المنشورات

الكلام ينجي صاحبه

وقد ذكر الله جلّ وعزّ في قصّة إبراهيم عليه السلام حين كسّر الأصنام وجعلها جذاذا، فقال حكاية عنهم: قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ. قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ
. فكان كلامه سببا لنجاته، وعلّة لخلاصه، وكان كلامه عند ذلك أحمد من صمت غيره في مثل ذلك الموضع، لأنّه عليه السلام لو سكت عند سؤالهم إيّاه لم يكن سكوته إلّا على بصر وعلم، وإنّما تكلّم لأنّه رأى الكلام أفضل، وأنّ من تكلّم فأحسن قدر أن يسكت فيحسن، وليس من سكت فأحسن قدر أن يتكلّم فيحسن.
واعلم- حفظك الله- أنّ الكلام سبب لإيجاب الفضل، وهداية إلى معرفة أهل الطّول.
















مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید