المنشورات

رَمَتْني بسَهْمٍ فَلَمْ أَنْتَصِرْ [المتقارب]

يصف فرسه وخروجه إلى الصيد.
أحَارِ عَمْرو كَأني خَمِر ... وَيَعْدُو عَلى المَرْءِ مَا يأتَمِرْ (2)
فَلا وأبِيكِ ابْنَة َ العَامِرِيّ ... لا يَدّعي القَوْمُ أني أَفِرْ
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وَأشْيَاعُهَا ... وَكِنْدَة ُ حَوْلي جَمِيعاً صُبُرْ
إذا رَكِبُوا الخَيلَ وَاستَلأموا ... تَحَرّقَتِ الأرْضُ وَاليَوْمُ قُرْ (3)
تَرُوحُ مِنَ الحَيّ أمْ تَبْتَكِرْ ... وَمَاذا عَلَيْكَ بأنْ تَنْتَظِرْ؟
أمَرْخٌ خِيَامُهُمُ أمْ عُشُرْ ... أمِ القَلبُ في إثرِهِمْ مُنْحَدِرْ (4)
وَفِيمَنْ أقَامَ مِنَ الحَيِّ هِرْ ... أمِ الظّاعِنُونَ بهَا في الشُّطُرْ (5)
وَهِرِّ تَصِيدُ قُلُوبَ الرّجَالِ ... وَأفلَتَ مِنهَا ابنُ عَمرٍو حُجُرْ (6)
رَمَتْني بسَهْمٍ أصَابَ الفُؤادَ ... غَدَاة َ الرّحِيلِ فَلَمْ أنْتَصِرْ
فأسبَلَ دَمعي كَفَضّ الجُمَانِ ... أوِ الدُّرّ رَقْراقُهُ المُنْحَدِرْ (7)
وَإذْ هيَ تَمشي كمَشْيِ النَّزِيفِ ... يَصرَعُهُ بِالكَثِيبِ البُهُرْ (1)
بَرَهْرَهَة ٌ رُودَة ٌ رَخْصَة ٌ ... كَخَرْعُوبَةِ البَانَةِ المُنفَطِرْ (2)
فَتُورُ القِيَام قَطِيعُ الكَلامِ ... تَفْتَرُّ عَنْ ذِي غُرُوبٍ خَصِرْ (3)
كأنّ المُدَامَ وَصَوبَ الغَمَامِ ... وَرِيحَ الخُزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ (4)
يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا ... إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ (5)
فَبِتُّ أُكَابِدُ لَيْلَ التِّمَامِ ... وَالقَلْبُ من خَشْيَة ٍ مُقْشَعِرْ
فَلَمّا دَنَوْتُ تَسَدّيْتُهَا ... فَثَوْباً نَسِيتُ وَثَوْباً أَجُرْ (6)
وَلَمْ يَرَنَا كَالىءٌ ٌ كَاشحٌ ... وَلم يُفشُ منّا لَدى البَيتِ سِرْ (7)
وَقَدْ رَابَني قَوْلُهَا: يَا هَنَاهُ ... وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرّاً بِشَرْ (8)
وَقَدْ أغْتَدِي وَمَعي القَانِصَانِ ... وَكُلٌّ بمَرْبَأة ٍ مُقْتَفِر (9)
فَيُدْرِكُنَا فَغِمٌ دَاجِنٌ ... سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلُوبٌ نَكِرْ (10)
ألَصُّ الضُّرُوسِ حَنيُّ الضّلُوعِ ... تَبُوعٌ طَلُوبٌ نَشِيطٌ أشِرْ (1)
فأنْشَبَ أظْفَارَهُ في النَّسَا ... فَقُلْتُ: هُبِلْتَ! ألا تَنتَصِرْ؟ (2)
فَكَرّ إلَيْهِ بمِبْراتِهِ ... كمَا خَلّ ظَهْرَ اللِّسانِ المُجِرْ (3)
فَظَلّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ ... كمَا يَسْتَديرُ الحِمَارُ النَّعِرْ (4)
وأرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ... كَسَا وَجهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ (5)
لهَا حَافِرٌ مِثْلُ قَعْبِ الوَلِيـ ... دِ رُكّبَ فِيهِ وَظِيفٌ عَجِزْ (6)
لهَا ثُنَنٌ كَخَوَافي العُقَا ... بِ سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرْ (7)
وَسَاقَانِ كَعْبَاهُمَا أصْمَعَا ... نِ لحمُ حَمَاتَيْهِمَا مُنْبَتِرْ (8)
لهَا عَجُزٌ كَصَفَاةِ المَسِيـ ... لِ أبْرَزَ عَنها جُحافٌ مُضِرْ (9)
لهَا ذَنَبٌ، مِثلُ ذَيلِ العَرُوسِ، ... تَسُدُّ بهِ فَرْجَهَا مِنْ دُبُرْ
لهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كمَا ... أكَبّ عَلى سَاعِدَيْهِ النَّمِرْ (10)
لهَا عُذَرٌ كَقُرُونِ النِّسَا ... ءِ رُكّبنَ في يَوْمِ رِيحٍ وَصِرْ (1)
وَسَالِفَةٌ كَسَحُوقِ اللِّيَا ... نِ أضرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ (2)
لهَا جَبْهَةٌ كَسَرَاةِ المِجَنِّ ... حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ (3)
لهَا مِنْخَرٌ كَوِجَارِ الضِّبَاعِ ... فَمِنْهُ تُرِيحُ إذَا تَنْبَهِرْ (4)
وَعَينٌ لهَا حَدْرَة ٌ بَدْرَة ٌ ... وشُقّتْ مآقِيهِمَا مِنْ أُخُرْ (5)
إذَا أقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَة ٌ ... من الحُضْرِ مَغموسَةٌ في الغُدُرْ (6)
وَإنْ أدْبَرَتْ قُلْتَ: أُثْفِيَّةٌ ... مُلَمْلَمَةٌ لَيْسَ فِيهَا أُثُرْ (7)
وَإنْ أعرَضَتْ قُلْتَ: سُرْعرفَة ٌ ... لهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرْ (8)
وَللسَّوْطِ فِيهَا مَجَالٌ كمَا ... تَنَزَّلَ ذُو بَرَدٍ مُنْهَمِرْ (9)
لهَا وَثَبَاتٌ كَصَوْبِ السَّحَابِ ... فَوَادٍ خَطَاءٌ وَوَادٍ مُطِرْ
وَتَعْدُو كَعَدْوِ نَجَاةِ الظِّبَا ... ءِ أخْطَأَهَا الحَاذِفُ المُقتَدِرْ (10)











مصادر و المراجع :

١- ديوان امرِئ القيس

المؤلف: امْرُؤُ القَيْس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار (المتوفى: 545 م)

اعتنى به: عبد الرحمن المصطاوي

الناشر: دار المعرفة - بيروت

الطبعة: الثانية، 1425 هـ - 2004 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید