المنشورات

التجار لا تعدوهم العلوم

فصل منه: وإنّ الذي دعا صاحبك إلى ذمّ التجارة توهمه بقلّة تحصيله، انها تنقص من العلم والأدب وتقتطع دونهما وتمنع منهما. فأيّ صنف من العلم لم يبلغ التّجّار فيه غاية، أو يأخذوا منه بنصيب، أو يكونوا رؤساء أهله وعليتهم؟! هل كان في التابعين أعلم من سعيد بن المسيّب أو أنبل؟ وقد كان تاجرا يبيع ويشتري، وهو الذي يقول: ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عليّ- رضوان الله عليهم- قضاء إلّا وقد علمته.
وكان أعبر النّاس للرّؤيا وأعلمهم بأنساب قريش، وهو من كان يفتي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم متوافرون. وله بعد علم بأخبار الجاهليّة والإسلام، مع خشوعه وشدّة اجتهاده وعبادته، وأمره بالمعروف، وجلالته في أعين الخلفاء، وتقدّمه على الجبّارين.
ومحمّد بن سيرين في فقهه وورعه وطهارته.
ومسلم بن يسار في علمه وعبادته، واشتغاله بطاعة ربّه.
وأيّوب السّختيانيّ، ويونس بن عبيد، في فضلهما وورعهما.













مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید