المنشورات

حد الزنى واللواط

قال (صاحب الغلمان) : لو لم يكن من بليّة النساء إلّا أنّ الزّنى لا يكون إلّا بهنّ، وقد جاء في ذلك من التغليظ ما لم يأت في غيره في الكتاب نصّا، وفي الروايات الصحيحة. قال الله تبارك وتعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا
، وقال: وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً. يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً
، وقال: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ
. وقد جعل بينهما إذا لم يكن شهود التلاعن والفرقة في عاجل الدّنيا، إلى ما أعدّ للكاذب منهما من اللّعن والغضب في الآخرة.
قال (صاحب الجواري) : ما جعل الله من الحدّ على الزّاني إلّا ما جعل على اللّوطيّ مثله. وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنّه أتي بلوطيّ، فأصعد المئذنة ثم رمي منكّسا على رأسه، وقال: «هكذا يرمى به في نار جهنّم» .
وحدّث عن أبي بكر، رضي الله عنه، أنّه أتي بلوطيّ فعرقب عليه حائطا.
وحديث أبي بكر أيضا رضي الله عنه، أنّ خالد بن الوليد كتب إليه في قوم لاطوا فأمر بإحراقهم.
وأحرقهم هشام بن عبد الملك، وأحرقهم خالد بن عبد الله بأمر هشام.
وفي حديث مجاهد أنّ الذي يعمل عمل قوم لوط لو اغتسل بكلّ قطرة من السّماء وكلّ قطرة في الأرض لم يزل نجسا.
وحديث الزّهريّ: «اللّوطيّ يرجم، أحصن أو لم يحصن؛ سنّة ماضية» .
وروي عن الحكم بن عتيبة أن عليّا رحمه الله رجم لوطيّا وقال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذّكرين يلعب أحدهما بالآخر» .
وحديث أنس قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤنّثين من الرجال، والمذكّرات من النساء» . 
وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنّثا من المدينة يقال له «هيت» وسمعه يقول لأمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا فتحتم الطّائف فعليك بادية بنت غيلان، فإنها هيفاء شموع، إذا قامت تثنّت، وإذا تكلّمت تغنّت، تقبل بأربع وتدبر بثمان، وبين رجليها كالإناء المكفوء، فزوّجيها عمر ابنك» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد تغلغلت في النظر يا عدوّ الله، وما ظننتك من ذوي الإربة!» ، فنفاه عن المدينة.










مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید