المنشورات

نقد وتقويم

على الرغم من إيجابيات النظرية العضوية كما طرحها هربرت سبنسر، فإن هذا التطور الذي يدعو إليه هو تطور بيولوجي عضوي لايماثل التطور الجدلي عند كارل ماركس القائم على المادية التاريخية. وبالتالي، فتطور المجتمع عند سبنسر قائم على الصراع والتنافر واللاتجانس. ولكن يمكن أن يقوم على التعايش والتفاهم والتعاون، إذا كان يحتكم إلى المعايير الأخلاقية والدينية. كما تذهب انتقادات أخرى إلى أن " الحضارة الإنسانية لايمكن تفسيرها في ضوء مفاهيم الحرب والصراع، وإنما يمكن تفسيرها في ضوء التعاون والعمل والإنجاز الإنساني المنتج. كما تذهب إلى أن سبنسر قد أخطأ في تصوره أن وصول البشرية إلى المرحلة الصناعية سوف يضع حدا لحالة الصراع والحرب التي ظل الإنسان يعانيها على مدى تاريخه على هذا الكوكب. وفاته بأن أبشع الحروب في التاريخ هي التي أشعلتها أكثر الدول تقدما في الصناعة والعلم والتكنولوجيا." (1)
وعليه، تغلب على نظرية سبنسر إيديولوجية الصراع والحرب والتطور، والدفاع عن الرأسمالية الليبرالية الإنجليزية، وتمجيد الحرية، ومبدإ الفردية، ومبدأ العمل، وتثبيت قانون البقاء للأقوى والأصلح.
وخلاصة القول، يتبين لنا، مما سبق ذكره، أن النظرية العضوية نظرية بيولوجية تشبه المجتمع بالكائن الحي، في تطوره ونشوئه وارتقائه. ومن ثم، فالإنسان عبارة عن خلية عضوية في جسم المجتمع، يتطور بتطور هذا الجسم ونمائه. ويخضع التطور للنشوء والارتقاء والانحلال. ومن ثم، فالنظرية العضوية عند هربرت سبنسر نظرية ارتقائية ونشوئية صراعية تؤمن بمجموعة من الثنائيات، مثل: ثنائية البساطة والتركيب، وثنائية التماثل والتباين، وثناية المتجانس واللامتجانس، وثنائية التباين والتكامل ...









مصادر و المراجع :

١- نظريات علم الاجتماع

المؤلف: د. جميل حمداوي

الطبعة: الأولى 2015 م

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید