حجة السفيانية بعدم عمل علي بالشورى لا يطعن في خلافته لأن شورى عمر لا تلزمه
فأمّا من حيث ذهب القوم إليه فقد قلنا في ذلك؛ فان قال: «فهلّا جعلها شورى بينه وبين طلحة والزّبير؟» - قلنا: قد زعمتم أنّهما قد بايعا فإن كانا قد ضلا بتلك البيعة فقد صارا لا يصلحان لإمامة، وإن كان ذلك منهما هدى فقد ضلّا بالصمت قبل الحديث؛ فإن قالوا: قد قلنا ذلك في طلحة والزبير ولكنّا قد علمنا أن سعدا لم يبايع وإنّما ضلّ عندنا بعد أن تبيّن لنا رايه في ترك البسط وفي روايته في تفضيل عليّ على نفسه بعد وفاة عليّ ولكن ما باله لم يدع إلى الشورى يومئذ، وتركه للشورى عندها ضغ [ينة] على عمر وتخطئة للجماعة؟ - قلنا: إنّ عمر لم يشترط ذلك الأبد، ولم يوجبه إلّا في الثلاثة الأ [يام] التي قال: «إن انقضت ولم يفرغوا، فاقتلوهم» ؛ وما علم عمر بما يكون من انحفاظ قوم وتبديلهم، وبأي وجه آخر يدل من تقدّمهم، وبما يحدث في أنصارهم من العمى الذي يمنع من الحكم، أو ممّا يعجل من [.......]
مصادر و المراجع :
١- الرسائل السياسية
المؤلف: عمرو بن
بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى:
255هـ)
الناشر: دار
ومكتبة الهلال، بيروت