المنشورات
كتاب الحجاب
1- مقدمة
أطال الله بقاءك، وجعلني من كل سوء فداءك، وأسعدك بطاعته وتولّاك بكرامته، ووالى إليك مزيده.
إنه يقال- أكرمك الله- «إن السّعيد من وعظ بغيره، وأن الحكيم من أحكمته تجاربه» . وقد قيل: «كفاك أدبا لنفسك ما كرهت من غيرك» وقيل: «كفاك من سوء سماعه» ، وقيل: «إنّ يقظة الفهم للواعظ ممّا يدعو النّفس إلى الحذر من الخطأ، والعقل إلى تصفيته من القذى» .
وكانت الملوك إذا أتت ما يجلّ عن المعاتبة عليه ضربت لها الأمثال، وعرّض لها بالحديث. وقال الشاعر:
العبد يقرع بالعصا ... والحرّ تكفيه الملامة
وقال آخر:
ويكفيك سوءات الأمور اجتنابها
وقال عبد المسيح المتلمّس:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الإنسان إلّا ليعلما
وقال بعضهم: «في خفيّ التعريض ما أغنى عن شنيع التّصريح» .
وقد جمعت في كتابي هذا ما جاء في الحجاب من خبر وشعر، ومعاتبة وعذر، وتصريح وتعريض، وفيه ما كفى. وبالله التوفيق:
وقد قلت:
كفى أدبا لنفسك ما تراه ... لغيرك شائنا بين الأنام
مصادر و المراجع :
١- الرسائل السياسية
المؤلف: عمرو بن
بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى:
255هـ)
الناشر: دار
ومكتبة الهلال، بيروت
29 مايو 2024
تعليقات (0)