المنشورات

النسرين

فقام النسرين بين القائمين منتصرا لأخيه الياسمين، وقال أتتعدى يا بان على شقيقي وابن الفراء من الذهب الدبيقي، وكيف يفاخر البلور من هو شبيه بذنب السنور، ألم يعرفك الحال قول من قال:
لله بستان حللنا دوحه ... في جنة قد فتحت أبوابها
والبان تحسبه سنانير رأت ... بعض الكلاب فنفشت أذنابها
ولكن أنا زين البستان، وفي من الذهب والفضة لونان، أنفع من أورام الحلق واللوزتين ووجع الأسنان، ومن برد العصب والدوي والطنين في الآذان، وأفتح ما يسد به المنخران، وأقتل الديدان، وأسكن القيء والفواق، وأقوي القلب والدماغ على الإطلاق، وأحلل الرياح من الصدر والرأس، وأخرجها منه بالعطاس، وينتفع بي أصحاب المرة السوداوية غاية الإنتفاع، والبري مني لطخ به الجبهة سكن الصداع، وإذا تدلك في الحمام بماء مني استحق طيب رائحة البدن والعرق، وإذا شربت من مجففي نصف مثقال، منع إسراع الشيب على التوال، ودهني يحلل أوجاع الأرحام الكائنة بردا وينفع من الشوصة العارضة من سوء المزاج والبلغم والمرة السوداء. ويكفيك من المعاني قول من عناني:
ما أحسن النسرين عندي ... وما أملحه مذ كان في عيني
زهر إذا ما أنا صحفته ... وجدته بشرى وبشرين














مصادر و المراجع :

١- مقامات السيوطي

المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)

الناشر: مطبعة الجوائب - قسطنطينية

الطبعة: الأولى، 1298 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید