المنشورات

تعزُّ عليها ريبتي [الطويل]

جَزِعتُ ولم أجزَعْ مِنَ البَينِ مَجْزَعا ... وَعزَّيْتُ قلْباً بِالكَوَاعِبِ مُولَعا (1)
وَأصْبَحْتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غَيْرَ أنّني ... أُراقِبً خَلَّاتٍ، مِنَ العَيْشِ، أرْبَعا (2)
فَمِنْهُنَّ: قَوْلي للنَّدَامى تَرَفَّقُوا، ... يُداجُونَ نَشّاجاً مِنَ الخَمرِ مُتْرَعا (3)
وَمنهُنَّ: رَكْضُ الخَيْلِ تَرْجُمُ بِالقَنا ... يُبادُرْنَ سِرْباً آمِناً أنْ يُفَزَّعا (4)
وَمنْهُنَّ: نَصُّ العِيسِ واللّيلُ شامِلٌ ... تَيَممَّ مجْهُولاً مِنَ الأرْضِ بَلْقَعا (5)
خَوَارِجُ مِنْ بَرِّيّة ٍ نَحْوَ قَرْيَةٍ، ... يُجَدِّدْنَ وَصْلاً، أوْ يُقَرِّبنَ مَطمَعا
وَمِنْهُنَّ: سوْقي الخَوْدَ قَد بَلّها النَّدى ... تُرَاقِبُ مَنْظُومَ التَّمائِمِ، مُرْضَعا (6)
تَعِزُّ عَلَيْها رِيْبَتي وَيَسوءُها ... بُكاهُ، فَتَثْني الجِيدِ أنْ يَتَضَرَّعا (7)
بَعَثْتُ إلَيْها، وَالنُّجُومُ طَوَالعٌ، ... حِذَاراً عَلَيْهَا أنْ تَقُومَ، فَتُسْمعَا
فَجاءتْ قَطُوفَ المشي هَيّابةَ السُّرَى ... يُدَافِعُ رُكْناها كوَاعِبَ أرْبَعا (1)
يُزَجِّينَها مَشْيَ النَّزِيفِ وَقدْ جَرَى ... صُبابُ الكَرَى في مُخِّها فَتَقَطَّعا (2)
تَقُولُ وَقَدْ جَرَّدْتُها مِنْ ثِيابِها ... كَما رُعتَ مَكحولَ المَدامِعِ أتْلعا (3)
وَجَدَّكَ لَوْ شيْءٌ أتانا رَسُولُهُ، ... سِوَاكَ، وَلَكِنْ لم نَجِدْ لَكَ مَدْفَعا
فَبِتْنا تَصُدّ الوَحْشُ عَنّا كَأنّنا ... قَتِيلانِ لم يَعْلَمْ لَنا النّاسُ مَصْرَعا
تَجَافَى عَنِ المَأْثُورِ بَيْني وَبَيْنَها، ... وَتُدْني عَلَيَّ السّابِرِيَّ المُضَلَّعا (4)
إذا أخَذَتْها هِزّة ُ الرَّوْعِ أمْسَكَتْ ... بِمَنْكِبِ مِقْدَامٍ على الهَوْلِ أرْوَعا (5)













مصادر و المراجع :

١- ديوان امرِئ القيس

المؤلف: امْرُؤُ القَيْس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار (المتوفى: 545 م)

اعتنى به: عبد الرحمن المصطاوي

الناشر: دار المعرفة - بيروت

الطبعة: الثانية، 1425 هـ - 2004 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید