المنشورات

الرسول لم يعرف الكتابة

ولو كانت الكتابة شريفة والخطّ فضيلة كان أحقّ الخلق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أولى الناس ببلوغ الغاية فيها ساداتهم وذوو القدر والشرف فيهم. ولكنّ الله منع نبيّه صلى الله عليه وسلم ذلك، وجعل الخطّ فيه دنيّة، وصدّ العلم به عن النبوّة. ثم صيّر الملك في ملكه، والشّريف في قومه يتبجّح برداءة الخط، وينبل بشنج الكتاب. وإنّ بعضهم كان يقصد لتقبيح خطه وإن كان حلوا، ويرتفع عن الكتاب بيده- وإن كان ماهرا- وكان ذلك عليه سهلا- فيكلّفه تابعه، ويحتشم من تقليده الخطير من جلسائه.
وكتب أحمد بن يوسف يوما بين يدي المأمون خطّا أعجبه فقال: وددت والله أنّي كتبت مثله وأنّي مغرّم ألف ألف. فقال له أحمد بن يوسف: لا تأس عليه يا أمير المؤمنين، فإنّه لو كان حظّا ما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.














مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید