وإن ذكرتم النجدة والبسالة والشجاعة، فمن مثل علي بن أبي طالب؟ وقد وقع اتفاق أوليائه وأعدائه على أنه أشجع البشر. ومن مثل حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله؟ ومن مثل الحسين بن علي! قالوا يوم الطف:
ما رأينا مكثورا قد أفرد من إخوته وأهله وأنصاره أشجع منه، كان كالليث المجرّب يحطم الفرسان حطما، وما ظنك برجل أبت نفسه الدنية وأن يعطى بيده فقاتل حتى قتل هو وبنوه وإخوته وبنو عمه بعد بذل الأمان لهم والتوثقة بالأيمان المغلظة، وهو الذي سن للعرب الإباء واقتدى بعده أبناء الزبير وبنو المهلب وغيرهم. ومن لكم مثل محمد وإبراهيم ابني عبد الله؟ ومن لكم مثل زيد بن علي، وقد علمتم كلمته التي قالها حيث خرج من عند هشام:- ما أحب الحياة إلا من ذل. فلما بلغت هشاما قال: خارج ورب الكعبة. فخرج بالسيف ونهى عن المنكر ودعا إلى إقامة شعائر الله حتى قتل صابرا محتسبا. وقد بلغتكم شجاعة أبى إسحق المعتصم ووقوفه في مشاهد الحروب بنفسه حتى فتح الفتوح الجليلة، وبلغتكم شجاعة عبد الله بن علي وهو الذي أزال ملك بني مروان وشهد الحروب بنفسه. وكذلك صالح بن علي وهو الذي تبع مروان بن محمد إلى مصر حتى قتله.
مصادر و المراجع :
١- الرسائل السياسية
المؤلف: عمرو بن
بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى:
255هـ)
الناشر: دار
ومكتبة الهلال، بيروت
تعليقات (0)