المنشورات

قميص الكتمان

أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي العلاف الواعظ بقراءتي عليه، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، حدثنا جعفر بن محمد الصوفي، حدثنا أحمد بن محمد الطوسي، حدثني القاسم بن يزيد، حدثني محمد بن سلام، حدثني خلاد بن يزيد الأرقط قال: كان عويمر العقيلي مشغوفاً بابنة عم له، وكان يقال لها ريا، فزوجت برجلٍ، فحملها إلى بلاده، فاشتد وجده، واعتل علة أخذه الهلاس بها، فدعوا له طبيباً لينظر إليه، فقال له: أخبرني بالذي تجد، فرفع عقيرته فقال:
كذَبتُ على نَفسِي فحَدّثتُ أنّني ... سَلَوْتُ لكيما يَنظرُوا حينَ أصْدُقُ.
وَما عن قِلىً مني وَلا عَنْ مَلالَةٍ، ... وَلَكِنّني أُبْقي عَلَيْكِ وَأُشْفِقُ.
وَمَا الهَجْرُ إلاّ جُنّةٌ لي لَبِسْتُهَا، ... لتَدفَعَ عني ما يُخافُ وَيُفرَقُ.
عُطَفتُ على أسرَارِكُمْ، فكَسَوْتُها ... قَمِيصاً مِنَ الكِتمَانِ لا يَتَخرّقُ.
وَلي عَبْرَتَانِ ما تُفِيقَانِ: عَبرَةٌ ... تَفِيضُ، وَأُخرَى للصّبَابَةِ تخنقُ.
وَيَوْمَانِ: يَوْمٌ فيهِ جِسْمٌ مُعَذَّبٌ ... عَلِيلٌ، وَيَوْمٌ للتّفَرّقِ مُطْرِقُ.
وَأكثرُ حَظّي مِنْكِ أني إذا سَرَتْ ... ليَ الرّيحُ مِنْ تِلْقَائِكُم أتَنَشّقُ.
ثم ذهب عقله، فقال المتطبب لأهله ومن حضره: ارفقوا به، ثم انصرف. فما مكث إلا ليالي يسيرةً حتى قضى.














مصادر و المراجع :

١- مصارع العشاق

المؤلف: جعفر بن أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي، أبو محمد (المتوفى: 500هـ)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید