مقامة اجتناب الظلمة
يا أبا القاسم إن رأيتَ أن لا تزورَ عاتكةً متغزِّلاً وأن تزْوَرَّ عن بيتِها متعزِّلاً وأن يشغلَكَ عن ذكرِها وذكرِ أختِها لَعوب دوِامُ الفكرَ في سكراتِ شَعوبْ فافعلْ صحبِكَ التّوفيق ونِعمَ الصَّاحبُ والرَّفيق كم زُرْتَ أبياتهما وزوَّرْتَ فيهِما أبياتَك وبعتَ بأدنى لقائِهما وتحيتهِما حياتَك. وكأيّنْ لكَ من تشبيبٍ ونسيب وتخلصٍ إلى امتداحِ دخيلٍ أو نسيب ومنْ كلمةٍ مخزيةٍ شاعرَه وقافيةٍ طنّانةٍ ناعرَه ومطلعٍ كما حدرَتِ الحسناءُ من لثامِها. ومفطعٍ كما اسُتلذَّتِ الصَّهباءُ بطيبِ ختامِها. أيةَ نارٍ شَببتَ على كبدِكَ إذ شببّتْ وإلى أيِّ عارٍ نسبتَ نفسكَ حينَ نسبتْ وغايةُ الخزي والشّنار. في الجمعِ بينَ العارِ والنار. أنَّ صاحبَ الغزلِ والنّسيب. ليس له عندَ اللهِ مِن نصيب. سُحقاً لما يجري منَ القوافي على ألسنِ المُنشدين. ومرحباً بالنفوس القوافي في آثارِ المُرشدين. مِن أينَ يفكِّرُ في الاستهلالِ والمطلعْ من هوَ منوطُ الفكرِ بأهوالِ المطلع. وكيف يفرُغُ للإغرابِ في التخلصِ إلى المدح مَن هوَ مِن طَلب تخلصٍ آخرَ في الكَدِّ والكدْح لقد أضللتَ همتكَ في وادي الشِّعرِ فاصِخْ لمنشدِها. وإن أُنشدْتَ نُفاثاتِ الشعراءِ فلا تُصغِ إلى مُنشدِها نادِ أمَّ الشعراءِ يا خَباث وعجِّل بَتاتها بالثلاث ولا تُراجعْ الرَّكونَ إلى أهلِ الحَيفْ.
مصادر و المراجع :
١- مقامات الزمخشري
المؤلف: أبو القاسم
محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)
الناشر: المطبعة
العباسية، شارع كلوت بك - مصر
الطبعة: الأولى،
1312 هـ