المنشورات

حيلة المصاحف تنطلي على الناس

فكلّ ما ذكرنا ممّا اتّفق له من غير اكتساب وتهيأ له من غير احتيال، فغير مكره- حفظك الله- معاوية على ما اتفق له ولا ملوم عليّ ابن أبي طالب على ما امتحن به فيهم؛ فعلى هذه العقدة دار الكلام؛ ثمّ اتفق له الخلاف الذي كان عن رفع المصاحف والانتشار الذي حدث عن ذلك التدبير والحيلة؛ فانظر هل ألفى عليّ عندها عاقلا أو صادف بها عزيزا؟ ولقد قال ثمّ أعاد القول ثمّ احتجّ وعرف وزجر وتوعّد وقال: «ويحكم! إنّها خدعة ومكيدة، وإنّها بعد دليل على الفشل وعلى انقطاع القوّة؛ فانتهزوا هذه الفرصة فقد دلّكم بها على موضع العورة، وليس بينكم وبين الظفر إلا صبر ساعة» ؛ فكان أشدّ القوم عليه خلافا وأفحشهم عنودا الذين صاروا بعد إلى إكفاره وإلى البراءة منه بعد إقرارهم بانه كان المستبصر والمحدود والواعظ والمتوعّد، وأنّهم كانوا المخدوعين والمغرورين والمخذولين؛ فهذا هذا.











مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید