المنشورات

امرؤ القَيْسِ وعَبيدُ بْنُ الأَبْرصَ [البسيط]

لقي يوماً عَبيد بن الأبرص الأسديّ. فقال له عبيد بن الأبرص: كيف معرفتك بالأوابد؟ فقال: قل ما شئتـ تجدني كما أجبت.
مَا حَيّةٌ مَيْتَةٌ قَامَتْ بمِيتَتِهَا ... دَرْدَاءُ مَا أنْبَتَتْ سَنّاً وَأضرَاسَا (6)
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقَى في سَنَابِلِهَا ... فأخرجَتْ بعد طول المُكثِ أكداسَا
فقال عبيد:
ما السُّودُ والبِيضُ وَالأسماءُ وَاحدَةٌ ... لا يَستَطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ السّحَابُ إذا الرّحمَانُ أرْسلَها ... رَوّى بها من مُحولِ الأرْضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد:
مَا مُرْتِجَاتٌ عَلى هَوْلٍ مَرَاكِبُها ... يَقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا (1)
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ النّجُومُ إذا حَانَتْ مَطالِعُهَا ... شَبّهْتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا
فقال عبيد:
مَا القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنِيسَ بهَا ... تأتي سِرَاعاً وَمَا يَرْجِعنَ أنْكاسَا
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الرّيَاحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُهَا ... كَفَى بأذَيالَها للتُّرْبِ كَنّاسَا
فقال عبيد:
مَا الفَاجِعَاتُ جَهَاراً في عَلانِيَةٍ ... أشَدُّ مِنْ فَيْلَقٍ مَمْلُوءَةٍ بَاسَا
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ المَنَايَا فَمَا يُبْقِينَ مِنْ أحدٍ ... يَكفِتنَ حَمْقَى وَمَا يُبقينَ أكيَاسَا (1)
فقال عبيد:
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ ... لا يَشتَكينَ وَلَوْ ألجَمتَها فَاسَا (2)
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الجِيادُ عَلَيها القَوْمُ قد سبحوا ... كانوا غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا (3)
فقال عبيد:
مضا القَاطعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ ... قبلَ الصّباحِ ومَا يَسرِينَ قِرْطَاسَا (4)
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكاً ... دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
فقال عبيد:
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ ... وَلا لِسَانٍ فَصيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ المَوَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلَها ... رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقْياسَا











مصادر و المراجع :

١- ديوان امرِئ القيس

المؤلف: امْرُؤُ القَيْس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار (المتوفى: 545 م)

اعتنى به: عبد الرحمن المصطاوي

الناشر: دار المعرفة - بيروت

الطبعة: الثانية، 1425 هـ - 2004 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید