المنشورات

لا فرق بين الخراساني والتركي

وأنّك أنكرت ذلك عليه أشدّ الإنكار، وقذعته أشدّ القذع، وزعمت أنّهم لم يخرجوا من الاتّفاق أو من شيء يقرب من الاتّفاق. وأنّك أنكرت التّباعد في النّسب، والتّباين في السّبب. وقلت: بل أزعم أنّ الخراسانيّ والتركيّ أخوان، وأن الحيّز واحد، وأن [حكم ذلك الشّرق، والقضيّة على] ذلك الصّقع متّفق غير مختلف، ومتقارب غير متفاوت. وأنّ الأعراق في الأصل إن لا تكن [كانت] راسخة فقد كانت متشابهة، وحدود البلاد المشتملة عليهم إن لا تكن متساوية فإنّها متناسبة؛ وكلّهم خراسانيّ في الجملة وإن تميّزوا ببعض الخصائص، فافترقوا ببعض الوجوه.
وزعمت أنّ اختلاف التركي والخراساني ليس كالاختلاف بين العجمي والعربيّ، ولا كالاختلاف بين الرّومي والصّقلبيّ، والزّنجيّ والحبشي، فضلا هما هو أبعد جوهرا وأشدّ خلافا. بل كاختلاف ما بين المكّي والمدني، والبدويّ والحضري، والسّهلي والجبلي، وكاختلاف ما بين الطائيّ الجبليّ والطائيّ السّهلي، وكما يقال: أنّ هذيلا أكراد العرب، وكاختلاف ما بين من نزل البطون وبين من نزل الحزون، وبين من نزل النّجود وبين من نزل الأغوار.











مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید