المنشورات

قومي بنو عامر [المنسرح]

وقال يصف رحلة الأحباب، ومناظر بقر الوحش والحمر والسيول، ويفتخر بقومه بني عامر:
طَافَتْ أُسَيْماءُ [بالرِّحَالِ] فَقَدْ ... هَيَّجَ مِنِّي خَيالُها طَرَبَا (1)
إحْدَى بَني جَعْفَرٍ بأرْضِهِمِ ... لمْ تُمْسِ مِنِّي نَوْباً وَلا قُرُبَا (2)
لَمْ أخْشَ عُلْوِيَّة ً يَمَانِيَة ً ... وكَمْ قَطَعْنا مِنْ عَرْعَرٍ شُعَبَا (3)
جاوزنَ فلجاً فالحَزْنَ يُدْلِجـ ... ـنَ بالليلِ ومِنْ رَملِ عالجٍ كُشُبَا (4)
مِنْ بَعدِ ما جاوَزَتْ شَقائِقَ فالدّهـ ... ـنَا وَغُلْبَ الصُّمَانِ والخُشُبَا (5)
فصَدَّهُمْ مَنطِقُ الدَّجاجِ عنِ العَهـ ... ـدِ وضَرْبُ النّاقُوسِ فاجْتُنِبَا (6)
هَلْ يُبْلِغَنِّي دِيارَها حَرَجٌ ... وَجْناءُ تَفْري النَّجَاءَ والخَبَبَا (7)
كأنَّهَا بِالغُمَيْرِ مُمْرِيَة ٌ ... تَبْعي بكُثْمَانَ جُؤذَراً عَطِبَا (1)
قَدْ آثَرَتْ فِرْقَة َالبُغَاءِ وَقَدْ ... كانَتْ تُراعي مُلَمَّعاً شَبَبا (2)
أتِيكَ أمْ سَمْحَجٌ تَخَيَّرَها ... عِلْجٌ تَسَرَّى نحَائِصاً شُسُبَا (3)
فاخْتَارَ مِنْها مِثلَ الخَريدةِ لا ... تَأمَنُ مِنْهُ الحِذارَ والعَطَبَا (4)
فلا تؤولُ إذا يؤولُ ولا ... تَقْرُبُ مِنْهُ إذا هُوَ اقتَرَبَا (5)
فَهو كَدَلْوِ البَحريِّ أسْلَمَهَا الـ ... ـعَقْدُ وخانَتْ آذانُهَا الكَرَبَا (6)
فَهو كَقِدْحِ المنيحِ أحْوَذَهُ [القَا ... نِصُ] يَنْفي عَنْ مَتْنِهِ العَقَبَا (7)
[يا هَلْ تَرَى البَرْقَ] بِتُّ أرْقُبُهُ ... يُزْجي حَبِيّاً إذا خَبَا ثَقَبَا (8)
قَعَدْتُ وَحْدي لَهُ؛ وَقَالَ أبُو ... لَيلى: مَتى يَغْتَمِنْ فَقَدْ دأبَا؟ (1)
كأنَّ فِيهِ لَمّا ارتَفقْتُ لَهُ ... رَيْطاً ومِرباعَ غانِمٍ لَجِبَا (2)
فَجادَ [رَهواً إلى مداخِلَ فالصُّحْـ ... ـرَة ِ] أمْسَتْ نِعَاجُهُ عُصَبَا (3)
فَحَدَّرَ العُصْمَ مِنْ عَمَايَة َ للسّهْـ ... ـلِ وَقضَّى بصاحَةَ الأرَبا (4)
فَالماء يَجْلُو مُتُونَهُنَّ كَمَا ... يَجْلُو التّلاميذُ لُؤلؤاً قَشِبَا (5)
لاقَى البَديُّ الكِلابَ فاعْتَلَجَا ... مَوْجُ أتِيَّيْهِمَا لِمَنْ غلبَا (6)
فَدَعْدَعَا سُرَّة َ الرَّكَاءِ كَمَا ... دَعْدَعَ ساقي الأعاجمِ الغَرَبَا (7)
فكُلُّ وادٍ هَدَّتْ حَوَالِبُهُ ... يَقْذِفُ خُضْرَ الدَّباءِ فالخُشُبَا (8)
مالَتْ بهِ نَحْوَها الجَنُوبُ مَعاً ... ثمَّ ازْدَهَتْهُ الشَّمالُ فانْقَلَبَا
فقُلْتُ صَابَ الأعْراضَ رَيِّقُهُ ... يَسْقي بلاداً قَد أمْحَلَتْ حِقَبَا (1)
لِتَرْعَ مِنْ نَبْتِهِ أُسَيْمُ إذَا ... أنْبَتَ حُرَّ البُقُولِ والعُشُبَا (2)
وَلْيَرْعَهُ قَوْمُهَا فَإنَّهُمُ ... من خَيرِ حيٍّ عَلِمتهمْ حسبَا
قَوْمي بَنُو عامِرٍ وَإنْ نَطَقَ الـ ... ـأعْداءُ فيهِمْ مَناطِقاً كَذبَا
بمِثْلِهِمْ يُجْبَهُ المُناطِحُ ذو العِ ... ـزّ وَيُعْطي المُحافِظُ الجَنَبَا (3)














مصادر و المراجع :

١- ديوان لبيد بن ربيعة العامري

المؤلف: لَبِيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري الشاعر معدود من الصحابة (المتوفى: 41هـ)

اعتنى به: حمدو طمّاس

الناشر: دار المعرفة

الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید