المنشورات

مزايا عبد المطلب

ولهاشم عبد المطلب سيد الوادي غير مدافع، أجمل الناس جمالا وأظهرهم جودا وأكملهم كمالا، وهو صاحب الفيل والطير الأبابيل صاحب زمزم وساقي الحجيج. وولد عبد شمس أمية بن عبد شمس، وأمية في نفسه ليس هناك وإنما ذكر بأولاده ولا لقب له. ولعبد المطلب لقب شهير واسم شريف: شيبة الحمد. قال مطرود الخزاعي في مدحه:
يا شيبة الحمد الذي تثنى له ... أيّامه من خير ذخر الذّاخر
ألمجد ما حجّت قريش بيته ... ودعا هديل فوق غصن ناخر
والله لا أنساكم وفعالكم ... حتى أغيب في سفاة القابر
وقال حذافة بن غانم العدويّ وهو يمدح أبا لهب ويوصي ابنه خارجة بن حذافة بالانتماء إلى بني هاشم:
أخارج إمّا أهلكنّ فلا تزل ... لهم شاكرا حتى تغيّب في القبر
بني شيبة الحمد الكريم فعاله ... يضيء ظلام اللّيل كالقمر البدر
لساقي الحجيج ثم للشّيخ هاشم ... وعبد مناف ذلك السيد الغمر
أبو عتبة الملقى إليّ جواره ... أغرّ هجان اللّون من نفر غرّ
أبوهم قصيّ كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر
فأبو عتبة هو أبو لهب بن عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم وابناه عتبة وعتيبة: وقال العبدي حين احتفل في الجاهلية فلم يترك:
لا ترى في النّاس حيّا مثلنا ... ماخلا أولاد عبد المطّلب
وإنما شرف عبد شمس بأبيه عبد مناف بن قصي، وبني ابنه أمية بن عبد شمس. وهاشم شرف بنفسه وبأبيه عبد مناف وبابنه عبد المطلب. والأمر في هذا بيّن وهو كما أوضحه الشاعر في قوله:
إنما عبد مناف جوهر ... زيّن الجوهر عبد المطّلب
قال أبو عثمان: ولسنا نقول إن عبد شمس لم يكن شريفا في نفسه، ولكن الشرف يتفاضل، وقد أعطى الله عبد المطلب في زمانه وأجرى على يديه وأظهر من كرامته ما لا يعرف مثله إلا لنبي مرسل، وإن في كلامه لأبرهة صاحب الفيل وتوعده إياه برب الكعبة وتحقيق قولة من الله تعالى ونصرة وعيده بحبس الفيل وقتل أصحابه بالطير الأبابيل وحجارة السجيل حتى تركوا كالعصف المأكول، لأعجب البرهانات وأسنى الكرامات، وإنما كان ذلك إرهاصا لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وتأسيسا لما يريد الله به من الكرامة، وليجعل ذلك البهاء متقدما له ومردودا عليه، وليكون أشهر في الآفاق وأجل في صدور الفراعنة والجبابرة والأكاسرة، وأجدر أن يقهر المعاند ويكشف غباوة الجاهل.













مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید