م - 1402 هـ

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم مسلسل واحد)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید