المنشورات

خصال هاشم في الجاهلية

إن أشرف خصال قريش في الجاهلية: أللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة، وهذه الخصال مقسومة في الجاهلية لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد شمس. على أن معظم ذلك صار شرفه في الاسلام إلى بني هاشم. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ملك مكة صار مفتاح الكعبة بيده، فدفعه إلى عثمان بن طلحة. فالشرف راجع إلى من ملك المفتاح لا إلى من دفع إليه. وكذلك دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير اللواء فالذي دفع اللواء إليه وأخذه مصعب من يديه أحق بشرفه وأولى بمجده، وشرفه راجع إلى رهطه من بني هاشم. قال: وكان محمد بن عيسى المخزومي أميرا على اليمن فهجاه أبيّ بن مدلج فقال:
قل لابن عيسى المستغي ... ث من السّهولة بالوعوره
النّاطق العوراء في ... جلّ الأمور بلا بصيره
ولد المغيرة تسعة ... كانوا صناديد العشيرة
وأبوك عاشرهم كما ... نبتت مع النّخل الشّعيره
إنّ النّبوّة والخلافة ... والسقاية والمشورة
في غيركم فاكفف اليك ... يدا مجذمة قصيرة
قال: فانبرى له [شاعر] من ولد كريز بن حبيب بن عبد شمس، وكان مع محمد بن عيسى باليمن، يهجو عنه ابن مدلج في كلمة له طويلة قال فيها:
لا لواء يعدّ بابن كريز ... لا ولا رفد بيته ذي السّناء
لا حجاب وليس فيكم سوى ال ... كبر وبغض النّبيّ والشّهداء
بين حاك ومخلج وطريد ... وقتيل يلعنه أهل السّماء
ولهم زمزم وجبرائيل ... ومجد السّقاية الغرّاء
قال أبو عثمان: فالشهداء: علي وحمزة وجعفر. والحاكي والمخلج هو الحكم ابن أبي العاص، كان يحكى مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت يوما فرآه فدعا عليه، فلم يزل مخلج المشية عقوبة من الله تعالى. والطريد:
إثنان، ألحكم ابن أبي العاص ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص. وهما جدا عبد الملك بن مروان من قبل أمه وأبيه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم طرد معاوية بن المغيرة هذا من المدينة وأجله ثلاثا فحيره الله ولم يزل يتردد في ضلاله حتى بعث في أثره عليا وعمارا فقتلاه. فأما القتلى فكثير: نحو شيبة وعتبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وحنظلة بن أبي سفيان وعقبة بن أبي معيط والعاص بن سعيد بن أمية ومعاوية المغيرة وغيرهم.













مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید