المنشورات

فسق الكتاب

ومن الدليل على ذلك، أنّه لم ير كاتب قطّ جعل القرآن سميره، ولا علمه تفسيره، ولا التفقّه في الدّين شعاره، ولا الحفظ للسّنن والآثار عماده، فإن وجد الواحد منهم ذاكرا شيئا من ذلك لم يكن لدوران فكّيه به طلاقة، ولا لمجيئه منه حلاوة. وإن آثر الفرد منهم السّعي في طلب الحديث، والتشاغل بذكر كتب المتفقّهين، استثقله أقرانه، واستوخمه ألّافه، وقضوا عليه بالإدبار في معيشته، والحرفة في صناعته، حين حاول ما ليس من طبعه، ورام ما ليس من شكله.
قال الزّهريّ لرجل: أيعجبك الحديث؟ قال: نعم. قال: أما إنّه لا يعجب إلّا الفحول من الرّجال، ولا يبغضه إلّا إناثهم! ولئن وافق هذا القول من الزّهري فيهم مذهبا، إنّ ذلك لبيّن في شمائلهم، مفهوم في إشاراتهم.














مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید