ويمحَقُ الرّبا ويُرْبي الصّدَقاتِ . وأشهَدُ أنّ محمّداً عبدُهُ الرّحيمُ . ورسولُهُ الكريمُ . ابتَعَثَهُ ليَنسخَ الظُلمَةَ بالضّياء . وينتَصِفَ للفُقراء منَ الأغنياء . فرَفَقَ ، صلى اللهُ عليهِ وسلّم ، بالمِسْكينِ . وخفَضَ جَناحَهُ للمُستَكينِ . وفرضَ الحُقوقَ في أموالِ المُثْرينَ . وبيّنَ ما يجِبُ للمُقلّينَ على المُكثِرينَ . صلّى اللهُ عليْهِ صَلاةً تُحْظيهِ بالزُّلْفَةِ . وعلى أصفِيائِه أهلِ الصُّفّةِ . أما بعْدُ فإنّ اللهَ تعالى شرعَ النكاحَ لتَتَعفّفوا . وسنّ التّناسُلَ لكيْ تتضاعفوا . فقال سُبحانَهُ لتَعرِفوا : يا أيّها الناسُ إنّا خلَقْناكُمْ من ذكَرٍ وأنثى وجعلْناكُمْ شُعوباً وقَبائِلَ لتَعارَفوا . وهذا أبو الدّرّاجِ . ولاّجُ بنُ خرّاجٍ . ذو الوَجْهِ الوَقاحِ . والإفْكِ الصُّراحِ . والهَريرِ والصّياحِ . والإبْرام والإلْحاحِ . يخطُبُ سَليطَةَ أهلِها . وشَريطَةَ بعلِه . قَنْبَسَ . بِنْتَ أبي العَنْبَسِ . لِما بلغَهُ منِ التِحافِها . بإلْحافِها . وإسْرافه . في إسْفافِها . وانْكِماشِها . على مَعاشِها . وانتِعاشِها . عندَ هِراشِها . وقد بذلَ لها منَ الصَّداقِ شَلاّقاً وعُكّازاً . وصِقاعاً وكزّازاً . فأنْكِحوهُ إنْكاحَ مثلِهِ . وصِلوا حبْلَكُمْ بحَبْلِهِ . وإنْ خِفْتُمْ عَيلَةً فسوفَ يُغْنيكُمُ اللهُ منْ فضْلِهِ . أقولُ قوْلي وأستَغفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكُمْ . وأسألُهُ أن يُكثِرَ في المَصاطِبِ نسْلَكُمْ . ويحْرُسَ منَ المَعاطِبِ شمْلَكُمْ . فلمّا فرَغَ الشيخُ منْ خُطبَتِهِ . وأبْرَمَ للختَنِ عقْدَ خِطبَتِهِ . تساقَطَ منَ النِّثارِ . ما استَغْرَقَ حدَّ الإكْثارِ . وأغْرى الشّحيحَ بالإيثارِ . ثمّ نهَضَ الشيخُ يسحَبُ ذَلاذِلَهُ . ويَقْدُمُ أراذِلَهُ . قال الحارثُ بنُ همّامٍ : فتبِعْتُهُ لأنظُرَ عُرْجَةَ القوْم . وأُكمِلَ بهْجةَ اليومِ . فعاجَ بهِمْ إلى سِماطٍ زيّنَتْهُ طُهاتُهُ . وتناصَفَتْ في الحُسْنِ جِهاتُهُ . فحينَ ربعَ كُلُّ شخْصٍ في رِبْضَتِهِ . وطفِقَ يرتَعُ في روضَتِهِ . انسلَلْتُ منَ الصّفّ . وفررْتُ منَ الزّحْفِ . فحانَتْ منَ الشيخِ لَفتَةٌ إليّ . ونظرَةٌ هجَم به طرْفُهُ عليّ . فقال : إلى أينَ يا بُرَمُ . هلاّ عاشَرْتَ مُعاشرَةَ مَن فيهِ كرمٌ ؟ فقلت : والذي خلقَها طِباقاً . وطبّقها إشْراقاً . لا ذُقتُ لَماقاً . ولا لُسْتُ رُقاقاً . أو تُخبِرَني أين مدَبُّ صِباكَ . ومِنْ أينَ مهَبُّ صَباكَ ؟ فتنفّسَ الصُعداءَ مِراراً . وأرسَلَ البُكاءَ مِدْراراً . حتى إذا استَنْزَفَ الدّمْعَ . استَنْصَتَ الجمْعَ . وقال لي : أرْعِني السّمْعَ : الوَجْهِ الوَقاحِ . والإفْكِ الصُّراحِ . والهَريرِ والصّياحِ . والإبْرام والإلْحاحِ . يخطُبُ سَليطَةَ أهلِها . وشَريطَةَ بعلِه . قَنْبَسَ . بِنْتَ أبي العَنْبَسِ . لِما بلغَهُ منِ التِحافِها . بإلْحافِها . وإسْرافه . في إسْفافِها . وانْكِماشِها . على مَعاشِها . وانتِعاشِها . عندَ هِراشِها . وقد بذلَ لها منَ الصَّداقِ شَلاّقاً وعُكّازاً . وصِقاعاً وكزّازاً . فأنْكِحوهُ إنْكاحَ مثلِهِ . وصِلوا حبْلَكُمْ بحَبْلِهِ . وإنْ خِفْتُمْ عَيلَةً فسوفَ يُغْنيكُمُ اللهُ منْ فضْلِهِ . أقولُ قوْلي وأستَغفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكُمْ . وأسألُهُ أن يُكثِرَ في المَصاطِبِ نسْلَكُمْ . ويحْرُسَ منَ المَعاطِبِ شمْلَكُمْ . فلمّا فرَغَ الشيخُ منْ خُطبَتِهِ . وأبْرَمَ للختَنِ عقْدَ خِطبَتِهِ . تساقَطَ منَ النِّثارِ . ما استَغْرَقَ حدَّ الإكْثارِ . وأغْرى الشّحيحَ بالإيثارِ . ثمّ نهَضَ الشيخُ يسحَبُ ذَلاذِلَهُ . ويَقْدُمُ أراذِلَهُ . قال الحارثُ بنُ همّامٍ : فتبِعْتُهُ لأنظُرَ عُرْجَةَ القوْم . وأُكمِلَ بهْجةَ اليومِ . فعاجَ بهِمْ إلى سِماطٍ زيّنَتْهُ طُهاتُهُ . وتناصَفَتْ في الحُسْنِ جِهاتُهُ . فحينَ ربعَ كُلُّ شخْصٍ في رِبْضَتِهِ . وطفِقَ يرتَعُ في روضَتِهِ . انسلَلْتُ منَ الصّفّ . وفررْتُ منَ الزّحْفِ . فحانَتْ منَ الشيخِ لَفتَةٌ إليّ . ونظرَةٌ هجَم به طرْفُهُ عليّ . فقال : إلى أينَ يا بُرَمُ . هلاّ عاشَرْتَ مُعاشرَةَ مَن فيهِ كرمٌ ؟ فقلت : والذي خلقَها طِباقاً . وطبّقها إشْراقاً . لا ذُقتُ لَماقاً . ولا لُسْتُ رُقاقاً . أو تُخبِرَني أين مدَبُّ صِباكَ . ومِنْ أينَ مهَبُّ صَباكَ ؟ فتنفّسَ الصُعداءَ مِراراً . وأرسَلَ البُكاءَ مِدْراراً . حتى إذا استَنْزَفَ الدّمْعَ . استَنْصَتَ الجمْعَ . وقال لي : أرْعِني السّمْعَ :
مَسقَطُ الرّأسِ سَروجُ . . . وبها كنتُ أموجُ
بلدَةٌ يوجَدُ فيها . . . كُلُّ شيءٍ ويَروجُ
ورِدْها منْ سَلسَبيلٍ . . . وصحارِيها مُروجُ
وبَنوها ومَغاني . . . هِمْ نُجومٌ وبُروجُ
حبّذا نفْحَةُ ريّا . . . ها ومَرآها البَهيجُ
وأزاهيرُ رُباها . . . حينَ تنْجابُ الثّلوجُ
منْ رآها قال مرْسى . . . جنّةِ الدّنْيا سَروجُ
ولمَنْ ينْزاحُ عنها . . . زفَراتٌ ونشيجُ
مثلُ ما لاقَيتُ مُذْ زَحْ . . . زَحَني عنْها العُلوجُ عَبرَةٌ تهْمي وشجْوٌ . . . كلّما قَرّ يَهيجُ
وهُمومٌ كُلَّ يومٍ . . . خطْبُها خطْبٌ مَريجُ
ومساعٍ في التّرَجّي . . . قاصِراتُ الخَطْوِ عوجُ
ليتَ يومي حُمَّ لمّا . . . حُمّ لي منْها الخُروجُ
قال : فلمّا بيّن بلَدَهُ . ووعَيْتُ ما أنشدَهُ . أيقَنْتُ أنهُ علاّمَتُنا أبو زيدٍ . وإنْ كان الهرَمُ قد أوثَقَهُ بقَيدٍ . فبادَرْتُ إلى مُصافحَتِهِ . واغْتَنَمْتُ مؤاكَلَتَهُ منْ صحْفَتِهِ . وظَلْتُ مدّةَ مَقاميَ بمِصْرَ أعْشو إلى شُواظِهِ . وأحْشو صدَفَتَيّ منْ دُرَرِ ألْفاظِهِ . إلى أنْ نعَبَ بينَنا غُرابُ البَينِ . ففارَقْتُهُ مُفارقَةَ الجفْنِ للعَينِ .
مصادر و المراجع :
١- مقامات الحريري
المؤلف: القاسم
بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد الحريري البصري (المتوفى: 516 هـ)
دار النشر: دار
الكتاب اللبناني - بيروت - 1981
الطبعة: الأولى
تعليقات (0)