لقد نادى الغُرَابُ ببَين لُبنى ... فطارَ القَلبُ من حَذَرِ الغُرَابِ.
فَقُلتُ: غَداً تَباعدُ دارُ لُبنى ... وَتَنْأَى بَعدَ وُدٍّ واقترَابِ.
فَقُلتُ: تَعِستَ وَيحَكَ من غُرَابٍ ... أكُلَّ الدهرِ سَعْيُكَ في تَبابِ.
لقَد أولِعتَ، لاقَيتَ خَيراً، ... بِتَفرِيقِ المحِبِّ عن الحِبَابِ.
فدخل زوجها، فرآها على تلك الحال، فقال: ما دعاك إلى ما أرى؟ قالت: دعاني أن ابن عمي وحبيبي قيساً أمرهن باوقوع فلم يقعن حيث يقول:
ألا يا غُرَابَ البَين، قد طِرْتَ بالذي ... أُحاذِرُ من لُبنى، فَهَل أنتَ وَاقعُ؟
فآليت أن لا أظفر بغراب إلا قتلته، قال: فغضب، وقال: لقد هممت بتخلية سبيلك، فقالت: لوددت أنك فعلت، وإني عمياء، فوالله ما تزوجتك رغبةً فيك، ولقد كنت آليت أن لا أتزوج بعد قيس أبداً، ولكني غلبني أبي على أمري.
مصادر و المراجع :
١- مصارع العشاق
المؤلف: جعفر بن
أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي، أبو محمد (المتوفى: 500هـ)
الناشر: دار
صادر، بيروت
تعليقات (0)