المنشورات

منهجية التفاعل الرمزي

يستند التفاعل الرمزي إلى منهجية فردية ذاتية. بمعنى أن المقاربة التفاعلية الرمزية تعطي دورا كبيرا للفاعل ضمن بيئته الاجتماعية الطبيعية. وبتعبير آخر، يعتمد التفاعل الرمزي على استعراض تجارب الأفراد، بغرض فهم الدلالات الرمزية لأفعال الأفراد داخل السياق الاجتماعي، وما تتميز بها هذه الأفعال البينية من دلالات ومعان وحمولات رمزية. وبهذا، تتخطى المقاربة التفاعلية الرمزية السوسيولوجيا الدوركايمية القائمة على التفسير العلمي والوضعي، وترجيح كفة المجتمع على كفة الذات أو الفاعل. وفي هذا الصدد، يقول آلان كولون (Alain Goulon)  في كتابه (مدرسة شيكاغو):" يجب أن نأخذ بالحسبان أن التفاعل الرمزي المتبادل، وللمرة الأولى في تاريخ علم الاجتماع، يمنح دورا نظريا للفاعل الاجتماعي كممثل للعالم الذي يحيط به. ومن ثم، تستخدم طرائق في البحث تعطي أولوية لوجهات نظر الفاعلين. إن الهدف من استخدام هذه الطرائق هو توضيح المعاني التي يستخدمها الفاعلون أنفسهم لبناء عالمهم الاجتماعي. وهنا، تقتضي المعرفة السوسيولوجية الاعتماد على تجربة الأفراد. وبخصوص التفاعل الرمزي المتبادل، لايمكن للمعرفة السوسيولوجية الواقعية أن تتكون عن طريق التقيد بمبادئ منهجية تسعى إلى استخراج المعطيات من سياقها لجعلها موضوعية. وسيكون المقصود، وعلى العكس من ذلك، دراسة الفاعل تبعا للواقع الاجتماعي الطبيعي الذي يعيش فيه. ينبغي على كل بحث في العلوم الاجتماعية الحرص على عدم تشويه العالم الاجتماعي، أو إخفاء الفاعليات المتبادلة التي ترتكز عليها كل حياة اجتماعية. ولهذا، يجب المحافظة على سلامة العالم الاجتماعي لكي يصبح بالإمكان دراسته، وأخذ وجهة نظر الفاعلين الاجتماعيين بالحسبان. إذ إن هؤلاء يبنون عالمهم الاجتماعي من خلال المعاني التي يخصون بها الأشياء والأفراد والرموز التي تحيط بهم." (1)
ويعني هذا كله أن مدرسة شيكاغو تتبنى نظرية ماكس فيبر في دراسة الأفعال الاجتماعية، والتركيز على الفاعل الاجتماعي.









مصادر و المراجع :

١- نظريات علم الاجتماع

المؤلف: د. جميل حمداوي

الطبعة: الأولى 2015 م

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید