المنشورات

أنا لبيدٌ [الرجز]

وحين ملك النعمان بن المنذر جاءه وفد من بني عامر فيهم طفيل بن مالك وعامر بن مالك للتسليم عليه، وفداء أسرى من بني عامر كانوا لديه، وكان معهم لبيد، فخلفوه في رحالهم ودخلوا على النعمان، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان أثيراً قد غلب على مجلسه، فلم ينل العامريون حظوة لدى النعمان بسبب كيد ربيع لهم، فعادوا إلى رحالهم بحال سيئة، فلما استخبرهم لبيد عن ذلك قالوا له: خالك -وكانت أم لبيد عبسيّة- قد صدّه عنا ببلاغته وتأثيره؛ فاقترح عليهم لبيد أن يأخذوه معهم لدى عودتهم إلى الملك، وأنّه كفيل بمعارضة ربيع. فدخلوا على النعمان وإذا به هو وربيع يأكلان، فاستأذنه لبيد في الكلام فأذن له، فأنشده قوله:
لا تَزْجُرِ الفِتْيان عَن سُوءِ الرِّعَه (1)
يا رُبَّ هَيْجَا هيَ خَيرٌ مِنْ دَعَه
يا ابن المُلُوكِ السّادَةِ الهَبَنْقَعَهْ (2)
أنَا لبيدٌ ثمَّ هذي المَنْزَعَهْ (3)
في كُلِّ يَوْمٍ هَامَتي مُقَزَّعَهْ (4)
قانِعةً وَلمْ تَكُنْ مُقَنَّعَهْ (5)
نَحْنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأرْبَعَهْ
نَحْنُ خَيرُ عامِرِ بِنِ صَعْصَعَهْ
المُطْعِمونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ (6)
والضَّارِبونَ الهَامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ (7)
يا واهِبَ المَالِ الجَزيلِ مِنْ سَعَهْ
سُيُوفُ حَقٍّ وَجِفانٌ مُتْرَعَهْ
إلَيْكَ جاوَزْنَا بِلاداً مُسْبِعَهْ (8)
إذِ الفَلاةُ أوْحَشَتْ في المَعْمَعَهْ
يُخْبِرْكَ عَنْ هذا خَبيرٌ فاسْمَعَهْ
مَهْلاً أبَيْتَ اللّعنَ لا تأكلْ معَهْ
إنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ (1)
وإنَهُ يُدْخِلُ فِيهَا إصْبَعَهْ
يُدْخِلُها حتى يُواري أشْجَعَهْ (2)
كأنّما يَطْلُبُ شَيئاً ضَيَّعَهْ










مصادر و المراجع :

١- ديوان لبيد بن ربيعة العامري

المؤلف: لَبِيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري الشاعر معدود من الصحابة (المتوفى: 41هـ)

اعتنى به: حمدو طمّاس

الناشر: دار المعرفة

الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید