المنشورات
جارية في الطواف
وحدث أبو الفضل قال: إني بالطواف أمام الحجر، إذا سمعت حنينا يخرج من بين الأستار، وإذا بقائل يقول:
عفا اللَّه عمّن يحفظ الودّ جهده ... ولا كان عفو اللَّه للنّاقض العهد
وضعت على الأستار خدّي ذليلة ... ليجمعني مع من وضعت له خدّي
قال: فرفعت الأستار، فإذا جارية منفردة، كأنها شمس تجلت عنها غمامة؛ فقلت: يا هذه، لو سألت اللَّه الجنة مع هذا التضرع والبكاء ما حرمك إياها! قال:
فسترت وجهها وقالت: سبحان من خلق فسوّى، ولم يهتك العلانية والنجوى «1» ؛ أما واللَّه إني لفقيرة إلى رحمة ربي، وقد سألته أكبر الأمرين عندي، رجاء فضله، واتكالا على عفوه! ثم ولت عني، فاستعذت باللَّه من الشيطان الرجيم.
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
16 مايو 2024
تعليقات (0)