المنشورات
كتاب فضل هاشم على عبد شمس
(1) يخلو الكتاب من المقدمة التقليدية التي نعهدها في رسائل الجاحظ مما يدل على ان قسما من الكتاب قد بتر.
- يعدد الجاحظ الوظائف التي كانت تضطلع بها بطون قريش في الجاهلية وهي اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة. واللواء: تولى القيادة في الحرب، والندوة: تولي الاجتماعات التي كانت تعقدها قريش في دار الندوة للتداول في الامور. والسقاية: تولي أمر سقي الحجاج الماء المحلى بالزبيب أثناء الموسم. والرفادة: تولي جمع المال من القرشيين لاطعام الحجاج. والحجابة والسدانة: تولي خدمة الكعبة.
(2) المقارنة بين هاشم وأخيه عبد شمس وكلاهما ابنا عبد مناف. اشتهر هاشم بجماله حتى لقب بالقمر كما اشتهر بجوده واطعامه بني قومه الثريد في الأيام العجاف ومن ثم اشتق لقبه. اما عبد شمس فهو على العكس «ليس له لقب كريم ولا اشتق من صالح اعماله اسم شريف» .
(3) عبد المطلب هو ابن هاشم وجد النبي محمد. وهو سيد وادي مكة واجمل الناس واكرمهم. وهو صاحب كرامات لا تعرف الا للأنبياء منها الابتهال الى الله أن ينصره على جيش الحبشة الذي عزم على الإناخة على مكة فاستجاب الله لدعائه ورمى الاحباش بطير ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل كما جاء في القرآن. وظهور الكرامات على يدي عبد المطلب مهدت السبيل لنبوة حفيده محمد. ومن كراماته تفجر العيون تحت اخفاف بعيره.
(4) النبي محمد الهاشمي جمع ميزتين لا يضارعه فيهما أحد: الرسالة وكرم الاخلاق.
(5) إيلاف قريش المذكور في القرآن بدأه هاشم ودر على قريش الاموال الطائلة. وقد فسر الجاحظ الايلاف على وجهين: الوجه الاول هو إتفاق هاشم مع ملوك اليمن والشام والحبشة على الاشتراك في تسيير القوافل التجارية بين مكة واليمن والشام وضمان عدم الاعتداء عليها.. والوجه الثاني هو فرض ضرائب على قبائل قريش ليحمى بها هاشم أهل مكة وقوافلهم التجارية من غارات سائر القبائل مثل طيء وقضاعة وخثعم.
(6) يلقى الجاحظ ضوءا على حلف الفضول الذي قام به بنو هاشم وسمى حلف الفضول لفضله وفضيلته. وقد تعاقد أفخاذ هاشم: بنو المطلب، وبنو اسد، وبنو زهرة، وبنو تيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان على احقاق الحق ونصرة المظلوم والضرب على ايدي الظالم، سواء كان قريبا او غريبا. وكان الزبير بن عبد المطلب هو الذي دعا الى قيام ذلك الحلف.
(7) حرب الفجار جرت بين قريش وعامر في زمن الزبير بن عبد المطلب عم النبي.
وقد شهد النبي المعركة اذ كان ينبل فيها على عمومته. وسميت بذلك لان عامر هي التي فجرت.
(8) يقابل هذه المكارم الهاشمية مخازي امية. فامية كان مضعوفا وصاحب عهار (تعرض لامرأة من بني زهرة فضربه احدهم بالسيف، فلم يستطع قومه الثأر له) . وابنه حرب كان مقيتا (اي تزوج امرأة ابيه أمية في حياته) والمقيتون هم الذين ينكحون نساء ابائهم بعد موتهم. وابو سفيان بن حرب ضربت عنق حليفه ابي الازيهر الدوسي الازدي ولم يدرك به قودا.
(9) مقارنة بين خلفاء بني هاشم العباسيين امثال المنصور والرشيد والمعتصم والواثق، وخلفاء أمية امثال مروان بن الحكم ومعاوية ويزيد وعبد الملك الخ.... تبين عظمة العباسيين وقدرتهم وضعف الامويين.
(10) الهاشميون أحق بالخلافة من الامويين لأنهم ملكوا بالميراث وحق العصبة والعمومة، اما الامويون فملكوا لانهم قرشيون، وفي هذا يفضلهم العلويون الذين ادعوا الملك بسبب القرابة السابقة والوصية، ويفضلهم العباسيون الذين اعتمدوا الوراثة، ويسبقهم سائر القرشية، اذا كان الملك لا ينال الا بالسوابق والأعمال والجهاد.
والجاحظ يلخص هنا مختلف الدعاوي بالامامة او الخلافة التي كان ينادي بها كل من العلويين والعباسيين وغيرهم.
(11) يعدد الجاحظ اعمال بني أمية وجورهم على بني هاشم، ابتداء من محاربة علي، الى سم الحسن، وقتل الحسين، وسم ابي هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن ابي طالب، وضرب الكعبة وتغيير موعد الصلاة. وقد وردت معظم هذه التهم في رسالة النابتة التي نشرناها ضمن رسائل الجاحظ الكلامية. وقد كررها الجاحظ هنا للتركيز عليها والتذكير بها.
(12) انتزاع العباسيين الملك من بني امية بفضل شجاعتهم وحنكتهم. وقد تولى ولد العباس بانفسهم الحرب امثال عبد الله بن علي، وصالح بن علي، وداود بن علي، وعبد الصمد بن علي، والمنصور. وفي هذا اسقاط للدعوة التي تقول ان الفرس هم الذين اسقطوا دولة الامويين.
(13) خصال هاشم في الاسلام هو القسم الثاني من الكتاب. والقسم الاول خصصه كما رأينا للكلام على خصال هاشم في الجاهلية.
- وقد بدأه بالفخر بكثرة العدد. واورد ابياتا في الشعر تبين تعظيم العرب لكثرة العدد وتعتبره شرفا.
(14) الفخر بالحكمة اي نبل الرأي وصواب القول، وقد ذكر من ابواب الحكمة الفقه والعلم والتأويل ومعرفة التنزيل والقياس والخطابة. واشتهر بها عبد الله بن عباس وعلي بن ابي طالب.
(15) الفخر بالبسالة أي الشجاعة والنجدة وقتل الاقران وجزر الفرسان وقد اشتهر فيها حمزة عم النبي وعلي بن أبي طالب.
(16) الفخر بالكرم أي الفضل في الجود والسماح، وقد عرف به عبد الله بن جعفر وعبيد الله بن العباس.
17- مفاخر أمية في الدهاء والحروب والعلم والشعر:
يذكر الجاحظ من انجبتهم امية في هذه الميادين. فمن الدهاة معاوية بن ابي سفيان، وزياد ابن ابيه، ومن الشعراء والخطباء يزيد بن معاوية والوليد بن يزيد ومروان بن الحكم وابنه عبد الرحمن وبشر بن مروان. وفي العلم نبغ خالد بن يزيد الذي ترجم كتب النجوم والطب والكيمياء. وفي الشجاعة نبغ العباس بن الوليد بن عبد الملك، ومروان بن محمد وعبد الملك بن مروان.
(18) مفاخر بني أمية في النسك والورع: يقدم الجاحظ لائحة باسماء عدد من النساك الورعين امثال معاوية بن يزيد بن معاوية، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز وابنه عبد الملك.
(20) فخر امية بالجمال طريف، ويذكر منهم المدبج والديباج والمطرف عبد الله بن عمرو بن عثمان.
(21) مفاخر امية قبل الاسلام: لا ينسى الجاحظ مفاخر الامويين قبل الاسلام ردا على مفاخر الهاشميين قبل الاسلام لتتم الموازنة. وامية تفتخر قبل الاسلام بجدودها امثال حرب بن امية رئيس يوم الفجار، وابي سفيان بن حرب رئيس احد والخندق وسيد قريش كلها في زمانه. وقد سموا بالعنابس لانها اسماء الاسود، وسموا بالاعياص لانها اسماء الاصول.
(22) رد هاشم على ادعاءات امية في الدهاء والحلم والخطابة والورع والفقه والبسالة والتواضع والجمال والنساء يتضمن تعداد رجالات هاشم الذين اشتهروا بهذه الصفات وتفوقهم على رجالات عبد شمس. ومعظمه تكرار لما سبق.
(23) رد أمية على هاشم ودعوتها الى التسوية ووقف التنافس لانهما ابناء عمومة ولا فضل لاحدهما على الآخر.
(24) رد هاشم الأخير: لا تسوية بيننا.
مصادر و المراجع :
١- الرسائل السياسية
المؤلف: عمرو بن
بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى:
255هـ)
الناشر: دار
ومكتبة الهلال، بيروت
29 مايو 2024
تعليقات (0)